الفصل الثاني السجود لآدم عليه السلام - دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الثاني السجود لآدم عليه السلام

والظاهر أنَّ كل ما جرى بين الله والملائكة لم يكن إلاّ تمهيداً لأمرٍ واحدٍ وهو السجود لآدم عليه السلام، لا لأنَّه آدم بل لأنَّه مَجرىً للخلافة الإلهيَّة ومحلاً للفيض الربّاني، فالسجود في الواقع كان لله سبحانه وتعالى فإنَّ أحاديثنا الشريفة تُبَيِّن لنا حقيقةَ الأمر في ذلك:

(ففي رواية عن إمامنا موسى بن جعفر عليه السلام عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن على عليه السلام (في رواية طويلة حول أسئلة سألها يهودي من أمير المؤمنين عليه السلام فقال علي في جواب إحدى تلك الأسئلة) ولئن اسجد الله آدم ملائكته فان سجودهم لم يكن سجود طاعة أنَّهم عبدوا آدم من دون الله عز ‏وجل ولكن اعترفوا لآدم بالفضيلة ورحمة من الله له) (بحار الأنوار ج10 ص29 رواية1 باب2).

ولم يأمر الله ملائكته بالسجود لآدم إلاّ بعد أن سوّاه ونفخ فيه من روحه حيث يقول:

(وإذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من صلصال من حمأٍ مسنون فإذا سويتُه ونفختُ فيه من روحي فقعوا له ساجدين)(1)

ففي الواقع لم يكن السجود لجسم آدم بل إنَّما هو لروحه المنتسب إلى الله تعالى وهو من أمر الله (ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا)(2)

وهناك أحاديث دالَّة على ذلك قد ذكرها المحدِّث الكليني رضوان الله تعالى عليه ننقل ثلاثة منها :

1- (عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عن عبد الله بن بحر عن أبي أيوب الخزاز عن محمد بن مسلم قال سألت أبا جعفر عليه السلام عما يروون إن الله خلق آدم على صورته فقال هي صوره محدثه مخلوقه واصطفاها الله واختارها على سائر الصور المختلفة فأضافها إلى نفسه كما أضاف الكعبة إلى نفسه و الروح إلى نفسه فقال بيتي ونفخت فيه من روحي)(3).

2- (محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد عن القاسم بن عروه عن عبد الحميد الطائى عن محمد بن مسلم قال سالت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل ونفخت فيه من روحي كيف هذا النفخ؟ فقال إن الروح متحرك كالريح وإنما سمى روحا لأنه اشتق إسمه من الريح وإنما أخرجه عن لفظة الريح لأن الأرواح مجانسة الريح و إنما أضافه إلى نفسه لأنه اصطفاه على سائر الأرواح كما قال لبيت من البيوت بيتي ولرسول من الرسل خليلي وأشباه ذلك وكل ذلك مخلوق مصنوع محدث مربوب مدبَّر)(4).

والظاهر أنَّ المراد من التصوير أيضاً ذلك حيث أنّه لا يُطلق على الإنسان إنسان إلاّ بعد أن تكتمل صورته الإنسانيَّة (لأنَّ شيئيَّة الشيء بصورته لا بمادته تأمَّل) وهذه الصورة تمثِّل ذلك الروح

/ 67