دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

(قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأَهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)(11)

أقول: إنَّ الله سبحانه في هذه المرحلة يخاطب آدم عليه السلام ويطلب منه أن يُنبأ الملائكة بتلك الأسماء، والإنباء ليس هو مجرَّد الإعلام بل يُطلَق على خبرٍ ذي فائدةٍ عظيمة وذلك الذي يحصل منه علم أو غلبة الظن. قال الراغب الاصفهاني في مُفرداته (النبأ خبرٌ ذو فائدة عظيمة يحصل به علم أو غلبة ظنٍّ، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتَّى يتضمَّن هذه الأشياء الثلاثة..) ومراجعة موارد استعمال الكلمة في القرآن الكريم أحسن دليل على ذلك قال تعالى:

(فقد كذبـوا فسيأتيهم أنبـاء ما كانوا به يستهزئون)(12) (ولقد جاءك من نبأ المرسلين)(13) (لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون)(14) (واتـل عليهم نبأ نوح إذ قال لقومه)(15) (قل هو نبأ عظيم)(16) (ألم يأتكم نبأ الذين كفروا من قبل فذاقوا وبـال أمرهم ولهم عذاب أليم)(17) (تلك القرى نقص عليك من أنبائها)(18) (نَبِّأْ عبادي إنِّي أنا الغفور الرحيم)(19) (قال هذا فراق بيني وبينك سأنبئك بتأويل ما لم تستطع عليه صبرا)(20)

ومن الواضح أنَّه تعالى كان يريد تثبيت شخصية آدم عليه السلام وبيان منزلته العظيمة لا كآدم عليه السلام فحسب بل باعتبار أنَّه المَنشأ للخلق الجديد الذي يُطلَق عليه إنسان ذو الخصوصيّات المتميِّزة بين سائر الموجودات.

وهل الله سبحانه كان يريد أن يتعرف الملائكة على مستوى علم آدم عليه السلام وعلى ضوئه يخضعوا له بالسجود؟ هذا ما اعتقد به جمعٌ من المفسرين مع ما يتوجَّه إليهم من الملاحظات التي لا يمكن التخلُّص من الكثير منها.

أقول: هناك احتمال آخر أقوى ممّا ذُكر يتلاءم مع الأحاديث الشريفة أيضاً، وهو أنَّه سبحانه بعد أن عرض على الملائكة تلك الأنوار الطاهرة خلفائَه على البرية وحججه على خلقه ولم يتعرف الملائكة لا على أشخاصهم ولا على أسمائهم، فبطبيعة الحال لم يسكن غليلهم ولم يطمئنوا حيث لم تتمُّ لديهم فلسفة خلق الإنسان، فأراد سبحانه من آدم عليه السلام أن يُعرِّفهم للملائكة بذكر أسمائهم قال يا آدم أنبأهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم أذعنوا بالأمر واستسلموا و انحلت تلك الشبهة الغامضة التي نشأت من رؤيتهم غير الصحيحة بالنسبة إلى خلق آدم وهي أتجعل فيها من يُفسد فيها ويسفك الدماء! ولابأس بالإشارة إلى حديثين في هذا المجال:

1- ما نقله العلامة المجلسي عن كتاب إكمال الدين:

(عن الصادق عليه السلام أن الله تبارك وتعالى علم آدم عليه السلام أسماء حجج الله كلها ثم عرضهم وهم أرواح على الملائكة فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين أنكم أحق بالخلافة في الأرض لتسبيحكم وتقديسكم من آدم قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم قال الله تبارك وتعالى يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنباهم بأسمائهم وقفوا على عظيم منزلتهم عند الله تعالى ذكره فعلموا أنهم أحق بأن يكونوا خلفاء الله في أرضه وحججه على بريته ثم غيَّبهم عن أبصارهم واستعبدهم بولايتهم ومحبتهم وقال لهم ألم اقل لكم إني أعلم غيب السموات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون)(21)

ما نقله العلامة المجلسي عن تفسير فرات ابن إبراهيم الكوفي:

(عن أبي عبد الله عليه السلام قال إن الله تبارك وتعالى كان ولا شئ فخلق خمسة من نور جلاله واشتق لكل واحد منهم اسما من أسمائه المنزلة فهو الحميد وسمّاني محمَّدا وهو الأعلى وسمى أمير المؤمنين عليا وله الأسماء الحسنى فاشتق منها حسنا ‏وحسينا وهو فاطر فاشتق لفاطمة من أسمائه فلما خلقهم جعلهم الميثاق عن يمين العرش وخلق الملائكة من نور فلما أن نظروا إليهم عظموا أمرهم وشأنهم ولقنوا التسبيح فذلك قوله تعالى وإنا لنحن الصافون وإنّا لنحن المسبحون فلما خلق الله تعالى آدم عليه السلام نظر إليهم عن يمين العرش فقال يا رب من هؤلاء قال يا آدم هؤلاء صفوتي وخاصتي خلقتهم من نور جلالي وشققت لهم اسما من أسمائي قال يا رب فبحقك عليهم علمني أسماءهم قال يا آدم فهم عندك أمانة سرّ من سرِّى لا يطَّلع عليه غيرك إلا بإذني قال نعم يا رب قال يا آدم أعطني على ذلك العهد فاخذ عليه

/ 67