قوانین الإلاهیة الأربعة التی تقرر مصیر المجتمعات البشریة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قوانین الإلاهیة الأربعة التی تقرر مصیر المجتمعات البشریة - نسخه متنی

أدریس الکتانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القوانين الإلاهية الأربعة التي تقرر مصير المجتمعات البشرية

د. أدريس الكتاني

قانون (الإيمان بالإسلام) كدين عالمي وحيد للبشرية كلها

يتحدث عدد من المثقفين والسياسيين المسلمين اليوم عن 'الأديان السماوية'، الثلاثة: اليهودية والمسيحية والإسلام، كما لو كانت كلها في درجة واحدة متساوية من الصحةوالشرعية، ويجهلون أو يتجاهلون حقيقتين:

1_ ان القرآن الكريم يؤكد بوضوح أنه ليس هناك إلا دين واحد لجميع الأنبياء والرسل السابقين هو الإسلام.

2_ إن الإسلام الذيختم الرسالات السابقة، تميز بدعوة البشرية كلها للإيمان به، وبشريعة كاملة وشاملة لجميع جوانب الحياة الإنسانية، وصالحة لكل زمان ومكان إلى أن تقوم الساعة، وناسخة،بحكم ذلك للشعائر الدينية البسيطة التي جاء بها الرسل السابقون، مع العلم بالتحريف والتغيير والتناقض الذي عرفته التوراة والإنجيل قبل وعند ظهور الإسلام.

ولتأكيدهاتين الحقيقتين جاءت الآيات التالية لتعلن القانون الإلاهي بوحدانية الدين وعالميته الذي هو دين الله، وأن الغاية منه هي عبادة الله وحده لا شريك له، وأنه دين جميعالأنبياء والرسل السابقين، وأن اختلافهم إنما حدث بعدما قامت عليهم الحجة، بسبب بغي بعضهم على بعض، لتحاسدهم وتباغضهم:

(إنَّ الدّينَ عِندَ اللهِ الإسلامُ، ومااختلفَ الّذينَ أُوتوا الكتابَ إلاّ من بعدِ ما جاءَهُمُ العِلمُ بغياً بينهم). (آل عمران/ 19)

(هوَ الذي أرسلَ رَسولهُ بالهدى ودينِ الحقّ ليُظهره على الدّينِ كُلّهِولو كرهَ المُشركونَ). (الصف/9)

(ما كانَ إبراهيمُ يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كانَ حنيفاً مُسلماً، وما كان من المشركينَ). (آل عمران/67)

القوانين الثلاثة الخاصةبالمسلمين

1_ قانون 'الابتلاء'

قانون 'الأخذ والعطاء'، أو قانون 'البيع والشراء'، يجري بين بشر متساوين في الحياة الدنيا، معاينة بين طرفين، وفي زمن متقارب أومحدود.

أما قانون 'الابتلاء' الإلاهي، فيجري بين الله وبين عبيده المسلمين بمنتهى ما يمكن أن يتصوره الإنسان من العدل والدقة الحسابية في المعاملة، ويختلف عن قانون'الأخذ والعطاء' الدنيوي، في أن المسلم يقدم عطاءه في الدنيا، ولا يأخذ ثمنه إلا في الآخرة، وفضلا عن ذلك فهو يؤمن إيمانا غيبيا جازما بأن الثمن الذي سيحصل عليه فيالآخرة، ستكون قيمته يومئذ أضعاف قيمته في الدنيا، جزاء قبوله لهذه الصفقة الغيبية التي يتأخر إنجاز شطرها الثاني بزمن طويل عن شطرها الأول، اعتمادا فقط على الإيمانالغيبي بالله، والثقة بوفائه بوعده، فإذا بلغت قيمة العطاء الدنيوي، مثلا، أعلى درجة، وتتمثل في التضحية بالمال والنفس جهادا في سبيل الله، فإن الثمن الأخروي لاتمامالصفقة يصل بدوره إلى أعلى درجات الجزاء، وهو الخلود في نعيم الجنة، وذلك معنى قوله تعالى:

