ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
( 52)
الدَّارِ دخلَ على مسلمِ بنِ عقيلٍ
بالخبرِ، فإِذا نِسوةٌ لِمُرَاد مُجتمعات
يُنادِيْنَ : يا عَبرتاه ! يا ثُكلاه !
فدخلتُ على مسلمِ بنِ عقيلٍ فأخبرتُه
فأَمرَني أَن أُناديَ في أصحابِه وقد ملأ
بهم (1) الدُّورَ حولَه ، وكانوا فيها
أَربعةَ آلافِ رجلٍ ، فناديتُ : يا منصورُ
أمِتْ ، فتَنادى أهل الكوفةِ واجتمعوا
عليه ، فعقدَ مسلمٌ لرؤوسِ الأرباعِ على
القبائل كِنْدَةَ ومَذْحِجَ وأسَدَ
وتَمِيْمَ وهَمْدَانَ ، وتَداعى النّاسُ
واجتمعوا، فما لبثْنا إلاّ قليلاً حتّى
امتلأ المسجدُ منَ النّاسِ والسُّوقُ ،
وما زالوا يَتَوَثَّبون حتّى المساءِ ،
فضاقَ بعبيدِاللهّ أمرُه ، وكانَ أَكثر
عملِه أن يُمسِكَ بابَ القصر وليسَ معَه
في القصرِ إلاّ ثَلاثونَ رجلاً منَ
الشُّرَطِ وعشرونَ رجلاً من أشرافِ
النّاسِ وأهلِ بيتهِ وخاصّته ، وأقبلَ
مَنْ نأَى عنه من أشرافِ النّاسِ يأْتونَه
من قِبَل الباب الّذي يلي دارَ
الرُّوميِّينَ ، وجعلَ مَنْ في القصرِ معَ
ابن زيادٍ يُشرِفونَ عليهِمَ فينظرونَ
إِليهم وهم يرمونَهم بالحجارةٍ
ويَشتمونَهم ويَفترونَ على عبيدِاللهِّ
وعلى أبيه.
* ودعا ابنُ زيادٍ كَثِيرَ بنَ شهابِ
وأمرَه أن يَخرجَ فيمن أطاعَه من مَذْحِج
، فيسيرَ في الكوفةِ ويخذِّلَ النّاَسَ
عنِ ابن عقيلٍ ويخوِّفَهم الحربَ (2)
ويحذِّرَهم عقوبةَ السُّلطانِ ، وأَمرَ
محمّدَ بنَ الأشعثِ أن يَخرجَ فيمن أطاعَه
من كِنْدةَ وحَضْرَمَوْتَ ، فيرفعَ رايةَ
أمانٍ لمن جاءه منَ النّاسِ ، وقالَ مثلَ
ذلكَ للقَعْقاعِ الذُّهْليِّ وشَبَثِ بنِ
رِبعيٍّ التّميميِّ وحَجّارِبن أبجَر
العِجليِّ وشمرِ بنِ ذي الجوشنِ
العامريِّ ، وحبسَ باقيَ وجوهِ النّاسِ
عندَه استيحاشاً إِليهم لقلّةِ عددِ من
معَه منَ النّاس.
(1) في "م " وهامش "ش ": منهم .
(2) في هامش "ش " و "م " : بالحروب .