الفاظ و المصطلحات نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

الفاظ و المصطلحات - نسخه متنی

حسن حنفی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الألفاظ والمصطلحات

د. حسن حنفي

وتظهر أحياناً بعض الألفاظ المعربة مثل 'الكروبي' لوصف الملائكة والجن. وهو لفظ يوناني تم تعريبه أو عربي.وبين كل لفظ ومعناه مناسبة خاصة. فلو ترجم اللفظ إلى آخر قد يتغير المعنى. وبتعبير آخر، بين الخاطرات واللغات مناسبات روحانية وشاكلات نفسانية، بالسريانية أو بالعبرانيةأو بالعبرية، ولكل منها أسلوبها. فإذا ما تم التعبير عنها في مشكلة أخرى تغير الأسلوب، وتظهر ألفاظ أخرى معربة مثل الاسطقس، السقمونيا أو ألفاظ مترجمة مثل الأركان بمعنىالأصول. ولا تعني 'العناصر' ترجمة للفظ اليوناني 'اسطقسات' بل تعني الأسس الثانية لأي شيء وهو المعنى العام مثل أركان العالم.

ولا تظهر بعض الألفاظ اليونانية وحدها بلتظهر بعض الألفاظ من اللغات الشرقية مثل السندية والهندية والتركية والفارسية والزنجية. فهي مختلفة بالعبارة وفي مخارج حروفها، الحلق واللسان والأنف والشفتان. ولا يعنيهذا الاختلاف في الحروف والمخارج أن تكون لكل لغة آلة وأداة خلاف اللغة الأخرى. هناك علم اللغة العام وعلم اللغة الخاص، وهي التفرقة المشهورة بين علم اللسانيات وعلمالنحو. ومهما تعددت أوضاع الرسل وتباينت شرائعهم فان معدناً واحداً يتصلون به وإليه يدعون، ولغة واحدة وهدفاً واحداً. فتعدد اللغات لا ينفى وحدة القصد. وقد قيل أن أولصلاة فرضت تسمى بالفارسية 'مارنين'.

ولفظ 'الحكماء' هو اللفظ الموروث وليس لفظ الفلاسفة وهو اللفظ اليوناني الوافد. وقد يتم تخصيصهم بالحكماء المنطقيين أي البرهانيين.ولا يذكر المفرد إلا نادراً. وهم فرقة مثل المتقدمين والروحانيين. أما لفظ الفلاسفة فيستعمل على الإطلاق. ونادراً ما يتم تخصيصه بالفلاسفة اليونانيين. ولا يعني لفظ'الحكماء' المعنى اليوناني العتيق، محبة الحكمة بل يعني العلماء في مقابل الجهال السفهاء. كلامهم مستمد من كلام الرسل، فالعقل والنقل بتعبير المتكلمين شئ واحد، ولا فرقبين كلام الحكماء وكلام الرسل أولى العزم. وكما قسم الحكماء الحكمة إلى علم وعمل كذلك فعلت الرسالة. فالحكيم له أستاذ وهو الرسول، والرسول له أستاذ مثل الحكيم. ومع أنالفلاسفة ليسوا من نسل النبوة إلا أنهم توصلوا إليها. فلا فرق بين التنزيل والتأويل، بين الشريعة والحكمة، بين الوحي والعقل. ويستعمل اللفظ في معنيين، إيجابي وسلبيومحايد. المعنى السلبي موضع نقد، والإيجابي موضع تأييد، والمحايد مجرد عرض لعلوم الحكماء. والسلبي هو الأكثر شيوعاً مما يدل على الموقف النقدي لحكماء الشيعة، والمعنىالمحايد مثل قسمة الناس إلى أبرار وأتقياء وعلماء وحكماء مقابل الفجار والأشقياء والجهال والسفهاء. وهو معنى يقبله العقل ولا يعارضه النقل. والحكماء هو أساساً المناطقةوتعريفهم للإضافة أي النسبة وتقسيمهم الضد ثلاثة أقسام، والجنس أربعة أقسام، والحكمة ثلاثة أقسام علم الطب والصناعات، وهو العلم اللدني، وعلم التنجيم وحركات الأجرامالعلوية وهو العلم الأوسط، وعلم اللاهوت، وهو العلم الأعلى. أما العمل فهو أيضاً ثلاثة أقسام، سياسة العامة، وسياسة العامة الخاصة، وسياسة الخاصة. وهي نفس القسمة للنبوةوالرسالة. إذ أنها أوجبت معرفة الله ومعرفة السموات والنجوم والأرض والتفكر فيها، ومعرفة الأبدان، منافعها ومضارها، ومعرفة السياسات العامة والخاصة.