(إنَّ اللهَ اشترى من المؤمنينَ أنفسهم وأموالهم بأنَّ لَهُمُ الجنّة،يُقاتلونَ في سبيلِ الله فيقتُلونَ ويُقتلُونَ وعداً عليهِ حقاً في التوراةِ والإنجيلِ والقرآن، ومن أوفى بعهدهِ من الله، فاستبشروا ببيعكُمُ الذي بايعتم به، وذلك هوالفوزُ العظيمُ). (التوبة/111)

لكن كيف يتم هذا 'الابتلاء' الذي هو عبارة عن 'اختبار' دقيق ومحسوب بمقاييس إلاهية، لا تصل إليها، ولا تدرك كنهها، تقديرات العقل الإنسانيلقيمة 'عطاء الإنسان' في الدنيا، وتثمين مستوى تحمله لـ 'مسؤولياته والقيام بواجباته' كمؤمن بالله، وهذا (الاختبار) ليس عملية نظرية أو فكرية بحتة، كما هو الشأن فيالامتحانات الجامعية، بل هو عملية تطبيقية ميدانية، لها جانب مادي محسوس، يتعرض فيه جسم الإنسان لقساوة هذا 'الاختبار'، وجانب معنوي: نفسي _ اجتماعي، تتعرض فيه شخصيةالإنسان وقيمُه الأخلاقية لمثل هذا 'الاختبار'.

2_ قانون 'الجهاد وشروط النصر'

يعتبر 'الجهاد' أحد أركان الدولة الإسلامية التي ارتبط وجودها وانتصارها تاريخيا،بممارسته عمليا، وانهيارها وسقوطها بتركه والتخلي عن متطلباته وقيمه الدينية: الأخلاقية والإنسانية، ولعل هذا ما أشار إليه الحديث النبوي الذي رواه الطبراني بسند حسنعن أبي بكر الصديق مرفوعا: (ما تَرَكَ قومٌ الجهادَ إلاّ عمَّهُم اللهُ بالعذاب).

وهذا العقاب الإلاهي ظهر واضحا في تاريخ المسلمين عموما، وتجسد خصوصا في اجتياح بغدادمن طرف المغول، وسقوط الخلافة العباسية وإقدام هولاكو على قتل آخر خلفائها المستعصم سنة (656ه‍ / 1258م)، كما تجسد في سقوط الأندلس وتسليم غرناطة للأسبان الصليبيين سنة (897ه‍/1492م). وها هو في هذا العصر يتجسد في سقوط فلسطين، حيث لم يقتصر العذاب على الشعب الفلسطيني، وإنما عم كل العالم العربي تصديقا للحديث النبوي، ولذلك نجد المفسرين لقولهتعالى: (إلاّ تنفِروا يُعذِّبكُم عذاباً أليماً، ويستبدِل قوماً غيركُم، ولا تضرُّوه شيئاً). يقولون: (هذا تسخط عظيم على المتثاقلين عن الجهاد، المائلين عنه إلى الدنياوشهواتها حيث أوعدهم الله بعذاب أليم مطلق، شامل لعذاب الدنيا باستيلاء العدو عليهم ونحوه، وعذاب الآخرة بالنار).

3_ قانون 'إحباط الأعمال'

وكلمة 'إحباط' لها مدلوللغوي إسلامي خاص، يقال: حبط العمل يَحبِطُ حَبطا وحُبوطا بمعنى ذهب سدى، وفسد، ولم يحقق ثمرته، وضاع كل المجهود الذي بذل فيه، وأحبَطَ عمله، أبطله.

هناك ستة أسبابوعوامل لظاهرة 'الإحباط' حسبما يلي:

العامل الأول: 'الإشراكُ بالله والردةُ عن الإسلام

وذكر في أحد عشر آية، منها قوله تعالى:

(أولئكَ لم يؤمنوا فأحبط اللهُأعمالَهُم). (الأحزاب/ 19)

العامل الثاني: 'موالاة النصارى واليهود

وذكر في آية واحدة مُندّدة بمرض هؤلاء الموالين للظلمة، وسوء مصيرهم بقوله تعالى:

