نموذج الإسلامی هل هو معاصر؟ نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نموذج الإسلامی هل هو معاصر؟ - نسخه متنی

عبدالقادر طاش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. عبد القادر طاش

النموذج الإسلامي هل هو معاصر؟


هل الحضارة التي بناها الإسلام هي تراث من الماضي عفى عليه الزمن وجعله التطور البشريوالتقني غير صالح للإنسان المعاصر؟ وبعبارة أخرى: هل المعطيات الحضارية للإسلام ذات طبيعة معاصرة؟ وهل في رسالة الإسلام وحضارته ما يمكن أن يقدمه للعالم اليوم؟

إنإبراز الطبيعة المعاصرة للعطاء الحضاري للإسلام يمثل جوهر التحدي الفكري الذي يواجه المؤمنين بضرورة بناء النموذج الحضاري الإسلامي الذي يمثل بديلاً عن النموذجالحضاري الغربي بالنسبة للمسلمين وخياراً متاحاً مع النماذج الأخرى يمكن أن يستفيد منه الآخرون.

ويجلّي المفكر الإسلامي علي عزت بيجوفيتش _ رئيس جمهورية البوسنةوالهرسك _ هذه الخاصية الفارقة للإسلام فيقول في كتابه القيم (الإسلام بين الشرق والغرب): 'هناك فقط ثلاث وجهات من النظر متكاملة عن العالم هي: النظرة الدينية، والنظرةالمادية، والنظرة الإسلامية ويمكن إرجاع جميع الأيدولوجيات والفلسفات والتعاليم العقائدية من أقدم العصور إلى اليوم، في التحليل النهائي، إلى واحدة من هذه النظراتالثلاث العالمية الأساسية'.

ويشرح طبيعة كل نظرة من النظرات الثالث قائلاً: 'تأخذ الأولى (الدينية) فقط بدايتها وجود الروح، والثانية (المادية) وجود المادة، والثالثة(الإسلام) الوجود المتزامن للروح والمادة معاً. فلو كانت المادة وحدها هي الموجودة، فإن الفلسفة التي تترتب على ذلك هي الفلسفة المادية، وعلى عكس ذلك إذا وجدت الروح،فالإنسان بالتالي يكون موجوداً أيضاً. وحياة الإنسان تصبح بلا معنى بغير نوع من الدين والأخلاق. والإسلام هو الاسم الذي يطلق على الوحدة بين الروح والمادة. وهو الصيغةالأسمى للإنسان نفسه'.

ومن هنا ينبهنا بيجوفيتش إلى ملاحظة لافتة للنظر حين يقرر أن الغرب _ بشقيه الديني والمادي _ لم يفهم رسالة الإسلام ولم يدرك طبيعته. إنه يقول 'إنموقف الإسلام 'الوسط' يمكن إدراكه من خلال حقيقة أن الإسلام كان دائماً موضع هجوم من الجانبين المتعارضين: الدين والعلم. فمن جانب الدين اتهم الإسلام بأنه أكثر لصوقاًبالطبيعة والواقع مما يجب، وأنه متكيف مع الحياة والدنيا. ومن جانب العلم أنه ينطوي على عناصر دينية وغيبية. وفي الحقيقة يوجد إسلام واحد فحسب، ولكن شأنه كشأن الإنسان لهروح وجسم فجوانبه المتعارضة تتوقف على اختلاف وجهة النظر فالماديون لا يرون في الإسلام إلا أنه دين وغيب أي أنه ذو اتجاه 'يميني' بينما يراه المسيحيون كحركة اجتماعيةسياسية فقط أي أنه ذو اتجاه 'يساري'!

ويواصل تأكيد هذه النقطة فيقول: 'لقط أكد المتصوفة

دائماً على الجوانب الدينية للإسلام فقط بينما أكد العقلانيون على الجانبالآخر. وكلا الفريقين معاً لم يكن طريقه مع الإسلام ميسراً، وذلك لحقيقة بسيطة هي أن الإسلام لا يمكن حبسه في تصنيف أحد الفريقين دون الآخر' ويرى بيجوفيتش أن الفهم الصوفيللإسلام يحجّمه في 'صيغة دينية خالصة' وذلك من خلال استبعاد المكونات المادية والعقلية والاجتماعية منه. أما الفهم العقلاني للإنسان فهو يهمل الجانب الديني فيه وبذلكبهبط العقلانيون بالإسلام إلى 'مجرد حركة سياسية، جاعلين منه نوعاً من القومية، أو ما يمكن أن يسمى قومية إسلامية محرومة من جوهرها الديني والأخلاقي، فارغة ومتساوية معجميع القوميات الأخرى في هذا المجال'.



المصدر : الإعلام وقضايا الواقع الإسلامي

/ 1