زهد «الخوارج» وعبادتهم: لقد عرف عن «الخوارج»: أنهم عباد وزهاد، همهم الدين، والآخرة، وليس لهم في الدنيا الزائلة مأرب ولا رغبة. وهذا هو ما يروج له «الخوارج» أنفسهم. وعرف عنهم أيضاً أنهم قد وقذتهم العبادة، حتى أصبحت جباههم سوداء، وأصبحوا مضرب المثل في اجتهادهم في العبادة، وفي عزوفهم عن الدنيا، وتشددهم في الالتزام بالحكم الشرعي، هذا إلى جانب قراءتهم للقرآن، حتى عرفوا باسم القراء قبل ظهور الخلاف منهم على أمير المؤمنين (عليه السلام) في صفين. كما أن مما عرف عنهم هو الصعقة عند قراءة القرآن، فقد سئل أنس عن قوم يصعقون عند القراءة فقال: «ذلك فعل الخوارج(1)»(2). ومعنى ذلك هو أن ما يعرف بين الصوفية من التظاهر بحالات الوجد والغشية، والصعق عند قراءة القرآن.. قد يكون موروثاً عن «الخوارج».