(ياّيُّهاالذينَ ءَامنوا لا تتخذوا اليهودَ والنصارى أولياءَ، بعضهم أولياءُ بعضٍ، ومن يتولَّهُم مِنكُم فإنَّه مِنهُم، إن اللهَ لا يهدي القومَ الظالمينَ، فترى الذينَ فيقُلوبهم مرضٌ يسارعونَ فيهم، يقولون نخشى أن تصيبنا دائرةٌ، فعسى اللهُ أن ياتي بالفتح أو أمرٍ مِن عندهِ فيصبحُوا على ما أسرُّوا في أنفسهِم نادمينَ، ويقول الذينَءَامنوا: أهؤلاء الَّذينَ أقسموا باللهِ جهدَ أيمانِهِم إنَّهُم لمعكُم، حَبِطت أعمالُهُم، فأصبَحوا خاسرينَ). (المائدة/51_52)

العامل الثالث: (النفاق)

وذكر في آيةواحدة جامعة لأوصاف المنافقين بقوله تعالى:

(المنافقونَ والمنافقاتُ بعضُهُم مِن بعضٍ، يأمُرُون بالمنكرِ وينهونَ عنِ المعروفِ، ويقبضونَ أيديهُم، نسُوا اللهَفنَسيَهُم إنَّ المنافقينَ هُمُ الفاسقونَ، وعدَ اللهُ المنافقينَ والمنافقاتِ والكفَّارَ نارَ جهنَّمَ خالدينَ فيها، هيَ حَسبُهُم، ولعنهمُ اللهُ ولَهُم عذابٌعظيمٌ، كالّذينَ مِن قبلهِم، كانوا أشدَّ مِنكُم قوَّةً، وأكثرَ أموالاً وأولاداً، فاستمتعوا بخلاقِهِم (مذات الحياة) فاستمتعتُم بِخلاقِكُم، كما استمتعَ الذينَ منقبلكُم، بخلاقهِم، وخُضتم كالذي خاضوا، أولئكَ حَبِطت أعمالهُم في الدُّنيا والآخرةِ، وأولئك همُ الخاسِرونَ). (التوبة/67_69)

العامل الرابع: (التكبر في الأرض بغيرالحق)

وذكر في آية واحدة جامعة لأوصاف المستكبرين في الأرض، بقوله تعالى:

(سأصرفُ عن ءَاتي الّذينَ يتكبَّرونَ في الأرضِ بغير الحقَّ، وإن يروا كلّ آيةٍ لا يؤمنوابها، وإن يَروا سبيلَ الرُّشدِ لا يتَّخذوه سبيلاً، وإن يَرَوا سبيل الغيَّ يتَّخذوه سبيلاً، ذلك بأنَّهُم كذَّبوا بآياتنا، وكانوا عنها غافلين، والذين كذّبوا بآياتناولقاءِ الآخرة حَبِطت أعمالهُم، هل يُجزونَ إلاّ ما كانوا يعملونَ).

(الأعراف/ 146_147).

العامل الخامس: (الترف وحرص المترفين على نعيم الحياة)

وذكر في آية واحدةجامعة، ومُنددة بمصيرهم في قوله تعالى:

(من كانَ يريدُ الحياةَ الدنيا وزينتها نُوَفَّ إليهم أعمالهُم فيها وهم لا يُبخسونَ، أُولئك الذين ليسَ لَهُم في الآخرةِإلاّ النّار، وحَبِطَ ما صنعوا فيها وباطلٌ ما كانوا يعملون). (هود/15_16)

العامل السادس: (مخاطبة الرسول، أو التحدث عنه بما لا يليق بجلال النُّبوَّة)

وذكر في آيةواحدة، مؤكدة لمقام وقدسية النبوة بقوله تعالى:

(يأيُّها الذينَ ءامنوا لا ترفعُوا أصواتكُم فوق صوتِ النبيّ، ولا تجهروا لهُ بالقولِ كجهرِ بعضكُم لبعضٍ، أن تحبطَأعمالكُم وأنتُم لا تشعرونَ). (الحجرات/2)

لكن هل يستطيع أحد من العرب والمسلمين اليوم أن ينكر أن بلده أو مجتمعه لا يزخر بأصحابها؟ وأن المتصفين بها ليسوا همالمسيطرين عليها؟

المصدر : الخريطة القرآنية للمجتمعات البشرية


/ 1