احمد الوائلی، محمد السند، علی الحسینی الصدر، احمد وائلی، حسین الفقیه ؛ تحقیق: مرکز الدراسات التحصصیه فی الامام المهدی(ع)
إذن إذا وعد الله تبارك وتعالى بشيء لا بد من تحقق الوعد. (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ) أي آمنوا بما جاء من الله تبارك و تعالى. وما هي الصالحات؟ الصالحات هي الأعمال الخالصة، إذ لدينا أعمال صالحة لكنها ليست خالصة. والقرآن عندما يقول (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ) فانه يضرب على وتر هذه النظرة دائماً, حيث نلاحظ في آيات كثيرة ينعت أعمالاً بأنها صالحة كعمل الخير, لكن عمل الخير لا يتمحض للخير أحياناً, كأن أتصدق في سبيل الله مثلاً, فهذا التصدق شيء جميل لكن الصدقة تكون مرّة لوجه الله، ومرّة ليقول الناس إني كريم, وأطلب العلم وطلب العلم وسيلة تكامل وشيء جيد, فأطلب العلم مرّة لوجه الله ولكي أرشد به جاهلاً وأخدم به دين الله, ومرّة حتى يقال إن فلاناً ذو عنوان ومنزلة علمية, وأجاهد مرةً لله عزوجل، ومرّة حتى يقال عنّي شجاع. فالعمل الخالص الذي ليس فيه رياء وارتباط بمصلحة، وطلب عنوان وتحقيق شيء خاص لذاته نعبر عنه بالعمل الصالح. القرآن الكريم يقول: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَْرْضِ) معناه: إنه يجعل خلافة الأرض لهم, وهم الذين يخلفون الأمم, ويملكون الأرض, ويكونون الحكام على الناس. فيمن نزلت هذه الآية؟ تعددت آراء المفسرين: الرأي الأول: يذهب فريق من المفسرين إلى أن هذه الآية نزلت في أصحاب النبي صلى الله عليه وآله