وظیفة الأنام فی زمن غیبة الإمام جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وظیفة الأنام فی زمن غیبة الإمام - جلد 1

محمّد تقی الموسوی الاصفهانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

Untitled \n


وظيفة الأنام في زمن غيبة الإمام


الجزء الأول


بقلم


الحاج ميرزا محمّد تقي الموسوي الاصفهاني


مقدمة المركز


الحمد لله رب العالمين وصلى الله على
سيدنا محمد وآله الطاهرين.


الاعتقاد بالمهدي المنتظر (ع) من الأمور
المجمع عليها بين المسلمين، بل من
الضروريّات التي لا يشوبها شك. (1)


وقد جاءت الأخبار الصحيحة المتواترة عن
الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أنّ
الله تعالى سيبعث في آخر الزمان رجلاً من
أهل البيت عليهم السلام يملأ الأرض قسطاً
وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً، وجاء أنّ
ظهوره من المحتوم الذي لا يتخلّف، حتّى لو
لم يبق من الدنيا إلاّ يوم واحد، لطوّل
الله عزّ وجل ذلك اليوم حتّى يظهر.


وكيف وأنّى يتخلّف وعد الله عزّ وجل في
إظهار دينه على الدين كلّه ولو كره
المشركون؟ وكيف لا يحقّق _ تعالى _ وعده
للمستضعفين المؤمنين باستخلافهم في الأرض
وبتمكين دينهم الذي ارتضى لهم، وإبدالهم
من بعد خوفهم أمناً، ليعبدوه _ تعالى _ لا
يشركون به شيئاً.


وقد أجمع المسلمون على أنّ المهديّ
المنتظر (ع) من أهل البيت عليهم السلام،
وأنّه من ولد فاطمة عليها السلام. وأجمع
الإماميّة _ ومعهم عدد كبير من علماء
السنّة _ أنّه من ولد الإمام الحسين (ع)،
وأجمعوا _ ومعهم عدد من علماء السنة _ أنّه
(ع) من ولد الإمام الحسن العسكري (ع)،
فأثبتوا اسمه ونعته وهويته الكاملة.


هكذا فقد اعتقد الإمامية _ ومعهم بعض
علماء السنّة _ أنّ المهدي المنتظر قد ولد
فعلاً، وأنّه حيّ يرزق، لكنّه غائب مستور،
وماذا تنكر هذه الأمّة أن يستر الله عزّ
وجل حجّته في وقت من الأوقات؟ وماذا تنكر
أن يفعل الله تعالى بحجّته كما فعل بيوسف
(ع)، أن يسير في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا
يعرفونه، حتّى بأذن الله عزّ وجل له أن
يعرّفهم بنفسه كما أذن ليوسف (قالُوا
أَإِنَّكَ لأََنْتَ يُوسُفُ قالَ أَنَا
يُوسُفُ وَهذا أَخِي).(2)


أو لم يخلّف رسول الله صلى الله عليه وآله
في أمتّه الثقلين: كتاب الله وعترته،
وأخبر بأنّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه
الحوض؟ أو لم يخبر صلى الله عليه وآله أنّه
سيكون بعده اثنا عشر خليفة كلّهم من قريش،
وأنّ عدد خلفائه عدد نقباء موسى (ع)؟ وإذا
كان الله تعالى لم يترك جوارح الإنسان
حتّى أقام لها القلب إماماً لتردّ عليه ما
شكّت فيه، فيقرّ به اليقين ويبطل الشكّ،
فكيف يترك هذا الخلق كلّهم في حيرتهم
وشكّهم واختلافهم لا يقيم لهم إماماً
يردّون إليه شكّهم وحيرتهم.(3) وحقّاً (لا
تَعْمَى الأَْبْصارُ وَلكِنْ تَعْمَى
الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ).(4)


ولا ريب أنّ للعقيدة الشيعيّة في المهدي
المنتظر (ع) _ وهي عقيدة قائمة على الأدلّة
القويمة العقليّة والنقليّة _ رجحاناً
كبيراً على عقيدة من يرى أنّ المهدي
المنتظر لم يولد بعد، يقرّ بذلك كلّ من
ألقى السمع وهو شهيد إلى قول الصادق
المصدّق صلى الله عليه وآله: من مات ولم
يعرف إمام زمانه، مات ميتةً جاهليّة.(5)


ناهيك عن أنّ من معطيات الاعتقاد بالإمام
الحيّ أنّها تمنح المذهب غناءً وحيويّة لا
تخفى على من له تأمّل وبصيرة.(6)


ولا ريب أنّ إحساس الفرد المؤمن أنّ إمامه
معه يعاني كما يعاني، وينتظر الفرج كما
ينتظر، سيمنحه ثباتاً وصلابة مضاعفة،
ويستدعي منه الجهد الدائب في تزكية نفسه
وتهيئتها ودعوتها إلى الصبر والمصابرة
والمرابطة، ليكون في عداد المنتظرين
الحقيقيين لظهور مهديّ آل محمد عليه
وعليهم السلام، خاصّة وأنّه يعلم أنّ
اليمن بلقاء الإمام لن يتأخرّ عن شيعته لو
أنّ قلوبهم اجتمعت على الوفاء بالعهد،
وأنّه لا يحبسهم عن إمامهم إلاّ ما يتّصل
به ممّا يكرهه ولا يؤثره منهم. (7)


ولا يماري أحد في فضل الإمام المستور
الغائب _ غيبة العنوان لا غيبة المعنون _ في
تثبيت شيعته وقواعده الشعبية المؤمنة
وحراستها، كما لا يماري في فائدة الشمس
وضرورتها وإن سترها السحاب. كيف، ولولا
مراعاته ودعائه (ع) لاصطلمها الأعداء ونزل
بها اللأواء، لا يشكل أحد من الشيعة أنّ
إمامه أمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم
أمان لأهل السماء. (8)


وقد وردت روايات متكاثرة عن أئمة أهل
البيت عليهم السلام تنصبّ في مجال ربط
الشيعة بإمامهم المنتظر (ع)، وجاء في بعضها
أنه (ع) يحضر الموسم فيرى الناس ويعرفهم،
ويرونه ولا يعرفونه(9)، وأنّه (ع) يدخل
عليهم ويطأ بسطهم(10)، كما وردت روايات جمّة
في فضل الإنتظار، وفي فضل إكثار الدعاء
بتعجيل الفرج، فإنّ فيه فرج الشيعة.


وقد عني مركز الدراسات التخصّصيّة في
الإمام المهديّ عجّل الله تعالى فرجه
الشريف بالاهتمام بكلّ ما يرتبط بهذا
الإمام الهمام (ع)، سواءً بطباعة ونشر
الكتب المختصّة به (ع)، أو إقامة الندوات
العلميّة التخصصيّة في الإمام عجل الله
فرجه ونشرها في كتيبات أو من خلال شبكة
الانترنيت ومن جملة نشاطات هذا المركز نشر
سلسلة التراث المهدويّ، ويتضمّن تحقيق
ونشر الكتب المؤلّفة في الإمام المهديّ
عجل الله فرجه، من أجل إغناء الثقافة
المهدويّة، ورفداً للمكتبة الإسلاميّة
الشيعيّة، نسأله _ عزّ من مسؤول _ أن يأخذ
بأيدينا، وأن يبارك في جهودنا ومساعينا،
وأن يجعل عملنا خالصاً لوجهه الكريم،
والحمد لله رب العالمين.


والكتاب الماثل بين يديك عزيزي القارئ
لمؤلف كبير ألا وهو الحاج محمد تقي
الموسوي، وقد إعتمدنا في هذه الطبعة على
تعريب وتحقيق مدرسة الإمام المهدي للسيد
الأبطحي مع بعض الإضافات والتخريجات التي
رأيناها ضرورية لإكمال العمل.


ومن الله التوفيق


الهوامش



(1) روي عن النبيّ صلى الله عليه وآله أنّه
قال: من أنكر خروج المهدي فقد كفر بما أنزل
على محمد. انظر عقد الدرر: 230، عرف المهدي 2:
83، الفتاوى الحديثيّة: 27، البرهان في
علامات مهدي آخر الزمان: 175، ف 12.


(2) يوسف: 9، والاستدلال منتزع من الكافي 1:
337.


(3) انظر محاججة مؤمن الطاق مع عمرو بن
عبيد. كمال الدين 1: 207 _ 209 / ح 23.


(4) الحجّ: 46.


(5) حديث مشهور تناقله علماء الطرفين في
مجاميعهم الحديثية بتعابير تتّفق في
مضمونها _ انظر _ على سبيل المثال _ مسند
أحمد 3: 446 و4: 96، المعجم الكبير للطبراني 12:
337، و19: 335 و338، و20: 86، كبقات ابن سعد 5: 144،
مصنّف ابن أبي شيبة 8: 598 / ح 42. وانظر تفاسير
الطرفين، في تفسير آية (يَوْمَ نَدْعُوا
كُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ) أي بإمام
زمانهم. انظر الفردوس للديلمي 5: 528 / ح 8982.


(6) انظر كلام المستشرق الفرنسي الفيلسوف
هنري كاربون في مناقشاته مع العلاّمة
الطباطبائي في كتاب «الشمس الساطعة».


(7) انظر: الاحتجاج للطبرسي 2: 325، بحار
الأنوار 53: 177.


(8) قال صلى الله عليه وآله: النجوم أمان
لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض.
انظر علل الشرايع 1: 123، كمال الدين 1: 205 / ح 17
_ 19.


(9) وسائل الشيعة 11: 135، بحار الأنوار 52: 152.


(10) الكافي للكليني 1: 337 / ح 4.


المقدمة


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام
على خاتم المرسلين وآله المعصومين،
ولاسيما إمام زماننا خاتم الوصيّين،
ولعنة الله على أعدائهم أجمعين أبد
الآبدين.


أما بعد، فيقول غريق الآمال والأماني
(محمد تقي بن عبد الرزاق الموسوي
الاصفهاني) _ عفى الله عنهما _ لإخوانه في
الإيمان:


لقد جمعت في هذا الكتاب المختصر جملة من
الأعمال بعنوانها وظيفة المؤمنين في زمان
غيبة صاحب الزمان صلوات الله عليه أي حضرة
الحجة ابن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن
موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن
علي بن أبي طالب عليهم السلام.


وهي أربع وخمسون أمراً يليق بالمؤمنين
المواظبة عليها والعمل بها.


وسمّيته بـ (وظيفة الأنام في زمن غيبة
الإمام).


ومن الله التوفيق.


الأوّل: الإغتمام لفراقه (ع) ولمظلوميته.


فقد ورد في (الكافي) عن الصادق(ع) أنّه قال:


«نفس المهموم لنا، المغتمّ لظلمنا
تسبيح». (1)


الثاني: إنتظار فرجه وظهوره (ع).


