احمد الوائلی، محمد السند، علی الحسینی الصدر، احمد وائلی، حسین الفقیه ؛ تحقیق: مرکز الدراسات التحصصیه فی الامام المهدی(ع)
إنّ أعظم منّة على العبد المسلم هي إسلامه وإيمانه بالله وبالنبي محمد صلى الله عليه وآله. وإمّا في مقام القول: إنّ مصدر القرآن رباني, فلذلك تردّ على المزاعم القائلة بانّ مصدر الإسلام بشري، فقد كانوا يقولون أنّ محمدا ليس رسولاً لله, والقرآن جاء به ساحر شاعر, فتقول الآية: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدى) وهذه طبعاً ليست مجرد دعوى، بل دليلها معها, إذا كنتم تزعمون إنّ للقرآن مصدراًَ بشرياًَ فانتم بشر أيضا, وتملكون ناصية البلاغة وانتم قمم فيها, ورسول الله أمي لا يعرف القراءة ولم يتعلم ويدرس فكيف لا تستطيعون أن تجاروا القرآن ولو بسورة, فعندما تعجزون عن ذلك يجب أن تعترفوا إذن بانّ للقرآن مصدراًَ ربانياً وهو الله, ومن المستحيل أن يستطيع بشر أن يأتي بالقرآن، وبقي تحدي القرآن قائماً إلى هذا اليوم. النقطة الثانية: في الآية لون من التعزيز لكيان النبي صلى الله عليه وآله حيث يوجد أناس إلى اليوم يقولون: أنّ الرسول بشر, فلماذا تتوسل به وهو لا يقدر على شيء؟ ويعبّر آخر عنه بأنّه (طارش) لا أكثر! صحيح انّ النبي يملك جانبا بشريا, ومؤهلات في الجانب البشري يستحق بها التعظيم، لكن إضافة إلى ذلك يملك جانبا ربانيا، انّه بشر لكنه وصل إلى مرتبة صار فيها لائقاً لانّ يكون رسولا لله تعالى. ثم تقول الآية: (بِالْهُدى وَدِينِ الْحَقِّ). فالله أرسل الرسول بدين الحق, ولا شك ولا ريب انّ الإسلام هو دين الحق منذ جاء والى هذا اليوم والى يوم القيامة وخاتم الرسالات السماوية، وعلى هذا لا يمكن أن نقول انّ الحقيقة موزعة بين المذاهب والنظريات، وكل مذهب يتضمن الحقيقة بشكل نسبي, فهذا ليس صحيحا إذ انّ الحقيقة واحدة لا تتعدد: (فَماذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلالُ)(3) الحق هو الإسلام: (إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِْسْلامُ).