بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
دليل على ذلك:(ففي تفسير على بن إبراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن جميل عن أبي عبد الله عليه السلام قال .. كان إبليس منهم بالولاء و لم يكن من جنس الملائكة) (بحار الأنوار ج63 ص234 رواية73 باب3-ج63 ص273 رواية160 باب3) . والحاصل أنَّ جميع الملائكة بلا استثناء سجدوا لآدم عليه السلام إلاّ إبليس حيث كان كافراً من قبل إلاّ أنَّه كان يكتُم كفره فأبى واستكبر حينما أُمر بالسجود:(وعن أبي عبد الله عليه السلام قال فلما أمر الله الملائكة بالسجود لآدم أخرج ما كان في قلب إبليس من الحسد)(11)
ومن ثمَّ صار الكفر أقدم من الشرك
(ففي الكافي الشريف بإسناده عن مسعدة قال سمعت أبا عبد الله عليه السلام ... إلى أن قال وسئل عن الكفر والشرك أيهما أقدم فقال الكفر أقدم و ذلك إنَّ إبليس أوَّل من كفر و كان كفره غير شرك لأنه لم يدع إلى عبادة غير الله و إنما دعا إلى ذلك بعد فأشرك)(12) وأوَّل ما عصي به الله من الذنوب هو الكبر (فقال على بن الحسين عليه السلام… فأوَّل ما عصى الله به الكبر وهي معصية إبليس حين أبي و استكبر وكان من الكافرين)(13)
خلقـتُ بيـدَيّ !
والجدير بالذكر ما ورد في الآية المباركة حيث عاتب الله سبحانه إبليسَ (قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي استكبرت أم كنت من العالين)(14)فقد بيَّن سبحانه ميزةً خاصَّةً في خلق آدم حيث قال خلقت بيدي.قال الإمام قدِّس سرُّه نقلاً عن العارف الكامل كمال الدين عبد الرزاق الكاشاني في تأويلاته:(الإنسان هو الكون الجامع الحاصر لجميع مراتب الوجود فربُّه الذي أوجده فأفاض عليه كماله، هو الذات باعتبار جميع الأسماء بحسب البداية المُعبَّر عنه بالله، ولهذا قال تعالى: ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي بالمتقابلين كاللطف والقهر والجلال والجمال الشاملين لجميعها انتهى)(15)أقـول:وأمّا سائر الموجودات فقد خُلقت بيدٍ واحدة إمّا يد الجلال أو يد الجمال فالملائكة مثلاً مظاهر جمال الله سبحانه، وكذلك كثير من النباتات والجمادات كما أنَّ قسم من الجمادات والحيوانات قد تجلَّى فيها الجلال وأمّا الإنسان فهو الكون الجامع (وفيك انطوى العالم الأكبر)ثمَّ إنَّ قوله تعالى ما منعك؟ عتابٌ وهذا العتاب يدلُّ على أنَّ إبليس كان عالماً بخصوصيّات آدم عليه السلام وكان يعلم أنَّه لابدَّ أن يخضع له بالسجود حتَّى لو لم يكن هناك أمرٌ إلهي ناهيك عمّا لو كان أمرٌ في البين كما هو كذلك.من هـم العـالـون ؟موقف إبليس السلبي تجاه أمر الله وعدم سجوده لآدم عليه السلام لا يخلو من أحد الوجهين :ألف: أنَّه نابع عن الروحيَّة الاستكبارية الكامنة فيه أستكبرت وكان كذلك.ب : أنَّه ممن لم يُطلب منه أن يسجد لآدم لعلوِّه وسموِّ مرتبته أم كنت من العالين .وهاهنا سؤال يطرح نفسَه وهو: من هم العالون ؟ومن المعلوم أنَّ العالين هم الذين من أجلهم قد أمر الله أن يَسجد الملائكة لآدم عليه السلام ولولاهم لم يخلق الله آدما ولا كان زيد في الوجود ولا عمر وهذا واضح عند التمعُّن في ما ذكرنا