فقد ورد في (كمال الدين) عن الإمام محمد
التقي (ع) أنه قال:


«إن القائم منّا هو المهدي الذي يجب أن
ينتظر في غيبته، ويطاع في ظهوره، وهو
الثالث من ولدي ... إلى آخر الحديث». (2)


وورد عن أمير المؤمنين (ع) أنه قال:


«أفضل العبادة الصبر وانتظار الفرج». (3)


وفي حديث آخر عن الصادق (ع) أنه قال:


«من مات منكم وهو منتظر لهذا الأمر كمن هو
مع القائم في فسطاطه». (4)


ولقد ذكرت هذا الموضوع مفصّلاً إضافة إلى
بقية الوظائف في كتاب (مكيال المكارم). (5)


الثالث: البكاء على فراقه ومصيبته (ع).


فقد ورد في (كمال الدين) عن الصادق (ع) أنه
قال:


«والله ليغيبنّ إمامكم سنيناً من دهركم،
ولتمحصنّ حتى يقال: مات أو هلك، بأيّ واد
سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين». (6)


وروي عن الرضا (ع) أنه قال:


«من تذكّر مصابنا، وبكى لما ارتكب منّا،
كان معنا في درجتنا يوم القيامة». (7)


الرابع: التسليم والانقياد، وترك
الاستعجال في ظهوره (ع).


يعني ترك قول (لم، ولأي شيء) في أمر ظهوره
(ع)، بل يسلّم بصحة ما يصل إليه من ناحيته
(ع) وأنه عين الحكمة.


فقد ورد في (كمال الدين) عن الإمام محمد
التقي (ع) أنه قال:


«إنّ الإمام بعدي أبني علي، أمره أمري،
وقوله قولي، وطاعته طاعتي، والإمام بعده
ابنه الحسن أمره أمر أبيه، وقوله قوله
أبيه، وطاعته طاعة أبيه، ثم سكت، فقلت له:
يا ابن رسول الله، فمن الإمام بعد الحسن؟
فبكى (ع) بكاءاً شديداً، ثم قال: إن من بعد
الحسن إبنه القائم بالحق المنتظر. فقلت له:
يا ابن رسول الله، لم سمّي القائم؟ قال:
لأنّه يقوم بعد موت ذكره وارتداد أكثر
القائلين بإمامته، فقلت له: ولم سمّي
المنتظر؟ قال: لأن له غيبة يكثر أيامها،
ويطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون،
وينكره المرتابون، ويستهزيء بذكره
الجاحدون، ويكذب بها الوقاتون، ويهلك
فيها المستعجلون، وينجو فيها المسلّمون».
(8)


الخامس: أن نصله (ع) بأموالنا. يعني: يهدى
إليه (ع).


فقد ورد في ( الكافي) عن الصادق (ع) أنه قال:


«ما من شيء أحبّ إلى الله من إخراج
الدراهم إلى الإمام، وإنّ الله ليجعل له
الدرهم في الجنة مثل جبل أحد»، ثم قال:
«إنّ الله تعالى يقول في كتابه: (مَنْ ذَا
الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً
حَسَناً فَيُضاعِفَهُ لَهُ أَضْعافاً
كَثِيرَةً). (9)


قال: هو والله في صلة الإمام خاصة» (10)


أما في هذا الزمان حيث أنّ الإمام (ع)
غائب، يصرف المؤمن ذلك المال الذي جعله
صلة وهدية له (ع) في موارد فيها رضاه، كأن
ينفقها على الصالحين الموالين له (ع)، فقد
ورد في (البحار) نقلاً عن (كامل الزيارات)
أنّ الإمام موسى بن جعفر (ع) قال:


«من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي
موالينا يكتب له ثواب زيارتنا، ومن لم
يقدر على صلتنا فليصل صالحي موالينا يكتب
له ثواب صلتنا». (11)


السادس: التصدّق عنه (ع) بقصد سلامته.


كما ورد ذلك في كتاب (النجم الثاقب)
مفصّلاً. (12)


السابع: معرفة صفاته، والعزم على نصرته في
أي حال كان، والبكاء والتألم لفراقه (ع).


كما ورد ذلك أيضاً في كتاب (النجم الثاقب)
مفصلاً. (13)


الثامن: طلب معرفته (ع) من الله عز وجل.


فيقرأ هذا الدعاء المروي عن الصادق (ع) في
(الكافي) و(كمال الدين) وغيره:


اللّهم عرّفني نَفْسَكَ، فَإنَّكَ اِن
لَم تُعرّفْني نَفْسَكَ لَم اَعرِفْ
نَبِيّيك.


اللهمَّ عَرّفْني رَسولَكَ، فإنَّكَ اِن
لَم تُعرّفْني رَسولَكَ لَمْ اَعرفْ
حُجَتَك.


اللّهمَّ عَرِّفْني حُجّتَكَ، فإنَّكَ
اِن لَمْ تُعرّفْني حُجّتَكَ ضَلَلْتُ
عَن ديْني. (14)


التاسع: المداومة على قراءة هذا الدعاء
المروي عن الصادق (ع) كما ورد في (كمال
الدين) وهو:


يا أللهُ يا رَحْمنُ يا رَحيم يا مُقلِّبَ
القلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي على ديْنِك. (15)


العاشر: إعطاء القرابين نيابة عنه (ع) بقدر
الاستطاعة.


كما ورد ذلك في (النجم الثاقب). (16)


الحادي عشر: عدم ذكر اسمه، وهو نفس اسم
رسول الله صلى الله عليه وآله، وتسميته
بألقاب، مثل: القائم، المنتظر، الحجّة،
المهدي، الإمام، الغائب، وغيرها.


فقد ورد في أخبار كثيرة أن تسمية اسمه في
عصر الغيبة حرام. (17)


الثاني عشر: القيام احتراماً عند ذكر اسمه
وخصوصاً لقب (القائم).


كما ورد ذلك في (النجم الثاقب). (18)


الثالث عشر: إعداد السلاح للجهاد بين
يديه.


فقد ورد في (البحار) عن (غيبة النعماني) أنّ
الصادق (ع) قال:


(ليعدَّنَّ أحدكم لخروج القائم ولو
سهماً، فإنّ الله تعالى إذا علم ذلك من
نيّته رجوت لأن ينسىء في عمره حتى يدركه).
(19)


الرابع عشر: التوسّل به (ع) في المهمّات،
وإرسال رسائل الإستغاثة له (ع) كما ورد
نصّها في (البحار). (20)


الخامس عشر: القسم على الله تعالى به (ع) في
الدعاء، وجعله شفيعاً في قضاء الحوائج،
كما ورد في كمال الدين. (21)


السادس عشر: الثبات على الدين القويم،
وعدم اتباع الدعوات الباطلة المزخرفة.


وذلك لأنّ الظهور لا يكون قبل خروج
السفياني والصيحة في السماء، فقد ورد في
أخبار كثيرة:


«اسكن ما سكنت السماء من النداء، والأرض
من الخسف بالجيش». (22)


وورد في (البحار) عن (غيبة الطوسي) أنّ
الإمام الرضا (ع) قال:


«ينادون في رجب ثلاثة أصوات من السماء،
صوتاً منها: ألا لعنة الله على القوم
الظالمين، والصوت الثاني: أزفت الآزفة يا
معشر المؤمنين.


والصوت الثالث: _ يرون بدناً بارزاً نحو
عين الشمس _ هذا أمير المؤمنين قد كرّ في
هلاك الظالمين». (23)


وورد في حديث آخر:


أن جبرئيل ينادي في ليلة الثالث والعشرين
من شهر رمضان نداء يسمعه جميع الخلائق: (أن
الحق مع علي وشيعته)، وفي آخر النهار ينادي
إبليس: (أن الحق مع عثمان وشيعته)، فعند ذلك
يرتاب المبطلون. (24)


وفي حديث آخر ينادي مناد من السماء يسمعه
جميع أهل الأرض:


«ألا إن حجة الله قد ظهر عند بيت الله
فاتبعوه». (25)


وورد في (كمال الدين) عن الصادق (ع):


«أوَّل من يبايع القائم (ع) جبرئيل ينزل في
صورة طير أبيض فيبايعه، ثم يضع رجلاً على
بيت الله الحرام ورجلاً على بيت المقدس،
ثم ينادي بصوت طلق تسمعه الخلائق: (أَتى
أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ)


وفي حديث آخر:


«فيبعث الله تبارك وتعالى ريحاً فتنادي
بكلّ واد: هذا المهدي، يقضي بقضاء داود
وسليمان عليهما السلام لا يريد عليه
بيّنة» (26)


السابع عشر: العزلة عن عموم الناس.


فقد ورد في (كمال الدين) عن الإمام الباقر
(ع) أنّه قال: «يأتي على الناس زمان يغيب
عنهم إمامهم، فيا طوبى للثابتين على أمرنا
في ذلك الزمان، إنّ أدنى ما يكون لهم من
الثواب أن يناديهم الباري جل جلاله فيقول:
عبادي وإمائي، آمنتم بسرّي وصدقتم
بغيـبي، فابشروا بحسن الثواب منّي، فأنتم
عبادي وإمائي حقاً، منكم أتقبّل، وعنكم
أعفو، ولكم أغفر، وبكم أسقي عبادي الغيث
وأدفع عنهم البلاء، ولولاكم لأنزلت عليهم
عذابي.


قال جابر: فقلت: يا ابن رسول الله فما أفضل
ما يستعمله المؤمن في ذلك الزمان؟ قال: حفظ
اللسان ولزوم البيت». (27)


أي يبتعد عن معاشرة الناس إلاّ في
الضرورات، فإنّهم يُنسونه ذكر إمامه.


الثامن عشر: الصلاة عليه، عجّل الله تعالى
فرجه. وسيأتي ذكر بعض الصلوات المروية إن
شاء الله تعالى.


التاسع عشر: ذكر فضائله ومناقبه سلام الله
عليه. وذلك لأنّه وليّ النعمة وسبب كل
النعم الإلهية الواصلة إلينا كما أوضحت
ذلك في كتاب (مكيال المكارم)(28)، فأحد أنواع
الشكر لولي النعمة هو ذكر فضائله وكمالاته
وإحسانه، كما ورد في (مكارم الاخلاق)(29) عن
سيد الساجدين (ع) في حق ذي المعروف علينا من
رسالة الحقوق.


العشرون: إظهار الشوق لرؤية جماله
المبارك حقيقة.


كما ورد عن أمير المؤمنين (ع) عندما أشار
إلى صدره وتأوّه شوقاً إلى لقائه(30) (وهو لم
يولد بعد).


الحادي والعشرون: دعوة الناس لمعرفته
وخدمته وخدمة آبائه الطاهرين.


فقد ورد في (الكافي) عن سليمان بن خالد
أنّه قال للصادق (ع): إن لي أهل بيت وهم
يسمعون منّي، أفأدعوهم إلى هذا الأمر؟
فقال (ع): نعم إنّ الله عز وجل يقول في
كتابه:


(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً
وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجارَةُ)(31)


الثاني والعشرون: الصبر على المصاعب وعلى
تكذيب وأذى ولوم أعدائه في زمان غيبته (ع).


فقد ورد في (كمال الدين) عن سيّد الشهداء
(ع) أنّه قال: «أما إن الصابر في غيبته على
الأذى والتكذيب بمنزلة المجاهد بالسيف
بين يدي رسول الله (ع)». (32)


الثالث والعشرون: إهداء ثواب الأعمال
الصالحة كقراءة القرآن وغيرها إليه، سلام
الله عليه.