ومع ذلك يظلالتمييز بين الحكمة والنبوة قائماً. فسياسة العامة عند الحكماء تعني بناء المدن، وكيفية اللباس في حين أنها في النبوة إقامة الصلوات، وتسبيح الله، وإيتاء الزكاةوتوزيعها على الضعفاء، ووضع ناموس شرعي به صلاح الناس. والحقيقة أنه لا فرق بين الاثنين. فالسياسة العامة عند الحكماء والأنبياء أعمار الأرض، والشعائر في النبوة مؤسساتاجتماعية وعمرانية. وضع الحكماء أساس المدينة الفاضلة للناس كما وضع الأنبياء أسس الشريعة للأمة. وقد يكون الفرق بين الحكماء والأنبياء أن المعاني اللاحقة في أنفسالحكماء غير كاملة لأنهم وصلوا إليها بالمقدمات والقضايا المقترنة المتعاونة أي بأساليب البرهان وليس بالوحي المرسل، بالتأويل وليس بالتنزيل. وهو تمييز غير دقيق.فالبرهان هو الطريق إلى التنزيل، وما لا دليل عليه يجب نفيه. والتنزيل نفسه يطالب بالبرهان، ويجعل النظر أول الواجبات. وقد يوجد فرق آخر بين الحكماء والأنبياء هيالعبارات والمصطلحات مثل جبريل وميكائيل. هي معاني عند الحكماء وصور عند الأنبياء. فالخلاف في اللفظ وليس في المعنى. ما يسميه الحكماء العقول والنفوس المفارقة يسميهالأنبياء الملائكة. قام الحكماء بعلمية التشكل الكاذب، استبدال الألفاظ الجديدة ألفاظ الحكمة بالألفاظ القديمة، ألفاظ الدين. لذلك قال بعض الحكماء الاسم غير المسمى وهودليل عليه. وكانوا على وعي بهذا الاستبدال اللغوي بدلا من الباري استعملوا ألفاظ الموجود الأول، المبدأ العقلي، القوة الفاعلة، وهو ما أطلق عليه الحكماء أيضاً أسماءالعقل أو القلم فكان منها أثر منفعل هي النفس الكلية. فالفيض عند الحكماء هو إحدى صور الخلق عند الأنبياء. ومع ذلك يمكن الاعتراض بأن المعارف موجودة من دون الرسل، وأنالحكماء قد استطاعوا الوصول بالعقل الصريح إلى الحكمة ومن ثم يكون السؤال: وما وجه الحاجة إلى الرسل؟ والجواب أن الحكمة تلقين من أستاذ إلى أستاذ، ولا يوجد أستاذ أول. فيحين أن في النبوة هناك تعلم من الرسول الذي في غنى عن الأستاذ. وهي حجة أشبه بإثبات وجود الله واستحالة التسلسل إلى ما لا نهاية. وقد توصل الحكماء إلى بعض المعارف. منهمأطباء ومنجمون ومهندسون وموسيقيون.

والمرة الوحيدة التي أشير فيها إلى الفلاسفة اليونانيين فلبيان حدودهم وقصورهم عن النبوة بالرغم من محاولاتهم الوصول إلىحقائقها. وكل من أراد إدراك النبوة من المذاهب الأخرى، يونانية أو غيرها لم يستطع حتى لو بذل أقصى الجهد. فقد وضع فلاسفة اليونان أصولاً كثيرة من الطبيعيات والرياضياتحتى استطاعوا من خلال الرياضيات إدراك الروحانيات ولكنهم قصروا في إدراك عالم النفس والعبادة، الأمر والنهي، والوعد والوعيد. وأقصى ما وصلوا إليه حكايات ورموز متناقضةلا برهان عليها على عكس ما أتى به الرسل الذين سبقوهم وإقرارهم بالمبدع، إرادته وخلقه وكأن المحك هي صور المعاد. وهذا ظلم للحكماء لأنهم أيضاً أثبتوا خلود النفس، ثوابهاوعقابها. والرموز والحكايات مشتركة بين الحكمة والشريعة، بين الفلسفة والدين. كما استعمل الفلاسفة البراهين والأدلة على وجود المحرك الأول ووحدانيته. فالفكر الشيعي هناأقل انفتاحاً من الفكر الفلسفي الخالص الذي وحد بين الفلسفة والدين كلية، ومن ثم ظل أقرب إلى الكلام منه إلى الفلسفة. وقد ذكر الحكيم مرة واحدة، وبطريقة لا مشخصة في علاقةالنظر بالعمل، النظر ممهد للعمل، ونهاية الفكر أول العمل.

المصدر : من النقل إلى الإبداع مجلد2/ التحول


/ 1