ارشاد فی معرفة حجج الله علی العباد جلد 2
لطفا منتظر باشید ...
( 57)
الخلافِ والشِّقاقِ ، فبَرئَتْ ذمّةً
اللهِّ من رجلٍ وجدناه في دارِه ، ومن جاءَ
به فله دِيَتُه ، واتّقوا(1) اللّهَ عبادَ
اللّهِ والزموا طاعتَكم وبيعتَكم ، ولا
تجعلوا على أنفسِكم سبيلاًَ. يا حُصَينَ
بنَ نُميرٍ ، ثكلتْكَ أُمُّكَ إِن ضاعَ
باب سكّةٍ من سككِ الكوفةِ، أوخرجَ هذا
الرجلُ ولم تأْتِني به ، وقد سلّطتُكَ على
دورِ أَهلِ الكوفةِ، فابعثْ مراصدَ على
أهلِ السِّككِ ، وأصبحْ غداً فاسْتبِرِ (2)
الدُّورَ وجُسْ خلالَها حتّى تأْتيني
بهذا الرّجلِ . وكانَ الحُصينُ بنُ نُميرٍ
على شرَطِه وهومن بني تميم .
ثمّ دخلَ ابنُ زيادٍ القصرَ، وقد عقدَ
لعمرو بنِ حُرَيثٍ رايةً وأمَّره على
النّاسِ . فلمّا أصبحَ جلسَ مجلسَه وأَذنَ
للنّاسِ فدخلوا عليه ، وأقبلَ محمّدُ بنُ
الأَشعثِ ، فقالَ : مرحباً بمن لا
يُسْتَغَشُّ ولا يُتَّهَمُ ، ثمّ أقعدَه
إِلى جنبِه.
* وأصبحَ ابنُ تلكَ العجوز فغدا إِلى عبدِ
الرحمنِ بنِ محمّدِ بن الأشعثِ فأخبره
بمكانِ مسلمِ بنِ عقيلٍ عندَ أُمِّه ،
فأَقبلَ عبدُ الرّحمنِ حَتّى أَتى أباه
وهو عندَ ابنِ زيادٍ فسارَّه ، فعرفَ ابنُ
زيادٍ سِراره فقالَ له ابنُ زيادٍ بالقضيب
في جنبِه : قُمْ فائتني به السّاعةَ، فقامَ
وبعثَ معَه قومه ، لأنّه قد علمَ أنَّ كلَّ
قومٍ يَكرهونَ أن يصابَ فيهمِ (مسلمُ بنُ
عقيل) (3)، فبعثَ معَه عبيدَاللّه بن عبّاسٍ
السُّلميّ في سبعين رجلاً من قيسٍ ، حتّى
أتَوُا الدّارَ الّتي فيها مسلمُ بنُ
عقيلٍ رحمَه اللهًّ ، فلمّا سمعَ وَقْعَ
حوافرِ
(1) في "م " وهامش "ش" : اتقوا .
(2) في هامش "ش " و"م" : فاستبرئ ، أو
استَبرْأمر من استبار، وبار اذا اختبر أو
اشتَبرْ افتعل من السَبر .
(3)في هامش "ش "و"م ": مِثل ابن عقيل .