الرابع والعشرون: زيارته (ع).


وهذين العملين الأخيرين غير مختصّين به
(ع)، بل وردا بشأن جميع الأئمة عليهم
السلام.


الخامس والعشرون: الدعاء لتعجيل ظهوره،
وطلب الفتح والنصر له (ع) من الله تعالى.


ولهذا العمل فوائد وثمار كثيرة جداً، وقد
جمعتها نقلاً عن أخبار الأئمة الأطهار
وذكرتها في كتاب (أبواب الجنّات آداب
الجمعات) باللغة الفارسية، وفي كتاب
(مكيال المكارم في فوائد الدعاء للقائم (ع))
وهو باللغة العربية.


وقد ورد في التوقيع الشريف المروي في
(الاحتجاج) عنه (ع):


«وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإنّ ذلك
فرجكم» (33)


وروي عن الإمام الحسن العسكري (ع) أنّه
قال:


«والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو فيها من
الهلكة إلاّ من ثبّته الله عز وجل على
القول بإمامته ووفّقه للدعاء بتعجيل
فرجه» (34)


الهوامش:



(1) الكافي: 2/ 226ح 16.


(2) كمال الدين: 2/ 377 ح 1 ، وعنه في البحار: 51/
156 ح 1.


(3) تحف العقول: 201.


(4) البحار: 52/ 126 ح 18.


(5) مكيال المكارم : 2/ 141.


(6) كمال الدين: 2/ 347 ح 35.


(7) أمالي الصدوق: 68/ المجلس 17 ح 4 وعنه في
البحار: 44/ 278 ح 1.


(8) كمال الدين: 2/ 378 ح 3 كفاية الأثر: 279 وعنه
في البحار: 51/ 157 ح 5.


(9) سورة البقرة: 2/ 246.


(10) الكافي: 1/ 451 ح 2.


(11) البحار: 102/ 295 ح 1 عن كامل الزيارة: 319.


(12) النجم الثاقب: 442.


(13) النجم الثاقب: 424.


(14) الكافي: 1/ 272 ح5، كمال الدين: 2/ 342 ح 24
وعنه في البحار 52 / 146ح 70.


(15) كمال الدين: 2/ 352 ح 49.


(16) النجم الثاقب: 444.


(17) الكافي: 1/ 332.


(18) النجم الثاقب: 444.


(19) البحار: 52/ 366 ح 146، عن غيبة النعماني: 320
ح 10.


(20) البحار: 94/ 29.


(21) كمال الدين: 493، ح 18.


(22) أمالي الطوسي، ومعاني الاخبار: 266،
وعنهما في البحار: 52/ 189 ح 16، 17.


(23) غيبة الطوسي: 268، وعنه في البحار: 52/ 289ح
28.


(24) الإرشاد: 2 / 371.


(25) كمال الدين: 372، ح 5.


(26) كمال الدين: 2/ 671 ح 19.


(27) كمال الدين: 1/ 330 ح 15.


(28) مكيال المكارم: 1/ 36.


(29) مكارم الاخلاق: 459.


(30) غيبة النعماني: 214 وعنه في البحار: 51/ 115
ح 14.


(31) الكافي: 2/ 211 ح 1، والآية من سورة
التحريم: 6.


(32) كمال الدين: 1/ 317 ح 3.


(33) الاحتجاج: 2/ 284.


(34) كمال الدين: 2/ 348 ضمن ح1.


الفصل الأول


أما الأدعية الواردة عن الأئمة (ع)
المختصة به (ع) فكثيرة جداً، وسأذكر في هذا
المختصر خمساً منها:


1 _ روي في (الفقيه) عن الإمام محمد التقي (ع)
أنّه قال:


(إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:


«رَضَيْتُ باللهَ رَبّاً وَبالإسلام
دِيناً وَبِالقُرآنِ كِتاباً وَبعَليّ
عَلَيه السلام وَليّاً والحَسَنِ
وَالحُسينِ وعَليّ بن الحُسين وَمُحمّدِ
بنِ عليّ وَجَعفَرِ بنِ مُحمّدٍ وَمُوسى
بنِ جعفر وعَليّ بنِ موسى وَمُحمّدِ بن
عَليّ، وَعليّ بنِ مُحمّدٍ وَالحَسنِ بن
عليّ وَالحُجّةِ بنِ الحَسَنِ بنِ عَلِيّ
عَلَيهِم السلامُ أئمَةً.


اَللهمّ وَليَّكَ الحُجّةَ فاحفَظهُ
مِنْ بَينِ يَديهِ وَمِن خَلفِهِ وَعَن
يَمينِه وَعَنْ شِمالِهِ وَمِن فَوقهِ
وَمِن تَحتِهِ وامدُد لهُ في عُمره
وَاجْعَلهُ القائِمَ بِاَمرِكَ
المُنْتصِرَ لِدينِكَ وأرِه ما يُحِبُّ
وَتقِرُّ بهِ عَيْنُهُ في نَفْسِهِ
وَذُرّيتِهِ وَفي أهلِهِ وَمالِه وَفي
شيعَتِه وَفي عَدوِه وَأرِهم منهُ ما
يَحذَرونَ وأَرهِ فيهِم ما يُحِبَ
وَتقرُّ بهِ عينُهُ واشفِ بِهِ صُدورَنا
وَصدُورَ قَومٍ مُؤمنين». (1)


2 _ ورد في (مكارم الأخلاق) وغيره عن الصادق
(ع) قراءة هذا الدعاء بعد كلّ فريضة:


«اللّهمَّ صَلّ عَلَى مُحمّدٍ وآلِ
مُحَمّدٍ، اللّهُمّ إنَّ رَسولَكَ
الصادِقَ المُصدَّقَ الأمينَ صَلَواتُكَ
عَليهِ وَآلِه قالَ: إنَّك قُلتَ
تَباركْتَ وَتَعالَيْتَ ما تَردّدَتُ في
شَيءٍ أنا فاعِلُه كتَردّدي في قَبضِ روحِ
عَبديَ المُؤمِن يكرهُ المَوتَ واَنا
أكْرهُ مَساءَتَهُ.


اللّهمّ فَصَلِّ على مُحمّدٍ وَآلِ
مُحمّدٍ وَعَجّل لِوَليِّكَ الفَرجَ
وَالراحَةَ وَالنصرَ والكَرامةَ
والعافيةَ ولا تَسُؤني في نَفْسي وَلا في
أَحدٍ مِن أَحِبَّتي».(2)


3 _ الدعاء المذكور في (جمال الأسبوع) عن
الإمام الرضا (ع) في دعائه للحجة عجّل الله
تعالى فرجه.


وليس لهذا الدعاء وقت معين، بل في أيّ وقت
تيسّر قراءته، وأرجو أن لا تنسوني عندها
بالدعاء:


«اَللّهمَّ صَلِ عَلى مُحمّدٍ وَآل
مُحمّد وادفَع عَنْ وَليِّكَ
وَخَليفَتِكَ وَحُجَّتِكَ على خَلْقِكَ
وَلِسانِكَ المُعَبِّرِ عَنْكَ بإذْنِكَ
الناطِقِ بِحكمَتِكَ وَعَينِكَ
الناظِرةِ في بَريّتِكَ وَشاهِدكَ على
عبادك الجَحجاح المجاهد المُجتَهد
عَبْدِكَ العائِذِ بِكَ.


اللّهمّ وَاَعِذْهُ مِنُ شَرِّ ما
خَلَقْتَ وَذَرأت وَبرأتَ وَأنشأتَ
وَصَوَّرتَ، وَاحفظهُ مِنْ بَينِ يَديهِ
وَمِن خَلفِهِ وَعَن يَمينِهِ وَعَنْ
شِمالِهِ وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحتِهِ
بِحِفْظِكَ الّذي لا يضيع مَنْ حَفِظْتَهُ
بِهِ وَاحفَظْ فِيهِ رِسولَكَ وَوَصيّ
رَسولَكَ وَآباءَه ائِمّتَكَ وَدَعائِمَ
دِينِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِم
اَجْمَعِينَ، وَاجْعَلْهُ في وَديعَتكَ
الَّتي لا تَضيعُ وَفي جِوارِكَ الّّذي لا
يُخْفَرُ وفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الّذي لا
يُقْهَرُ.


اللّهمَّ وَآمِنْهُ بِأِمانِكَ الوَثيقِ
الَّذي لا يُخْذَلُ مَن اَمِنْتَهُ بِهِ
وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الّذي لا يُضامُ
مَن كانَ فيهِ، وَانْصُرهُ بِنَصرِكَ
العَزيزِ وَاَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ
الغالِبِ وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ
وَأَرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ.


اللّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ وَعادِ مَنْ
عاداهُ وألْبِسْهُ دِرعَكَ الحَصِينَةَ
وحُفَّهُ بِالمَلائكَةِ حَفّاً.


اللّهُمَّ وبَلِّغْهُ اَفْضَلَ ما
بَلَّغْتَ القائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ
أتباعِ النَّبيِيّنَ.


اللّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ
وَارْتُقْ بِهِ الفَتْقَ وَأَمِتْ بِهِ
الجَوْرَ وَأَظهِرْ بِهِ العَدْلَ
وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الأرْضَ،
وَاَيِّدْهُ بِالنصْرِ وَانصُرْهُ
بِالرُعْبِ وَافْتَحْ لَهُ فَتَحاً
يَسيْراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِن لَدُنْكَ
عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ سُلطاناً
نَصِيُراً.


اللّهمَّ اجْعَلْهُ القائِمَ المنتظر
وَالإِمامَ الَّذي بِهِ تُنْتَصَرُ
وَأيِّدْهُ بِنَصرٍ عَزيزٍ وَفتحٍ قَريبٍ
وَوَرِّثْهُ مَشارِقَ الأرْضِ
وَمغارِبَها اللآتِي بارَكْتَ فيها
وَأحْيِ بِهِ سُنَّةَ نَبيِّكَ
صَلَواتُكَ عَلَيهِ وَآلِهِ حَتّى لا
يَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ
مَخافَةَ أحدٍ مِنَ الخَلْق، وَقَوِّ
ناصَرَهُ وَاخْذُلْ خاذِلَهُ وَدَمْدِمْ
عَلى مَن نَصَبَ لَهُ وَدَمِّرْ على مَنْ
غَشَّهُ.


اللّهُمَّ وَاقْتُل بِهِ جَبابِرَةَ
الكُفْرِ وَعُمَدَهُ وَدَعائِمَهُ
وَالقُوّامَ بِهِ وَاقصِمْ بِهِ رُؤُوسَ
الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ البِدْعَةِ
وَمُمِيتَةَ السُّنَّةِ وَمُقوِّيةَ
الباطل وَأذلِلْ بِهِ الجَبّارِينَ
وَأَبِرْ بِه الكافِِرينَ
وَالمُنافِقينَ وَجَمِيعَ المُلحِدِينَ
حَيْثُ كانُوا وَأينَ كانوا مِنْ
مَشارِقِ الأرْضِ وَمَغارِبِها وَبرِّها
وَبَحْرِها وَسَهْلِها وَجَبلِها حَتّى
لا تَدَعَ مِنْهُمْ دَيّاراً أوَلا
تُبقيَ لَهُمْ آثاراً.


