بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
h2>سابقاً، على أنَّ هناك حديثٌ نقله الشيخ الصدوق رحمه الله في كتابه كتاب فضائل الشيعة:(باسناده عن أبي سعيد الخدرى قال: كنا جلوسا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذ اقبل إليه رجل فقال يا رسول الله أخبرني عن قول الله عز و جل لإبليس استكبرت أم كنت من العالين فمن هم يا رسول الله الذين هم أعلى من الملائكة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين كنا في سرادق العرش نسبح الله وتسبح الملائكة بتسبيحنا قبل أن يخلق الله عز وجل آدم بألفي عام، فلما خلق الله عز وجل آدم أمر الملائكة أن يسجدوا له ولم يأمرنا بالسجود فسجدت الملائكة كلهم أجمعون إلا إبليس فانه أبي أن يسجد فقال الله تبارك وتعالى استكبرت أم كنت من العالين أي من هؤلاء الخمس المكتوب أسماؤهم في سرادق العرش الخبر) (بحار الأنوار ج11 ص142 رواية9 باب2).وقد نقل في كتاب كنز العمال أيضاً.
إبليس يبرِّر موقـفَه
من خصوصيات العبد المؤمن أن يُسلِّم جميع أموره إلى مولاه ويعلم أنَّه لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياةً ولا نشوراً، فهو الفقير بالذات كما أنَّ ربَّه هو الغني بالذات فالتساؤل والتردُّد في قبال أوامره تعالى دليل على عدم الإيمان به فكيف بالوقوف ومحاولة تبرير الموقف وتوجيه الجريمة وذلك بالقياس الباطل ، وهذا ما صدر من إبليس وعلَّم أولياءه حيث اعتمدوا على نفس الأسلوب فانظر إلى طريقة توجيه إبليس ومستوى جهله بل تجاهله (قال أنا خير منه خلقتني من نـار وخلقته من طـين)(16) (قال يا إبليس مالك ألا تكون مع الساجدين قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون ، قال فاخرج منها فإنك رجيم)(17)وإطلاق كلمة بشر يدلُّ على أنَّ إبليس تغافل عن الجانب الإنساني والنوراني فيه وقايس ما خُلق به هو النار ما خلق به آدم الطين ومن الطبيعي أنَّ هذا النمط من القياس ليس صحيحاً من جهات شتَّى:منـها: ما ورد الإشارة إليها سابقاً من أنَّ اللازم على العبد تسليم جميع أموره إلى مولاه لا ينحرف عنه قيد أنملة لأنَّ دينَ الله لا يُصاب بالعقول وقد وردت أحاديث كثيرة في ذلك نكتفي بحديثين منها:(ابن عصام عن الكلينى عن القاسم بن العلاء عن إسماعيل بن على عن ابن حميد عن ابن قيس عن الثمالى قال قال علي بن الحسين عليه السلام عليه السلام: إن دين الله لا يصاب بالعقول الناقصة و الآراء الباطلة و المقاييس الفاسدة و لا يصاب إلا بالتسليم فمن سلم لنا سلم و من اهتدى بنا هدى ومن دان بالقياس و الرأي هلك..)(18)ومن المعلوم أنَّ الدين لا يُراد منه العبادات والمعاملات فحسب بل يشمل جميع القضايا التِّي تمسُّ الدين فليس للعقول طريق للوصول إلى كنهها ومحتواها، والدليل عليه الحديث التالي:(محمد بن الحسن القطان عن عبد الرحمن بن أبي حاتم عن أبي زرعه عن هشام بن عمار عن محمد بن عبد الله القرشى عن ابن شبرمه قال: دخلت أنا وأبو حنيفه على جعفر بن محمد عليه السلام فقال لأبي حنيفة اتق الله ولا تقس الدين برأيك فان أول من قاس إبليس أمره الله عز وجل بالسجود لآدم فقال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ثم قال أتحسن أن تقيس رأسك من بدنك قال لا قال جعفر عليه السلام: فأخبرني لأي شئ جعل الله الملوحة في العينين والمرارة في الأذنين والماء المنتن في المنخرين والعذوبة في الشفتين قال لا أدرى..الخ الحديث)(19)ونفس الحديث بتفصيل آخر وأمثلة أخرى نقله صاحب كتاب دعائم الإسلام فراجع(2) ولا يخفى على القارئ الكريم أنّنا لا نريد القول ببطلان الاستنتاج العقلي بنحو مطلق حتّى ما اعتمد عليه علماء الأصول من الحسن والقبح العقليَين فإنَّ ذلك بابٌ آخر لا مجالَ للحديث عنه هنا فراجع مظانّه.منـها: أنَّ الله سبحانه يمكنه أن يخلق الأشياء لا من شيء أصلاً فالطين والنار ليس لهما دور في مستوى المخلوق منهما ولا علاقة كبيرة بين المخلوق والمخلوق منه، نعم هناك آثار خاصَّة لخصوص جسم كلٍّ منهما ، ومن هنا نشاهد سرعة انتقال الجنّ ودخولهم وخروجهم وحركتهم بحيث لا يمكن رؤيتهم بسهولة، حتى أنَّه تعالى في معجزة العصى شبَّه سرعة العصى واهتزازها بالجان: