شریعة الإسلامیة و حقوق الإنسان نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

شریعة الإسلامیة و حقوق الإنسان - نسخه متنی

صلاح الدین عامر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الشريعة الإسلامية وحقوق الإنسان

د.صلاح الدين عامر

ان الإسلام في دعوته إلى وحدة الأديان في مصدرها وفي جوهرها، وإلى الإيمان بجميعالرسل بلا تفريق بينهم ولا تعصب، إنما يدعو جميع الشعوب إلى وحدتها الإنسانية الكبرى، على أساس عقيدة موضوعية جامعة، إنسانية عالمية، تتوحد فيها وتتساوى على قاعدة وحدةالقيم الأساسية والأخوة الإنسانية والتعاون على البر. إنها عقيدة هادفة إلى تحرير الإنسانية من استغلال بعضها البعض، وإلى تأهيلها لرسالتها العلمية الكونية التي حملتمسؤوليتها الخالدة، والتي لا سبيل إلى القيام بها إلاَّ بعد التحرر من الاستغلال والاستعباد للحكم أو للشهوات ومن تبديد الطاقات من أجل منافع ذاتية أو في صراعات عنصريةأو طبقية تدمرها. فهي دعوة إلى الوحدة العالمية والأخوة الإنسانية تستمد حيويتها من عقيدة إنسانية موضوعية ذات شريعة عالمية متوازنة القيم، لا تتجزأ فيها الحريةوالعدالة ولا تتنافران. فلا حرية بلا عدالة، ولا عدالة بلا حرية. ولا يستعبد فيها الأفراد باسم الجماعة، ولا المجموع لصالح بعض الأفراد. فلا حرية ولا كرامة لجماعةأفرادها عبيد لحكام غير مسؤولين، ولا سلام لشعوب تفصل بينها هوة في مستوى المعيشة أو تمزقها صراعات عنصرية أو طبقية أو مذهبية.

ولا ريب أن هذا التطور الشامل لمشاكلالإنسانية في مجموعها، وهذه الدعوة إلى وحدة الإنسانية وحدة عقيدة ومصير، كانت جوهر وأساس التصور الإسلامي للمجتمع الدولي. ومن هنا، فإن معالجة الشريعة الإسلاميةوالفقه الإسلامي لحقوق الإنسان، انطلقت من هذه الأسس الراسخة.

وإذا كان المقام لا يتسع هنا لاستعراض موقف الشريعة الإسلامية فيما يتعلق بقضية حقوق الإنساناستعراضاً تفصيلياً شاملاً، فحسبنا أن نشير إلى |أن الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي كان لهما السبق المطلق في إرساء دعائم حقوق الإنسان في وقت السلم وفي وقت الحربعلى حد سواء.| فلقد أعلنت الشريعة الإسلامية المكانة السامية للإنسان في هذا الكون: (وَلَقَدْ كَرِّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَملْنَاهُمْ فِي البَرِّ وَالبَحْرِوَرَزقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّباتِ وَفَضَّلنَاهُمْ عَلَى كَثيرٍ مِّمَّنْ خَلقْنَا تَفْضِيلاً) (سورة الإسراء/ 70). (وَإِذ قَالَ رَبُّكَ للِمَلائِكةِ إِنَّي خَالِقٌبَشراً مِّن صَلصَالٍ مِّنْ حَمَإٍ مَّسنُونٍ فَإِذا سَوَّيتُهُ وَنَفَختُ فِيهِ مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدينَ فَسجَدَ المَلائِكَةُ كُلُّهمْ أَجْمَعُونَ،إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى أَن يَكُونَ مَعَ السَّاجِدِينَ) (سورة الحجر/ 28-31).

وأرست الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة بين البشر على أسس وطيدة. فالقرآن الكريم يقررالمبدأ العام: (إِنَّ أَكْرَمكُمْ عِندَ الله ِأَتْقَاكُمْ) (سورة الحجرات/ 13). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'يا الناسُ، إِنَّ رَبَّكم واحدٌ، كُلُّكم لآدم وآدم منتراب، إِنَّ أكرمكم عند الله اتقاكم، وليس لعربي على عجمي ولا لعجمي على عربي، ولا لأحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فَضْلٌ إلا بالتقوى. أَلاَ هل بَلَّغْت؟ اللهمفاشهد. أَلاَ فليبلغ الشاهدُ منكم الغائبَ'.

وكفلت الشريعة الإسلامية مبدأ المساواة أمام القانون: (إِنَّ اللهَ يأْمُرُكمْ أَن تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلىأَهْلهَا، وَإِذَا حَكَمْتُم بَينَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالعَدْلِ) (سورة النساء/ 58). (وَلاَ يَجرِمنَّكُمْ شَنآنُ قَومٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدلُوا اعْدِلُوا هُوَأَقْربُ لِلتَّقْوَى) (سورة المائدة/ 8). ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: 'إنما أهلك من قبلكم أنهم كانوا إذا سرق الشريفُ تركوه، وإذا سرق الضعيفُ أقاموا عليه الحدَّ.والله لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعتُ يدَها'.

ويكفل الإسلام الحرية الدينية، فلكل إنسان الحرية في اختيار العقيدة التي يؤمن بها: (لاَ إِكرَاهَ فِي الدِّينِ قَدتَّبيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ) (سورة البقرة/ 256). (وَلوْ شَاءَ رَبُّكَ لأَمنَ مَن فِي الأَرضِ كُلُّهمْ جَمِيعاً، أفَأَنتَ تُكرِهُ النَّاسَ حتَّى يَكونُوامُؤْمِنينَ) (سورة يونس/ 99). وقد كفلت الدولة الإسلامية لغير المسلمين الذين يقيمون فيها حرية العقيدة.

وقد أعلنت الشريعة الإسلامية حرية الفكر، ودعت الإنسان إلىالتأمل الدائب وإعمال العقل الذي يقود الإنسان إلى الهداية وإلى الطريق القويم: (أَفَلمْ يَسِيُروا فِي الأَرضِ، فَتكُونَ لَهُم قُلوبٌ يَعْقلُونَ بِهَا، أَوْ أَذَانٌيَسْمعُونَ بِهَا، فإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ، وَلكِن تَعْمَى القُلوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ) (سورة الحج/ 46). وقام نظام الحكم في الإسلام على أساس الشورى(وَشَاورْهُمْ فِي الأَمْرِ) (سورة آل عمران/ 159). (وَأَمْرُهمْ شُورَى بَيْنَهُمْ) (سورة الشورى/ 38).

ومن ناحية أخرى، أقامت الشريعة الإسلامية نظاماً إنسانياً متكاملاًلحكم سير عمليات القتال التي تخوضها الجيوش الإسلامية في حروبها ضد الأعداء.

وقد سبقت الشريعة الإسلامية الحركة الإنسانية المعاصرة بمئات السنين، ويُعَدّ المؤلِّفمحمد بن الحسن الشيباني أول مؤلف فقهي في القانون الدولي الإنساني.

المصدر : حقوق الإنسان مجلد4.(اعداد محمود شريف بسيوني)


/ 1