اَللّهُمَّ وَطَهِّرْ مِنْهُمْ
بِلَادَكَ وَاشْفِ مِنهُمْ عِبادَكَ
وَاَعِزَّ بِهِ المُؤمنينَ وَاَحْي بِهِ
سُنَنَ المُرسَلينَ وَدارِسَ حِكَمِ
النَّبِيّن وَجَدِّد بِهِ ما مُحِيَ مِن
دِينِكَ وَبُدِّلَ مِن حُكْمِكَ حَتَى
تُعِيدَ دِينَكَ بِهِ وَعَلى يَدَيهِ
غَضّاً جَديداً صَحِيحاً مَحْضاً لا
عِوَجَ فيهِ وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ حَتّى
تُنِيرَ بعَدْلِهِ ظُلَمَ الجَورِ
وَتُطفيءَ بِهِ نِيرانَ الكُفرِ
وَتُظهِرَ بِهِ مَعاقِدَ الحَقِّ
وَمجَهُولَ العَدْلِ وَتوضِحَ بِهِ
مُشكِلاتِ الحُكْمِ.


اَللّهمَّ وَإِنّهُ عَبدُكَ الّذِي
اسْتَخلَصْتَهُ لِنَفسِكَ وَاصْطفَيتَهُ
مِنْ خَلْقِكَ واصْطَفَيتَهُ على عِبادِك
وَائْتَمَنْتَهُ عَلَى غيبِكَ
وَعَصَمتَهُ مِنَ الذّنوبِ وبرّأْتَهُ
مِنَ العُيُوبِ وَطَهَّرتَهُ مِنَ
الرِّجْسِ وَصَرَفتَهُ عَنِ الدّنَس
وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الرّيْبِ.


اَللّهُمَ فَاِنّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ
القِيامَةِ وَيَومَ حُلُولِ الطَّامّةِ
اَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلَمْ
يَأتِ حُوباً وَلَمْ يَرتَكِبْ لَكَ
مَعصِيةً وَلَمْ يُضيِّعْ لَكَ طاعَةً
وَلَم يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً وَلَمْ
يُبدِّلْ لَكَ فَرِيضَةً ولَمْ يُغيَرْ
لَكَ شَرِيعةً وَإنّهُ الإمامُ التَقِيُ
الهادِيُ المَهْديُ الطاهِرُ التَّقي
الوَفِيُ الرَضِيُ الزكِيُ.


اللَّهمَ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى
آبائِهِ وَاَعطِهِ فِي نَفسِهِ وَوَلدِهِ
وَاَهْلِهِ وَذُرِّيَّتِهِ وَاُمَّتِهِ
وَجَميعِ رَعِيَّتِه ما تُقِرُّ بِهِ
عَينَهُ وَتُسِرُّ بِهِ نَفسَهُ
وَتُجْمِعُ لَهُ مُلْكَ المَمْلَكاتِ
كُلِّها قَرِيبها وَبَعِيدهَا
وَعَزِيزِها وَذَلِيلِها حَتّى يَجْرِيَ
حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ وَيَغْلِبَ
بِحَقِّهِ عَلَى كُلِّ باطِلِ.


اللّهُمَ وَاسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ
مِنْهاجَ الْهدَى وَالْمَحَجَّةَ
العُظْمى وَالطَريقَةَ الوُسْطى الَّتي
يَرجِعُ اِلَيها الغالِي وَيَلحَقُ بها
التّالِي.


اللّهُمّ وَقَوِّنا عَلَى طاعَتِهِ
وَثَبِّتْنا عَلَى مُشايَعَتِهِ
وَامْنُنْ عَلَينا بِمُتابَعَتِهِ
وَاجْعَلْنا فِي حِزْبِهِ القَوّامِينَ
بأَمرِه الصَّابِرِينَ مَعَهُ
الطَّالِبِينَ رِضَاكَ بِمُناصَحَتِهِ
حَتّى تَحْشُرَنا يَوْمَ القِيامَةِ فِي
اَنْصَارِه وَاَعْوانِهِ وَمُقَوِّيّة
سُلْطَانِهِ.


اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحِمّدٍ وَآلِ
مُحَمّد وَاجْعَلْ ذلِكَ كُلَّهُ مِنَّا
لَكَ خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ
وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ حَتّى
لانعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ وَلا نَطْلُبَ
بِهِ اِلاّ وَجْهَكَ وَحتّى تُحِلَّناَ
مَحِلَّهُ وَتَجْعَلنا فِي الجَنّةِ
مَعَهُ وَلَا تَبْتَلِنا فِي أمْرِه
بِالسَّأمَةِ وَالكَسَلِ وَالفَتَرةِ
وَالفَشَلِ، وَاجْعَلْنا ممَّن
تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينكَ وَتُعِزُّ بِهِ
نَصرَ وَليِّكَ وَلا تَسْتَبْدِلْ بِنا
غيْرَنا فَإنَّ اسْتِبْدالَكَ بنا
غَيْرَنا عَلَيْكَ يَسير وَهُوَ عَلَيْنا
كَبِيرْ اِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيء قَدِيرٌ.


اللّهُمَّ وَصَلِّ على وُلاةِ عُهودهِ
وبَلِّغْهُم آمالَهُمْ وَزِدْ في
آجالِهِمْ وَانْصُرْهُمْ وَتَمِّمْ لَهُ
ما اَسْنَدْتَ اِلَيهِمْ مِنْ اَمْرِ
دينِكَ وَاجعَلْنا لَهُم اَعْواناً
وَعَلى دِينِكَ أنصاراً وَصلِّ عَلى
آبائِهِ الطّاهِرِينَ الأئِمَّةِ
الرَّاشدِيْنَ.


اللّهُمَّ فَاِنَّهُمْ مَعادِنُ
كَلِماتِكَ وَخزّانُ عِلْمِكَ وَوُلاةُ
اَمْرِكَ وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ
وَخِيَرتِكَ مِنْ خَلْقِكَ
واَوْلِيائِكَ وَسَلائِلِ أوْليائِكَ
وَصَفوَتِكَ وَاَولاَدِ اصْفِيَائِكَ
صَلَواتُكَ وَرَحمتُكَ وبَركاتُكَ
عَلَيْهِمْ اَجْمَعينَ.


اللّهُمّ وَشُركاؤُهُ في أَمْرِهِ
وَمُعاوِنُوهُ عَلى طاعتِكَ الذينَ
جَعَلتَهُمْ حِصْنَهُ وسِلاحَهُ
وَمفزَعَهُ واُنسَهُ الذّينَ سَلَوْا
عَنِ الأَهْلِ وَالاَوْلاد وتَجافَوا
الوَطنَ وَعَطَّلُوا الوَثيرَ مِنَ
الْمِهادِ قَدْ رَفَضُوا تِجاراتِهِم
وَاَضَرُّوا بِمعايِشِهِمْ وفُقِدُوا في
اَندِيَتِهِمْ بغيْرِ غَيبةٍ عَن مِصرِهم
وحالَفُوا البَعيدَ مِمَّنْ عاضَدَهُم
عَلى اَمْرِهِمْ وَخالَفُوا القَريبَ
مِمَنْ صَدَّ عَن وِجْهَتِهِمْ
وَائتَلَفْوا بَعْدَ التَّدابُر
وَالتقاطُعِ في دَهْرِهِمْ وَقطَعُوا
الأسبابَ المُتَّصِلَةِ بِعاجِلِ حُطامٍ
مِنَ الدّنيا، فَاجعَلْهُم اللَهُمَّ في
حِرْزِكَ وَفي ظِلّ كَنَفِكَ وَرُدَّ
عَنْهُمْ بَأسَ مَن قَصَدَ اِلَيْهِمْ
بِالْعَداوَةِ مِنْ خَلْفِكَ وَاَجْزِلْ
لَهُمْ مِنْ دَعْوَتِكَ مِن كِفايَتِكَ
وَمعُونَتِكَ لَهُمْ وَتُايِيدِكَ
وَنَصْرِك ايّاهُمْ ما تُعينُهُمْ بِهِ
عَلى طاعَتِكَ وَاَزْهِقْ بِحَقّهِمْ
باطِلَ مَن أرادَ اِطْفاءَ نوُرِكَ وصلِّ
عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَاملَأْ بِهِمْ
كُلَّ أفُقٍ مِنَ الآفاقِ وَقُطرٍ منَ
الأقْطارِ قِسْطاً وَعَدْلاً وَرَحْمَةً
وَفَضْلاً وَاشْكُرْ لَهُمْ على حَسَبِ
كَرَمِكَ وَجُودِكَ وما مَنَنْتَ بِهِ
على القائِمينَ بالْقِسْطِ مِنْ عِبادِكَ
وادَّخِرْ لَهُمْ مِنْ ثَوابِكَ
ماتَرفَعُ لَهُمْ بِهِ الدَّرَجاتِ
اِنَّكَ تَفْعَلُ ما تَشاءُ وتَحْكُمُ ما
تُرِيدْ آمِينَ رَبَّ العالَمِينَ».(3)


4 _ الصلوات التي وردت عنه (ع) في (جمال
الاسبوع) و(البحار)، وتشتمل على الدعاء له
والصلاة عليه:


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


«اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِ
النَّبِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ‏الْمُنْتَجَبِ فِي
الْمِيثَاقِ الْمُصْطَفَى فِي
الظِّلاَلِ الْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ
آفَةٍ الْبَرِي‏ءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ‏
الْمُؤَمَّلِ لِلنَّجَاةِ الْمُرْتَجَى
لِلشَّفَاعَةِ الْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ
دِينُ اللَّهِ.


‏اللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيَانَهُ
وَعَظِّمْ بُرْهَانَهُ وَأَفْلِجْ
حُجَّتَهُ وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ‏
وَأَضِئْ نُورَهُ وَبَيِّضْ وَجْهَهُ
وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضِيلَةَ
وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسِيلَةَ
وَالدَّرَجَةَ الرَّفِيعَةَ وَابْعَثْهُ
مَقَاماً مَحْمُوداً يَغْبِطُهُ بِهِ
الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ‏.


وَصَلِّ عَلَى أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
وَوَارِثِ الْمُرْسَلِينَ وَقَائِدِ
الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ وَسَيِّدِ
الْوَصِيِّينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ. ‏وَصَلِّ عَلَى
الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏.


وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ
إِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ. ‏وَصَلِّ عَلَى جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ
وَوَارِثِ الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ. ‏وَصَلِّ عَلَى
مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ
بْنِ مُوسَى إِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ
وَوَارِثِ الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ. ‏وَصَلِّ عَلَى
مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى عَلِيِّ
بْنِ مُحَمَّدٍ إِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ
وَوَارِثِ الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ
رَبِّ الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى
الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ إِمَامِ
الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏. وَصَلِّ عَلَى
الْخَلَفِ الْهَادِي الْمَهْدِيِّ
إِمَامِ الْمُؤْمِنِينَ وَوَارِثِ
الْمُرْسَلِينَ وَحُجَّةِ رَبِّ
الْعَالَمِينَ‏.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةِ
الْهَادِينَ الْعُلَمَاءِ الصَّادِقِينَ
الْأَبْرَارِ الْمُتَّقِينَ دَعَائِمِ
دِينِكَ ‏وَأَرْكَانِ تَوْحِيدِكَ
وَتَرَاجِمَةِ وَحْيِكَ وَحُجَجِكَ
عَلَى خَلْقِكَ وَخُلَفَائِكَ فِي
أَرْضِكَ ‏الَّذِينَ اخْتَرْتَهُمْ
لِنَفْسِكَ وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلَى
عِبَادِكَ وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدِينِكَ
‏وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ
وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرَامَتِكَ
وَغَشَّيْتَهُمْ بِرَحْمَتِكَ‏
وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ
وَغَذَّيْتَهُمْ بِحِكْمَتِكَ
وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ
‏وَرَفَعْتَهُمْ فِي مَلَكُوتِكَ
وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلاَئِكَتِكَ
وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ
صَلَوَاتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ‏.
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
وَعَلَيْهِمْ صَلاَةً زَاكِيَةً
نَامِيَةً كَثِيرَةً دَائِمَةً
طَيِّبَةً لاَ يُحِيطُ بِهَا إِلاَّ
أَنْتَ وَلاَ يَسَعُهَا إِلاَّ عِلْمُكَ
وَلاَ يُحْصِيهَا أَحَدٌ غَيْرُكَ.
‏اللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ
الْمُحْيِي سُنَّتَكَ الْقَائِمِ
بِأَمْرِكَ الدَّاعِي إِلَيْكَ
الدَّلِيلِ عَلَيْكَ‏، حُجَّتِكَ عَلَى
خَلْقِكَ وَخَلِيفَتِكَ فِي أَرْضِكَ
وَشَاهِدِكَ عَلَى عِبَادِكَ.


‏اللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ وَمُدَّ
فِي عُمْرِهِ وَزَيِّنِ الْأَرْضَ
بِطُولِ بَقَائِهِ. ‏اللَّهُمَّ اكْفِهِ
بَغْيَ الْحَاسِدِينَ وَأَعِذْهُ مِنْ
شَرِّ الْكَائِدِينَ وَازْجُرْ عَنْهُ
إِرَادَةَ الظَّالِمِينَ وَخَلِّصْهُ
مِنْ أَيْدِي الْجَبَّارِينَ‏.
اللَّهُمَّ أَعْطِهِ فِي نَفْسِهِ
وَذُرِّيَّتِهِ وَشِيعَتِهِ
وَرَعِيَّتِهِ وَخَاصَّتِهِ
وَعَامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ‏ وَجَمِيعِ
أَهْلِ الدُّنْيَا مَا تُقِرُّ بِهِ
عَيْنَهُ وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ
‏وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ مَا أَمَّلَهُ
فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ إِنَّكَ
عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ. اللَّهُمَّ
جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحَى (مُحِيَ) مِنْ
دِينِكَ وَأَحْيِ بِهِ مَا بُدِّلَ مِنْ
كِتَابِكَ‏ وَأَظْهِرْ بِهِ مَا غُيِّرَ
مِنْ حُكْمِكَ حَتَّى يَعُودَ دِينُكَ
بِهِ وَعَلَى يَدَيْهِ غَضّاً جَدِيداً
خَالِصاً مُخْلَصاً لاَ شَكَّ فِيهِ
وَلاَ شُبْهَةَ مَعَهُ وَلاَ بَاطِلَ
عِنْدَهُ وَلاَ بِدْعَةَ لَدَيْهِ‏.
اللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ
ظُلْمَةٍ وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ
بِدْعَةٍ وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ
ضَلاَلَةٍ وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ
وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نَارٍ
وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلِّ
جَائِرٍ وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلَى كُلِّ
حُكْمٍ وَأَذِلَّ بِسُلْطَانِهِ كُلَّ
سُلْطَانٍ.


‏اللَّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ
نَاوَاهُ وَأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عَادَاهُ
وَامْكُرْ بِمَنْ كَادَهُ
‏وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ
وَاسْتَهَانَ بِأَمْرِهِ وَسَعَى فِي
إِطْفَاءِ نُورِهِ وَأَرَادَ إِخْمَادَ
ذِكْرِهِ. ‏اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى
مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفَى وَعَلِيٍّ
الْمُرْتَضَى‏ وَفَاطِمَةَ
الزَّهْرَاءِ وَالْحَسَنِ الرِّضَا
وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفَّى ‏وَجَمِيعِ
الْأَوْصِيَاءِ مَصَابِيحِ الدُّجَى
وَأَعْلاَمِ الْهُدَى‏ وَمَنَارِ
التُّقَى وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى
وَالْحَبْلِ الْمَتِينِ وَالصِّرَاطِ
الْمُسْتَقِيمِ. ‏وَصَلِّ عَلَى
وَلِيِّكَ وَوُلاَةِ عَهْدِكَ
وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ وَمُدَّ
فِي أَعْمَارِهِمْ ‏وَزِدْ فِي
آجَالِهِمْ وَبَلِّغْهُمْ أَقْصَى
آمَالِهِمْ دِيناً وَدُنْيَا وَآخِرَةً
إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ». (4)


5 _ الدعاء الذي ذكر في (النجم الثاقب)
لكافّة الأوقات وخصوصاً في شهر رمضان
المبارك وخاصة في ليلة الثالث والعشرين
منه، فتقول بعد تمجيد الله تعالى والصلاة
على النبي وآله عليهم الصلاة والسلام:


«اللّهُمّ كُنْ لِوَلِيِّكَ القائِمِ
بِأمرِكَ الحُجَّةِ بْنِ الحَسَنِ
المهْدِيّ عَلَيه وَعَلَى آبائِهِ أفضَلُ
الصَّلَواةِ والسَّلامِ فِي هذِهِ
السَّاعَةِ وَفِي كُلِّ سَاعَةٍ وَلِيّاً
وَحافِظاً وَقَائِداً وَنَاصِراً
وَدَلِيلاً وَمُؤَيِّداً حَتّى
تُسْكِنَهُ أرْضَكَ طَوْعاً
وَتُمَتِّعَهُ فِيها طَولاً وَعَرْضاً
وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَتَهُ مِنَ
الأئِمَّةِ الوارِثينَ.


اللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ
وَاجْعَلِ النَصْرَ مِنْكَ لَهُ وَعَلَى
يَدِهِ وَاجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ
وَالفَتحَ عَلى وَجْهِهِ وَلاَ تُوَجِّهِ
الأمرَ إلَى غَيْرِهِ.


اللَّهُمَّ اَظْهِرْ بِهِ دِينَكَ
وَسُنَّةَ نَبِيّكَ حَتَّى
لاَيَسْتَخْفِيَ بِشَيءٍ مِنَ الحَقِّ
مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الخَلْقِ.


اللَّهُمَّ إنّي أرْغَبُ إِلَيكَ فِي
دَولَةٍ كَرِيمةٍ تُعِزُّ بِهَا
الإسلاَمَ وأهلَهُ وَتُذِلّ بها
النِّفاقَ وَأهلَهُ وَتَجْعَلُنا فِيها
مِنَ الدُعَاةِ إلى طَاعَتِكَ
وَالقَادَةِ إلَى سَبِيلِكَ وَآتِنا فِي
الدُّنيا حَسَنة وَفِي الآخِرَةِ حَسَنةً
وَقِنا عَذَابَ النَّارِ واجْمَعْ لَنَا
خَيرَ الدَّارَيْنِ واقْضِ عَنّا جَمِيعَ
مَا تُحِبُّ فِيهِما وَاجْعَلْ لَنَا فِي
ذلِكَ الخِيَرَةَ بِرَحمَتِكَ وَمَنِّكَ
فِي عَافِيةٍ آمين رَبَّ العَالَمِينَ
وَزِدْنا مِن فَضْلِكَ وَيَدِكَ الملْأى
فَإنَّ كُلّ مُعْطٍ يَنقُصُ مِنْ
مُلْكِهِ وَعَطَاؤُكِ يَزِيدُ فِي
مُلْكِكَ».


وأما زيارته (ع):


فقد ورد في (الاحتجاج) أن حضرة صاحب الأمر
عجل الله تعالى فرجه قال في توقيعه الشريف
إلى محمد بن عبد الله بن جعفر الحميري:


إذا أردتم التوجه بنا إلى الله وإلينا
فقولوا كما قال الله تعالى:


«سَلاَمٌ عَلَى آلِ يس السَّلاَمُ
عَلَيْكَ يَا دَاعِيَ اللَّهِ
وَرَبَّانِيَّ آيَاتِهِ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ يَا بَابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ
دِينِهِ‏ السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا
خَلِيفَةَ اللَّهِ وَنَاصِرَ حَقِّهِ
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا حُجَّةَ اللَّهِ
وَدَلِيلَ إِرَادَتِهِ‏ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ يَا تَالِيَ كِتَابِ اللَّهِ
وَتَرْجُمَانَهُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ
فِي آنَاءِ لَيْلِكَ وَأَطْرَافِ
نَهَارِكَ ‏السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا
بَقِيَّةَ اللَّهِ فِي أَرْضِهِ
السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا مِيثَاقَ
اللَّهِ الَّذِي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ
‏السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا وَعْدَ
اللَّهِ الَّذِي ضَمِنَهُ‏ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ
الْمَنْصُوبُ وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ
وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْوَاسِعَةُ
وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ‏ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ حِينَ تَقُومُ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ حِينَ تَقْعُدُ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ حِينَ تَقْرَأُ وَتُبَيِّنُ‏
السَّلاَمُ عَلَيْكَ حِينَ تُصَلِّي
وَتَقْنُتُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ حِينَ
تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ حِينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ
السَّلاَمُ عَلَيْكَ حِينَ تَحْمَدُ
وَتَسْتَغْفِرُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ
حِينَ تُصْبِحُ وَتُمْسِي السَّلاَمُ
عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى
‏السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا
الْإِمَامُ الْمَأْمُونُ السَّلاَمُ
عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ
الْمَأْمُولُ السَّلاَمُ عَلَيْكَ
بِجَوَامِعِ السَّلاَمِ‏ أُشْهِدُكَ يَا
مَوْلاَيَ أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ
شَرِيكَ لَهُ‏ وَأَنَّ مُحَمَّداً
عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ لاَ حَبِيبَ إِلاَّ
هُوَ وَأَهْلُهُ.


وَأُشْهِدُكَ يَا مَوْلاَيَ أَنَّ
عَلِيّاً أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ
حُجَّتُهُ، ‏وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ،
وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ
بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ،
‏وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ،
وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ،
وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ حُجَّتُهُ،
وَعَلِيَّ بْنَ مُوسَى حُجَّتُهُ،
‏وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ،
وَعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ،
وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ.
‏وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُ اللَّهِ،
أَنْتُمْ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَأَنَّ
رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لاَ رَيْبَ فِيهَا
يَوْمَ لاَ يَنْفَعُ نَفْساً إِيمَانُهَا
لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ
كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْراً
وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ وَأَنَّ
نَاكِراً وَنَكِيراً حَقٌّ.


