ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
( 55)
عبدَاللّهِ قُمْ عافاكَ اللّهُ إِلى
أَهلِكَ فإِنّه لا يَصلحُ لكَ الجلوسُ على
بابي ، ولا أُحِلُّه لكَ .
فقامَ وقالَ : يا أَمةَ اللهِّ ما لي في
هذا المِصر منزلٌ ولا عشيرةٌ ، فهل لكِ في
(1) اجرٍ ومعروفٍ ، لعلِّي مُكافئًكِ بعدَ
اليوم ، فقالتْ : يا عبدَاللّهِ وما ذاكَ ؟
قالَ : أَنا مسلمُ بنُ عقيلٍ كَذَبَني
هؤَلاءِ القومُ وغَرُّوني وأَخرجوني ؟
قالتْ : أَنتَ مسلمٌ ؟ قالَ : نعم ؛ قالتْ :
ادخُلْ ، فدخلَ بيتاً في دارِها غيرِ
البيتِ الّذي تكونُ فيه ، وفرشتْ له
وعرضتْ عليه العَشاءَ فلم يَتَعَش .
ولم يكنْ بأَسرعَ أَن جاءَ ابنها، فرآها
تُكثِرُ الدُّخولَ في البيتِ والخروجَ
منه ، فقالَ لها: واللّهِ إِنّه
لَيَرِيبُني كثرةُ دخولكِ هذا البيتَ
منذُ الليلةِ وخروجِكِ منه ؛ إِنّ لكِ
لَشأناً؛ قالتْ : يا بُنَيَّ الْه عن هذا؛
قالَ : واللهّ لَتخبرينني (2)؛ قالتْ :
أَقبلْ على شأْنِكَ ولا تسأَلنْي عن شيءٍ
، فَألح عليها فقالتْ : يا بُنَيّ لاَ
تُخْبرَنَ أَحدآً منَ النّاسِ بشيءٍ مما
أُخبركُ به ؛ قالَ : نعم ، فأَخذتْ عليه
اَلأَيمانَ فحلفَ لها، فأَخبرتْه فاضطجعَ
وسكتَ .
ولمّا تفرّقَ النّاسُ عن مسلمِ بنِ عقيلٍ
طالَ على ابنِ زيادٍ وجعلَ لا يَسمعُ
لأَصحاب ابن عقيل صوتاً كما كانَ يَسمع
قبلَ ذلكَ ؛ قال لأصحابه : أشرِفُوا
فانظُرُوا ، هل تَرَوْنَ منهم أحداًَ؟
فأشرفوا فلم يَرَوْا أَحداً ، قالَ :
فانظُرُوا لعلّهم تحتَ الظلالِ وقد
كَمنوا لكم ،
(1) في هامش "ش" و"م ": الى.
(2) في هامش "ش" و"م " : لَتُخْبرنِّي .