روایة للأطفال و الفتیان بعنوان فوق القمة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روایة للأطفال و الفتیان بعنوان فوق القمة - نسخه متنی

محمد حسن بریغش

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

رواية للأطفال والفتيان بعنوان (فوق القمة)

محمد حسن بريغش

للقاص عطية زهري

رواية جديدة ترفد الأدب الإسلامي، وتخص أدبالأطفال والفتيان لأنها تمزج بين الحقيقة والخيال، وتعني بنواحي التربية والإعداد لشباب المسلمين، وهي تصور المجتمع الإسلامي الذي يتشكل رويداً رويداً، بالدعوةالصادقة إلى الله عزوجل على بصيرة، والإعداد الجيد القائم على فهم كتاب الله، وسُنة رسوله، والتفقه في دين الله عزوجل والالتزام بشريعة الله في كافة الشؤون. إنها ترسمللفتى المسلم طريق الإعداد الحقيقي ليكون مسلماً واعياً، يعبد الله على بصيرة، وينهض بمسؤوليته على هدى من الله وبصيرة. وتبين للشاب المسلم أن تحمل المسؤولية لا يقومعلى جهل وعاطفة، وإنما يحتاج إلى التفقه والعمل والإعداد الشامل، وتبين أيضاً أن هدف المسلم هداية الناس، وإنقاذهم من الضلال الذي يتبعه الظلم والفساد والطغيان وشتىالشرور والآثام والآلام.

تتحدث الرواية عن ملك ظالم، يعيث في الأرض فساداً، ويستعبد الناس ويأمرهم أن يتركوا كل ولاء لغيره، فهو الملك وهو الآمر الناهي، وهو المعبودمن دون الله عزوجل. لقد منع إقامة شعائر الله، وطارد العلماء والدعاة إلى الله. واستخدم الكاتب بعض الرموز التي تتناسب مع الشخصيات والأحداث، والأفكار. فالسلطة الطاغيةالمتجبرة رمز لها بالقمة والمطاردون من العلماء والدعاة والمظلومين يهربون إلى السفوح والغابة، والشاب الذي ينشأ مسلماً واعياً، يفهم دينه، فيحفظ كتاب الله، ويدرسحديث رسول الله (ص)، ويفهم شرع الله ويدرس التفسير والسيرة، والتاريخ والفقه، هذا الشاب يرمز له باسم (المحمدي). وابنة الملك التي تهتدي على يد العالم الداعية والدالمحمدي يرمز لها باسم (جميلة)، وكلها رموز لها علاقة بصفة صاحبها. ونتيجة لطغيان الملك، وملاحقته للعلماء، ومحاولته القبض على العالِم (والد المحمدي) الذي كان يعلمالناس دينهم، ويدعوهم لرفض العبودية لغير الله، نتيجة لذلك يهرب العالِم، مع زوجته التي فقدت بصرها وولده المحمدي ليعيشوا على أطراف الغابة، ويختار لهم العالِم مغارةبعيدة ومخبأً سرياً يصل إليه عبر سرداب مغلق لا يعرفه غير زوجته.

وتبين القصة كيف يربي العالِم أُسرته، حتى تصبح الزوجة عالِمة تحفظ كتاب الله مع ولدها، وتعرف سُنّةالنبي (ص) وتدرس شريعة الله، وتتدرب على مواجهة كل ظروف الحياة، فالعالِم يتقن الرمي والصيد ويستطيع تأمين حاجات أُسرته من الغابة، وكذلك يدرب ابنه على ذلك، ويربيهالتربية الإسلامية الصالحة.

وينشأ المحمدي وقد عرف حقائق الحياة، وتفقه في دين الله.

وأما الملك فلقد استمر في مطاردة المؤمنين، وبعث جنوده ليبحث عن العالِمالصياد حيث اتهمه بخطف ابنته (جميلة) التي اختفت من القصر، وفي أحد الأيام ألقت إحدى الدوريات لجنود الملك القبض على الصياد العالِم، وأَسَرَتْهُ، وأخذته للملك فزج به فيالسجن، وتوالت إرساليات الملك لمطاردة الهاربين من طغيانه.

ونهض المحمدي، الفتى الصغير بمسؤوليته بعد سجن والده، فصار يحصل على حاجات الأسرة، يصطاد ويقدم ما تحتاجهوالدته. ويتابع دراسته معها. وفي أحد الأيام استطاع قتل نمر في الغابة، ثم أخذ جلده ورأسه، واستخدمه للتخفي بواسطته، والتظاهر بأنه وحش مفترس إذا واجهته طوارئ صعبة.

وبهذه الطريقة استطاع قتل بعض جنود الملك، وسلب سلاحهم، ثم التقى فجأة بابنة الملك الهاربة (جميلة) التي كانت تبحث عن العالِم، وبعد أن اطمأنت للمحمدي ذهبت معه إلىالمغارة، وهناك عاشت مع والدته، وتعلمت أمور دينها، والقيام بمسؤولية البيت، وتعلمت بعد ذلك الصيد، والرمي، وبدأت تشعر بمسؤوليتها تجاه دينها ومجتمعها. وانتشرت فيالغابة المجموعات التي خرجت على سلطان الملك الطاغية، وأكثرها من العصابات التي لا تريد غير السلب والنهب، ما عدا مجموعة واحدة التقى بها المحمدي، وكانت تريد عبادة اللهعزوجل والخلاص من حكم هذا الطاغية الكافر، فأنس بهم وأنسوا به، وكوّنوا معاً مجموعة تسعى لفهم كتاب الله، ومواصلة الدعوة.

كان طريقهم طريق الدعاة الذين يدرسون كتابالله وسنة رسوله، ويعلمون أمور دينهم، ويتأدبون بأدب الإسلام، ويتخلقون بأخلاقه ويبنون حياتهم على أساس الأخوة والتعاون، والسعي لمرضاة الله عزوجل.

ونجحت هذهالمجموعة بالاتصال بالمجموعات الأخرى الخارجة على سلطان الطاغية، والعصابات التي خرجت للسلب والنهب فاستطاع المحمدي إقناعهم وهدايتهم، وبدأ بتعليمهم أمور دينهم ثمتعاونوا جميعاً على تكوين جيش مؤمن، يعبد الله، ويلتزم بشرعه، ويتدرب على قتال الكفار، ويتهيأ لإقامة شرع الله وتحرير الناس من الطاغية والفساد.

واستطاع هذا الجيشأن يزحف على القمة، وشاركت في ذلك ابنة الملك جميلة التي خرجت على فرسها ودخلت قصر أبيها مع الجيش المسلم الذي انتصر على جيش الكفر واستولى على القصر، وخضع الملك الذي رأىنفسه بين يدي ابن العالِم الذي سجنه، وبين يدي جند الإيمان، ومعهم ابنته المؤمنة، فضرب المسلمون المثل الحسن، فلم يريقوا الدماء، وإنما دعوا الملك للإيمان والتوبة، فتابوأسلم وزوّج ابنته للمحمدي وعادت المملكة إلى حياة الإسلام والسلام والطمأنينة والعدل والإرخاء.

* * *

لقد أراد كاتب القصة أن تكون روايته هذه للفتيان والأطفال.ولذلك كان الخيال عنصراً أساسياً فيها، ولكنه الخيال الإيجابي الذي يعزز صفات الشجاعة، والأمل، والثقة بالله، والطمأنينة إلى وعد الله، وعدم الخوف .. إلخ.

وكانت صورالبطولة والشجاعة والوعي تتمثل بالفتى المحمدي الذي تربى في أسرة مسلمة، وبجميلة التي هربت من حياة الترف لتحفظ دينها. وكانت تربيتهما تعطي نموذجاً وتوضح منهجاً لتربيةالأطفال، وتحدد المسؤولية الملقاة على الأبوين.

وجميلة كانت مثال الفطرة السليمة التي تستجيب للخير مهما كانت ظروفها، إذا أحسن الدعاة مخاطبتها.

والقصة بعمومهاتبين كثيراً من الخطوط المهمة في مسائل التربية، والدعوة، والإعداد المتكامل.







* في القصة الاسلامية المعاصرة


/ 1