وَأَشْهَدُ أَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ
وَالْبَعْثَ حَقٌ‏ وَأَنَّ الصِّرَاطَ
حَقٌّ وَالْمِرْصَادَ حَقٌّ
وَالْمِيزَانَ حَقٌّ وَالْحَشْرَ حَقٌ
‏وَالْحِسَابَ حَقٌّ وَالْجَنَّةَ
وَالنَّارَ حَقٌّ وَالْوَعْدَ
وَالْوَعِيدَ بِهِمَا حَقٌ. ‏يَا
مَوْلاَيَ، شَقِيَ مَنْ خَالَفَكُمْ
وَسَعِدَ مَنْ أَطَاعَكُمْ فَاشْهَدْ
عَلَى مَا أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ
‏وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ بَرِي‏ءٌ مِنْ
عَدُوِّكَ فَالْحَقُّ مَا رَضِيتُمُوهُ
وَالْبَاطِلُ مَا أَسْخَطْتُمُوهُ‏
وَالْمَعْرُوفُ مَا أَمَرْتُمْ بِهِ
وَالْمُنْكَرُ مَا نَهَيْتُمْ عَنْهُ
فَنَفْسِي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ
وَبِرَسُولِهِ‏ وَبِأَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ وَبِكُمْ يَا مَوْلاَيَ
أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ وَنُصْرَتِي
مُعَدَّةٌ لَكُمْ وَمَوَدَّتِي
خَالِصَةٌ لَكُمْ آمِينَ آمِينَ».


ويقرأ هذا الدعاء بعد الزيارة:


«اَللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ أَنْ
تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ
رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِ نُورِكَ‏ وَأَنْ
تَمْلَأَ قَلْبِي نُورَ الْيَقِينِ
وَصَدْرِي نُورَ الْإِيمَانِ وَفِكْرِي
نُورَ النِّيَّاتِ وَعَزْمِي نُورَ
الْعِلْمِ‏ وَقُوَّتِي نُورَ الْعَمَلِ
وَلِسَانِي نُورَ الصِّدْقِ وَدِينِي
نُورَ الْبَصَائِرِ مِنْ عِنْدِكَ
‏وَبَصَرِي نُورَ الضِّيَاءِ وَسَمْعِي
نُورَ الْحِكْمَةِ وَمَوَدَّتِي نُورَ
الْمُوَالاَةِ لِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ
عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ حَتَّى أَلْقَاكَ
وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ
وَمِيثَاقِكَ فيسعني رَحْمَتُكَ يَا
وَلِيُّ يَا حَمِيدُ.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ
حُجَّتِكَ فِي أَرْضِكَ وَخَلِيفَتِكَ
فِي بِلاَدِكَ وَالدَّاعِي إِلَى
سَبِيلِكَ ‏وَالْقَائِمِ بِقِسْطِكَ
وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ وَلِيِّ
الْمُؤْمِنِينَ وَبَوَارِ الْكَافِرِينَ
وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ وَمُنِيرِ
الْحَقِّ وَالنَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ
وَالصِّدْقِ وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ
فِي أَرْضِكَ الْمُرْتَقِبِ الْخَائِفِ
وَالْوَلِيِّ النَّاصِحِ ‏سَفِينَةِ
النَّجَاةِ وَعَلَمِ الْهُدَى وَنُورِ
أَبْصَارِ الْوَرَى وَخَيْرِ مَنْ
تَقَمَّصَ وَارْتَدَى‏ وَمُجَلِّي
الْعَمَى (الْغَمَّاءِ) الَّذِي يَمْلَأُ
الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً كَمَا
مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً إِنَّكَ
عَلَى كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ
وَابْنِ أَوْلِيَائِكَ الَّذِينَ
فَرَضْتَ طَاعَتَهُمْ وَأَوْجَبْتَ
حَقَّهُمْ وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ
الرِّجْسَ وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهِيرا.
اًاللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ
بِهِ لِدِينِكَ وَانْصُرْ بِهِ
أَوْلِيَاءَكَ وَأَوْلِيَاءَهُ
وَشِيعَتَهُ وَأَنْصَارَهُ وَاجْعَلْنَا
مِنْهُمُ. ‏اللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ
شَرِّ كُلِّ بَاغٍ وَطَاغٍ وَمِنْ شَرِّ
جَمِيعِ خَلْقِكَ ‏وَاحْفَظْهُ مِنْ
بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ وَعَنْ
يَمِينِهِ وَعَنْ شِمَالِهِ وَاحْرُسْهُ
وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ
بِسُوءٍ وَاحْفَظْ فِيهِ رَسُولَكَ وَآلَ
رَسُولِكَ وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ
وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ وَانْصُرْ
نَاصِرِيهِ وَاخْذُلْ خَاذِلِيهِ
وَاقْصِمْ قَاصِمِيهِ وَاقْصِمْ بِهِ
جَبَابِرَةَ الْكُفْرِ وَاقْتُلْ بِهِ
الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ
وَجَمِيعَ الْمُلْحِدِينَ حَيْثُ
كَانُوا مِنْ مَشَارِقِ الْأَرْضِ
وَمَغَارِبِهَا بَرِّهَا وَبَحْرِهَا
وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً
وَأَظْهِرْ بِهِ دِينَ نَبِيِّكَ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ‏وَاجْعَلْنِي
اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصَارِهِ
وَأَعْوَانِهِ وَأَتْبَاعِهِ
وَشِيعَتِهِ ‏وَأَرِنِي فِي آلِ
مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ مَا
يَأْمُلُونَ وَفِي عَدُوِّهِمْ مَا
يَحْذَرُونَ ‏إِلَهَ الْحَقِّ آمِينَ
يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالْإِكْرَامِ يَا
أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ»‏.


دعاء العهد الصغير:


ويُقرأ يومياً بعد صلاة الصبح باعتباره
زيارة له (ع) وقد ورد في (البحار) و(زاد
المعاد) وغيرها وهو:


«اَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلاَيَ صَاحِبَ
الزَّمَانِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ
عَنْ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ
وَالْمُؤْمِنَاتِ ‏فِي مَشَارِقِ
الْأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا وَبَرِّهَا
وَبَحْرِهَا وَسَهْلِهَا وَجَبَلِهَا
حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ‏ وَعَنْ
وَالِدَيَّ وَوُلْدِي وَعَنِّي مِنَ
الصَّلَوَاتِ وَالتَّحِيَّاتِ زِنَةَ
عَرْشِ اللَّهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ
‏وَمُنْتَهَى رِضَاهُ وَعَدَدَ مَا
أَحْصَاهُ كِتَابُهُ وَأَحَاطَ بِهِ
عِلْمُهُ.


‏اللَّهُمَّ (إِنِّي) أُجَدِّدُ لَهُ فِي
هَذَا الْيَوْمِ وَفِي كُلِّ يَوْمٍ
عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً فِي
رَقَبَتِي. ‏اللَّهُمَّ كَمَا
شَرَّفْتَنِي بِهَذَا التَّشْرِيفِ
وَفَضَّلْتَنِي بِهَذِهِ الْفَضِيلَةِ
وَخَصَصْتَنِي بِهَذِهِ النِّعْمَةِ
فَصَلِّ عَلَى مَوْلاَيَ وَسَيِّدِي
صَاحِبِ الزَّمَانِ وَاجْعَلْنِي مِنْ
أَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ
وَالذَّابِّينَ عَنْهُ‏ وَاجْعَلْنِي
مِنَ الْمُسْتَشْهَدِينَ بَيْنَ
يَدَيْهِ طَائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ فِي
الصَّفِّ الَّذِي نَعَتَّ أَهْلَهُ فِي
كِتَابِكَ‏ فَقُلْتَ صَفّاً كَأَنَّهُمْ
بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ عَلَى طَاعَتِكَ
وَطَاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ
السَّلاَمُ. ‏اللَّهُمَّ هَذِهِ
بَيْعَةٌ لَهُ فِي عُنُقِي إِلَى يَوْمِ
الْقِيَامَةِ». (5)


صلاة صاحب الأمر عجل الله فرجه


كما ورد في (جمال الاسبوع) وغيره وهي
ركعتان في كل ركعة تقرأ الحمد و (قل هو الله
أحد) وعندما تصل إلى (إيَاك نعبد وإياك
نستعين) تكرّرها مائة مرة.


وفي رواية تصلّي بعدها مائة مرة على النبي
وآله صلى الله عليه وآله.


وبرواية السيد ابن طاوس (رحمة الله عليه)
تقرأ هذا الدعاء(6) بعدها:


«‏اللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلاَءُ
وَبَرِحَ الْخَفَاءُ(7) وَانْكَشَفَ
الْغِطَاءُ وَضَاقَتِ الْأَرْضُ ومُنعت
السَّمَاءُ وَإِلَيْكَ يَا رَبِّ
الْمُشْتَكَى وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ
فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخَاءِ.


اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ
مُحَمَّدٍ الَّذِينَ أَمَرْتَنَا
بِطَاعَتِهِمْ وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ
فَرَجَهُمْ بِقَائِمِهِمْ وَأَظْهِرْ
إِعْزَازَهُ ‏يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ
يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ اكْفِيَانِي
فَإِنَّكُمَا كَافِيَايَ، ‏يَا
مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ يَا عَلِيُّ يَا
مُحَمَّدُ انْصُرَانِي فَإِنَّكُمَا
نَاصِرَايَ‏، يَا مُحَمَّدُ يَا عَلِيُّ
يَا عَلِيُّ يَا مُحَمَّدُ احْفَظَانِي
فَإِنَّكُمَا حَافِظَايَ، ‏يَا
مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ يَا
مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ يَا
مَوْلاَيَ يَا صَاحِبَ الزَّمَانِ‏
الْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ
أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي أَدْرِكْنِي
الْأَمَانَ الْأَمَانَ الْأَمَانَ‏». (8)


الهوامش:



(1) من لا يحضره الفقيه: 1/ 327، في مصباح
المتهجد أن الصادق الأمين (ع) قال... «ولا في
أحد من أحبتي».


(2) مكارم الأخلاق: 284.


(3) جمال الأسبوع: ص 513.


(4) جمال الأسبوع: 500، والبحار: 94/ 2081، النجم
الثاقب: 434.


(5) زاد المعاد: ص 322.


(6) وورد في رواية: أن حضرة صاحب الأمر (ع)
علم هذا الدعاء لأحد الأصحاب وببركته نجا
من القتل (المؤلف).


(7) يعني زاد ظلم الأعداء. وفي بعض النسخ:
برح الخفاء، يعني اشتدت صعوبة اختفاء
إمامنا أو اشتدت صعوبة اختفاء طريق نجاة
المؤمنين (المؤلف)


(8) جمال الأسبوع: 280، البحار: 91/ 190.


الفصل الثاني


ونورد هنا بعض الفوائد الحاصلة عند
الدعاء لحضرة بقية الله (ع) بتعجيل ظهوره
من الله جل شأنه والتي جمعتها من الآيات
والأخبار وهي كثيرة، وسأكتفي هنا بذكر
(أربعة عشر) منها وهي:


1 _ يكون سبباً لطول العمر، كما ورد خاصة في
الدعاء الثاني المذكور في هذا الكتاب عن
الصادق (ع) بأن يقرأ بعد كلّ فريضة. (1)


2 _ أنه نوع من أداء حقّه سلام الله عليه
وقد ورد عن أمير المؤمنين (ع) قوله: قضاء
حقوق الإخوان أشرف أعمال المتّقين. (2)


أقول: ولأنّ الإمام عجل الله تعالى فرجه
رئيس وأفضل جميع المؤمنين، فيكون أداء حقه
من أهمّ أعمال الخير وأفضلها.


3 _ أنّه سبب للحصول على شفاعة رسول الله
صلى الله عليه وآله كما ورد عنه صلى الله
عليه وآله، (3) ويستفاد من بعض الأحاديث
أنّه موجب لشفاعة حضرة صاحب الأمر (ع).


4 _ أنّه يساعد الله الداعي له (ع) لأنّ
الدعاء له نوع من أنواع المساعدة والنصرة،
ونصرته نصرة الله تعالى وقول الله عز وجل:
(وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ
يَنْصُرُهُ).(4)


5 _ إدخال السرور عليه بذلك، وقد ورد في
(الكافي) عن الإمام محمد الباقر (ع) أنّه
قال: (ما عبد الله بشيء أحبّ إلى الله من
إدخال السرور على المؤمن)(5).


6 _ أنّه موجب لدعاء صاحب الأمر (ع) للداعي،
وهذا يستفاد من جملة من الروايات.(6)


7 _ أنّه تحصيل ثواب الدعاء لجميع المؤمنين
والمؤمنات، وذلك لأنّ نفع ظهوره (ع) يعود
لهم جميعاً، بل لجميع الخلائق من أهل
السماوات والأرضين كما أوضحتُ ذلك في كتاب
(مكيال المكارم)(7) بذكر روايات كثيرة حوله،
فإن دعوت له (ع) بهذه النية فسيكون دعاءاً
لهم جميعاً.


8 _ أنّه إظهار للمحبة والولاء له (ع)، فهو
أقرب ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله
إليه، فاظهار المحبة له أداء لأجر الرسالة
(قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً
إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى). (8)


9 _ أنّه موجب لدفع البلاء عن الداعي في
زمان غيبته. (9)


10 _ أنّ الدعاء بتعجيل ظهوره (ع) تعظيم لله،
وتعظيم لرسول الله صلى الله عليه وآله،
وتعظيم لكتاب الله حيث أنَّه سيعمل به في
ظهوره، وتعظيم لدين الله جل شأنه حيث
أنَّه سيظهر ويغلب على الدين كلّه، وتعظيم
المسلمين بنجاتهم من الكفار، وهذا موجب
لدخول الجنة كما ورد ذلك عن رسول الله صلى
الله عليه وآله في (الخصال). (10)


11 _ أنّ الدعاء بتعجيل الفرج له (ع) موجب
لتحصيل ثواب إعانة المظلوم، وهذا موجب
لعبور الصراط المستقيم يوم القيامة بسلام
كما ورد ذلك عن الإمام زين العابدين (ع). (11)


12 _ فيه ثواب الجهاد بين يدي الرسول صلى
الله عليه وآله وأمير المؤمنين (ع). (12)


13 _ الحصول على أجر لا يعلمه إلاّ الله جل
شأنه، وهو الفوز بثواب طلب ثأر سيد
الشهداء (ع) وذلك لأنّ صاحب الأمر عجل الله
تعالى فرجه سيأخذ بثأره، فكلّما تدعو
بتعجيل فرجه (ع) ستشرك في أجر عمله (ع).


14 _ ما ورد في (كمال الدين) عن أحمد بن إسحاق
أنّه قال:


(دخلت على أبي محمد الحسن بن علي (ع) وأنا
أريد أن أسأله عن الخلف بعده؟ فقال لي
مبتدئاً: يا أحمد بن إسحاق، إنّ الله تبارك
وتعالى لم يخل الأرض منذ خلق آدم (ع) ولا
يخليها إلى أن تقوم الساعة من حجّة الله
على خلقه، به يدفع البلاء عن أهل الأرض،
وبه ينزل الغيث، وبه يخرج بركات الأرض،
قال: فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام
والخليفة بعدك؟ فنهض (ع) مسرعاً فدخل
البيت، ثم خرج وعلى عاتقه غلام كأنّ وجهه
القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين،
فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك على
الله عز وجل وعلى حججه ما عرضت عليك ابني
هذا، إنّه سميّ رسول الله صلى الله عليه
وآله وكنيّه الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً
كما ملئت جوراً وظلماً، يا أحمد بن إسحاق
مثله في هذه الأمّة مثل الخضر (ع)، ومثله
مثل ذي القرنين، والله ليغيبنّ غيبة لا
ينجو فيها من الهلكة إلاّ من ثبّته الله عز
وجل على القول بإمامته ووفّقه للدعاء
بتعجيل فرجه، فقال أحمد بن إسحاق: فقلت له:
يا مولاي، فهل من علامة يطمئنّ إليها
قلبي؟ فنطق الغلام (ع) بلسان عربي فصيح،
قال: أنا بقية الله في أرضه والمنتقم من
أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن
إسحاق. (13)


وهو حسبي


يقول العاصي والجاني محمد تقي بن عبد
الرزّاق الموسوي الاصفهاني ـ عفى الله
تعالى عنهما ـ : لقد رأيت من المناسب بل
اللازم في هذا المقام ذكر اثني عشر حديثاً
عن غيبة ذلك الإمام عالي المقام عن أبصار
الأنام نقلاً عن الأئمة الكرام عليهم
الصلاة والسلام حتى يكون نفعه للخواص
والعوام بالكمال والتمام، فيكون لهذا
الضعيف ذخيرة يوم القيامة، وقد انتخبتها
من كتاب (كمال الدين وتمام النعمة) تأليف
الشيخ الصدوق(14) (رحمه الله تعالى) آملاً أن
يكون هذا العمل تحت النظر المبارك لذلك
الولي إن شاء الله تعالى.


الحديث الأول: عن رسول الله صلى الله عليه
وآله أنّه قال:


«المهدي من ولدي، اسمه اسمي، وكنيته
كنيتي، أشبه الناس بي خلقاً وخُلقاً، تكون
له غيبة وحيرة تضلّ فيها الأمم، ثم يُقبل
كالشهاب الثاقب، يملأها عدلاً وقسطاً كما
ملئت جوراً وظلماً».(15)


الحديث الثاني: عن أمير المؤنين (ع)، قال
الأصبغ بن نباتة:


«أتيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع)
فوجدته متفكّراً ينكت في الأرض، فقلت: يا
أمير المؤمنين، مالي أراك متفكراً تنكت في
الأرض، أرغبت فيها؟! فقال: لا والله ما رغبت
فيها ولا في الدنيا يوماً قط، ولكن فكّرت
في مولود يكون من ظهري، الحادي عشر من ولدي
هو المهدي، يملأها عدلاً كما ملئت جوراً
وظلماً، تكون له حيرة وغيبة يضلّ فيها
أقوام ويهتدي فيها آخرون، فقلت: يا أمير
المؤمنين، وإن هذا لكائن؟! فقال: نعم، كما
أنّه مخلوق».(16)


الحديث الثالث: عن الإمام الحسن المجتبى
(ع) أنه قال:


«ما منّا أحد إلاّ ويقع في عنقه بيعة
لطاغية زمانه، إلاّ القائم الذي يصلّي روح
الله عيسى بن مريم (ع) خلفه، فإنّ الله عز
وجل يخفي ولادته، ويغيب شخصه، لئلاّ يكون
لأحد في عنقه بيعة، إذا خرج ذلك التاسع من
ولد أخي الحسين ابن سيدة الإماء يطيل الله
عمره في غيبته، ثم يظهره بقدرته في صورة
شاب دون أربعين سنة، ذلك ليعلم أنّ الله
على كل شيء قدير».(17)


الحديث الرابع: عن سيد الشهداء (ع) أنّه
قال:


«قائم هذه الأمّة هو التاسع من ولدي، وهو
صاحب الغيبة، وهو الذي يقسّم ميراثه وهو
حيّ».(18)


الحديث الخامس: عن الإمام زين العابدين (ع)
أنّه قال لأبي خالد الكابلي:


«ثم تمتدّ الغيبة بوليّ الله عز وجل
الثاني عشر من أوصياء رسول الله صلى الله
عليه وآله والأئمة بعده، يا أبا خالد إنّ
أهل زمان غيبته القائلين بإمامته
والمنتظرين لظهوره، أفضل من أهل كل زمان،
لأنّ الله تبارك وتعالى أعطاهم من العقول
والأفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة
عندهم بمنزلة المشاهدة، وجعلهم في ذلك
الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول
الله صلى الله عليه وآله بالسيف، أولئك
المخلصون حقاً وشيعتنا صدقاً، والدعاة
إلى دين الله عز وجل سرّاً وجهراً».(19)


الحديث السادس: عن الإمام محمد الباقر (ع)
أنّه قال:


«هو المهدي من هذه العترة، تكون له حيرة
وغيبة يضلّ فيها أقوام ويهتدي فيها
أقوام».(20)


الحديث السابع: عن الإمام جعفر بن محمد
الصادق (ع)، برواية عبد الله بن أبي يعفور
أنّه قال:


«من أقرّ بالأئمة من آبائي وولدي وجحد
المهدي من ولدي كان كمن أقرّ بجميع
الأنبياء وجحد محمداً صلى الله عليه وآله
نبوّته، فقلت: يا سيدي، ومن المهدي من
ولدك؟ قال: الخامس من ولد السابع، يغيب
عنكم شخصه، ولا يحلّ لكم تسميته». (21)


الحديث الثامن: عن الإمام موسى الكاظم (ع)
أنّه قال:


«إذا فقد الخامس من ولد السابع فالله الله
في أديانكم، لا يزيلنّكم أحد عنها، يا بني،
أنّه لابدّ لصاحب هذا الأمر من غيبة حتى
يرجع عن هذا الأمر من كان يقول به، إنّما
هي محنة من الله عز وجل امتحن بها خلقه». (22)


الحديث التاسع: عن الإمام الرضا (ع) حيث
سئل: يا ابن رسول الله، ومن القائم منكم
أهل البيت؟ قال:


«الرابع من ولدي، ابن سيّدة الاماء،
يطهّر الله به الأرض من كلّ جور، ويقدّسها
من كلّ ظلم، الذي يشكّ الناس في ولادته،
وهو صاحب الغيبة قبل خروجه، فإذا خرج
أشرقت الأرض بنوره، ووضع ميزان العدل بين
الناس فلا يظلم أحد أحداً، وهو الذي تطوى
له الأرض، ولا يكون له ظلّ، وهو الذي ينادي
مناد من السماء يسمعه جميع أهل الأرض
بالدعاء إليه، يقول: ألا إنّ حجة الله قد
ظهر عند بيت الله فاتّبعوه، فإنّ الحق معه
وفيه». (23)


الحديث العاشر: عن الإمام محمد التقي (ع)،
حيث قال له عبد العظيم الحسني: إنّي لأرجو
أن يكون القائم من أهل بيت محمد صلى الله
عليه وآله الذي يملاً الأرض قسطاً وعدلاً
كما ملئت جوراً وظلماً، فقال:


«يا أبا القاسِم، ما منّا إلاّ وهو قائم
بأمر الله عز وجل وهاد إلى دين الله، ولكن
القائم الذي يطهّر الله عز وجل به الأرض من
أهل الكفر والجحود، ويملأها عدلاً وقسطاً
هو الذي تخفى على الناس ولادته، ويغيب
عنهم شخصه، ويحرم عليهم تسميته، وهو سميّ
رسول الله صلى الله عليه وآله وكنيّه، وهو
الذي تطوى له الأرض، ويذلّ له كل صعب،
يجتمع إليه من أصحابه عدة أهل بدر،
ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلاً، من أقاصي
الأرض، وذلك قول الله عز وجل: (أَيْنَ ما
تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ
جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ
شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ) فإذا اجتمعت له هذه
العدّة من أهل الإخلاص أظهر الله أمره،
فإذا كمل له العقد وهو عشرة آلاف رجل خرج
بإذن الله عز وجل، فلا يزال يقتل أعداء
الله حتى يرضى الله عز وجل.


قال عبد العظيم: فقلت له: يا سيدي، وكيف
يعلم أنّ الله عزّ وجل قد رضي؟ قال: يلقى في
قلبه الرحمة، فإذا دخل المدينة أخرج
اللاّت والعزّى فأحرقهما)». (24) أقول:
اللّات والعزّى يعني الظالم الأول
والثاني.


الحديث الحادي عشر: عن الإمام علي النقي
(ع) أنّه قال:


«الخلف من بعدي ابني الحسن، فكيف لكم
بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: ولم جعلني الله
فداك؟! فقال: لأنّكم لا ترون شخصه ولا يحلّ
لكم ذكره باسمه. قلت: فكيف نذكره؟


قال: قولوا: الحجّة من آل محمد صلى الله
عليه وآله».(25)


الحديث الثاني عشر: عن الإمام الحسن
العسكري (ع) حيث سأله أحمد بن إسحاق قائلاً:
فما السنّة الجارية فيه من الخضر وذي
القرنين؟ فقال:


«طول الغيبة يا أحمد. قلت: يا ابن رسول
الله، وإنّ غيبته لتطول؟! قال: إي وربّي
حتى يرجع عن هذا الأمر أكثر القائلين به،
ولا يبقى إلاّ من أخذ الله عز وجل عهده
لولايتنا، وكتب في قلبه الإيمان، وأيّده
بروح منه». (26)


أقول: صدر الحديث السابق في ذكر الفائدة
الرابعة عشر من فوائد الدعاء لحضرة بقية
الله عجل الله تعالى فرجه.


الهوامش:



(1) مكارم الأخلاق: 289، تقدم في ص 24.


(2) البحار: 74/ 229 ضمن ح 25.


(3) الخصال: 196ح 1، «أربعة أنا الشفيع لهم
يوم القيامة ولو أتوني بذنوب أهل الأرض
معين أهل بيتي، والقاضي لهم حوائجهم عندما
اضطروا إليه، والمحب لهم بقلبه ولسانه،
والدافع عنهم بيده».


(4) سورة الحَج: 40.


(5) الكافي: 2/ 188 ح 2.


(6) مهج الدعوات ص 360 «واجعل من يتبعني
لنصرة دينك مؤيدين، وفي سبيلك مجاهدين،
وعلى من أرادني وأرادهم بسوء منصورين...».


(7) مكيال المكارم: 1/ 377 الباب الخامس.


(8) سورة الشورى: 23.


(9) الكافي ج 2، ص 507 ح 2 «دعاء المرء لأخيه
يظهر الغيب يدر الرزق ويدفع المكروه».


(10) الخصال ص 28، ح 100 «حملة القرآن عرفاء
أهل الجنة».


(11) تفصيل ذلك في مكيال المكارم: 1/ 439،
الصحيفة السجادية الجامعة ص 323 دعاء
147«اللهم وصل على أولياءهم المعترفين
بمقامهم...».


(12) مجمع البيان ج 9، ص 238 «عن حارث بن مغيرة
قال: كنا عند أبي جعفر (ع) فقال: العارف منكم
لهذا الأمر، المنتظر له المحتسب فيه كمن
جاهد مع قائم آل محمد بسيفه، ثم قال: بل،
والله كمن جاهد مع رسول الله بسيفه، ثم قال
الثالثة: بل، والله كمن استشهد مع رسول
الله صلى الله عليه وآله في فسطاطه».


(13) كمال الدين: 2/ 348.


(14) اسمه المبارك: محمد بن علي بن الحسين بن
موسى بن بابويه القمي. بشارة ولادته جاءت
من صاحب الأمر (ع). توفى سنة 381 هـ. قبره في
أطراف طهران، جلالة قدره غنية عن البيان.
صنف نحو ثلاثمائة كتاب. رحمة الله عليه.
(المؤلف).


(15) كمال الدين: 1/ 286 ح 1 مع 4.


(16) كمال الدين: 1/ 289 ح1.


(17) كمال الدين: 1/ 316 ح2.


(18) كمال الدين: 1/ 317 ح 2.


(19) كمال الدين: 1/ 320 ح2.


(20) كمال الدين: 1/ 330 ح 14.


(21) كمال الدين: 1/ 338 ح 12.


(22) كمال الدين: 1/ 338 ح 12.


(23) كمال الدين: 2/ 371 ح 5.


(24) كمال الدين: 2/ 377 ح2 والآية من سورة
البقرة: 148.


(25) كمال الدين: 2/ 381 ح 5.


(26) كمال الدين: 2/ 385.


الفصل الثالث


واعلم أنّ ظهور حضرة صاحب الأمر (ع) لم
يوقّت بوقت معيّن في الأخبار، وقد ورد في
(غيبة النعماني) عن الإمام جعفر الصادق (ع)
أنّه قال لأبي بصير:


«إنّا أهل بيت لانوقّت، وقد قال محمد صلى
الله عليه وآله: كذب الوقّاتون، يا أبا
محمد، إنّ قدّام هذا الأمر خمس علامات،
أوّلهنّ النداء في شهر رمضان، وخروج
السفياني، وخروج الخراساني، وقتل النفس
الزكيّة، وخسف بالبيداء»(1)


ونذكر هنا عريضة ترسل إلى حضرة حجة الله
عجل الله تعالى فرجه نقلاً عن البحار (94/29):


تكتب هذه العريضة وتحصى وتوضع في طينة
طاهرة ثم ترمى في نهر أو عين ماء، ويقول
راميها عند ذلك:


«يَا سَيّدي يا أبا القاسم يا حُسين بن
رُوْح سَلام عَلَيكَ اَشهدُ أَنَّ
وفاتَكَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَاَنَكَ حيٌّ
عِندَ اللهِ مرزوقٌ وقَد خاطَبتُكَ في
حَياتِكَ الّتي لَكَ عَندَ اللهِ عَزَّ
وجَلّ وهَذهِ رُقعَتي وحاجَتي إلى
مَولاَنا عَليهِ السَلام فَسَلّمها
اِليهِ فأنْتَ الثِقة الاَمينِ.(2)


بسم الله الرحمن الرحيم


كَتَبْتُ إلَيْكَ يا مَولاَيَ صَلَواتُ
الله عَلَيكَ مُسْتَغِيثاً وشَكَوتُ ما
نَزلَ بِي مُستَجِيراً باللهِ عَزَّ
وجَلّ ثمَّ بِكَ من أمرٍ قَد دَهَمَني
واَشغَلَ قَلبَي وأطالَ فِكْري وسَلَبَني
بَعضَ لُبّي وَغَيّر خَطِيرَ نِعمَةِ
اللهِ عِنْدِي أسلَمَني عِندَ تَخيّلِ
وُرُودِه الخَليلُ وَتَبرَّأَ مِنّي
عِنَدَ تَرائي إقْبالِهِ اِليَّ
الحِمِيمُ وعَجَزَتْ عَن دِفَاعِهِ
حِيلَتي وَخَانَني في تَحَمُّلِهِ
صَبْرِي وَقوَّتي فَلَجَأتُ فِيهِ إلَيكَ
وَتَوَكَّلْتُ في المسْألةِ لِلّهِ جَلَّ
ثَنَاؤهُ عَلَيهِ وعَلَيكَ وفي دِفَاعِهِ
عَنّي عِلماً بِمَكَانِكَ مِنَ اللهِ
رَبِّ العَالَمِينَ وَلِيّ التَّدْبِيرِ
وَمَالِكِ الأُمورِ وَاثِقاً بِكَ في
المسارَعَةِ فِي الشّفَاعَةِ إِلَيهِ
جَلَّ ثناؤهُ في اَمْري مُتَيقِّناً
لاِجَابَتِهِ تَبَاركَ وَتَعالى إيّاكَ
بِاِعْطَاءِ سُؤْلي واَنتَ يا مَولايَ
جَدِيرٌ بِتَحْقِيقِ ظَنّي وَتَصْدِيقِ
اَمَلِي فِيكَ في أَمْرِ كذا وكذا (تَكتب
حاجَتكَ)...


مِمّا لاَ طَاقةَ لِي بِحَمْلِهِ ولا
صَبْرَ لِي عَلَيهِ وَاِن كُنتُ
مُستَحِقّاً لَهُ وَلأضعَافِهِ بقَبيحِ
أَفعَالِي وَتَفريطي فِي الواجِباتِ
الّتي لِلّهِ عَزَّ وجَلَّ عَلَيّ
فأغِثْني يا مَولاَيَ صَلَواتُ اللهِ
عَلَيكَ عِندَ اللَهفِ وَقَدِّمِ
المسْألةَ للهِ عَزَّ وجَلَّ في اَمْرِي
قَبلَ حُلولِ التَلَفِ وشِماتَةِ
الأعداءِ فَبِكَ بُسِطَتِ النِعْمَةُ
عَلَيَّ وَاسْأَلِ اللهَ جَلَ جَلاَلُهُ
لِي نَصْراً عَزيزاً وفَتْحاً قَريباً
فِيهِ بلُوغُ الآمالِ وَخَيرُ المبَادِي
وَخَواتِيمُ الاعمَالِ وَالأمنُ مِنَ
المخَاوفِ كُلِّها فِي كُلِّ حَالٍ إنّهُ
جَلَّ ثناؤهُ لِما يَشَاءُ فعّالٌ وَهُو
حَسبي وَنِعمَ الوكِيلُ في المبدءِ
وَالمآلِ». (3)


الهوامش:



(1) غيبة النعماني: 289 ح6.


(2) في البحار ثم تصعد النهر والغدير وتعهد
بعض الأبواب إما عثمان بن سعيد العمري أو
ولده محمد بن عثمان، أو الحسين بن روح، أو
علي بن محمد السمري فهؤلاء كانوا أبواب
المهدي (ع) فتنادي بأحدهم: يا فلان بن
فلان،...» ج 99 ص 235.


(3) البحار ج 99 ص 234.


/ 70