الفصل الرابع صفات جنَّة آدم عليه السلام - دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل الرابع صفات جنَّة آدم عليه السلام

(وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس أبي فقلنا يا آدم إن هذا عدوّ لك ولزوجك فلا يخرجنكما من الجنَّة فتشقى)(1)

(وقلنا يا آدم أسكن أنت و زوجُك الجنة و كلا منها رغداً حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)(2) (ويا آدم أسكن أنت وزوجُك الجنة فكلا من حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين)(3)

قبل أن نبدأ الحديث حول الشجرة المنهيَّة لابدَّ لنا أن نعلم أنَّ الغرض من خلق آدم هو جعل (وليس خلق) خليفة في الأرض (لا في مكان آخر غير الأرض) حيث قال سبحانه إنِّي جاعلٌ في الأرض خليفة فالله سبحانه وتعالى أمره أن يسكن الجنّة وأن يأكل منها حيث شاء رغداً وقد نهاه الله عن التقرُّب إلى الشجرة وهو تكليف ومنع ولا تكليف ولا منع في الجنَّة أصلاً فيعلم أنَّ الجنَّة لم تكن أخرويَّة بل هي جنَّة أخرى وفي الحديث أنَّها جنّة من جنّات الدنيا وكانت في الأرض والمفروض أن يبقي فيها آدم ولكنه هبط منها بسبب تصرُّفه غير الصحيح من أكله الشجرة .

قال تعالى:

(فلا يخرجنكما من الجنَّة فتشقى)

فيفهم من هذا النهي أنَّه إرشادي أي أنَّ عصيانه يؤدِّي إلى الخروج من الجنة الذي ينجرُّ إلى الشَقاء والتعب الشديد الجسمي والروحي وقد مرَّ تفصيله وأيضاً العيش في الدنيا يستتبع الاكتساب والسعي لطلب الرزق وإعاشة الزوجة والعيال، ولو كان المراد من الشقاء هو ما يقابل السعادة الأخرويَّة لكان يشمل حواء أيضاً خصوصاً أنها كانت السبب الرئيسي للأكل من تلك الشجرة وكان الصحيح أن يعبَّر بـ(فتشقيا) فلِمَ أفرده سبحانه بآدم؟

على أنَّ الآيات التِّي تتلوا هذه الآية خير دليل على ما ادَّعيناه .

قال سبحانه:

(إن لك ألاّ تجوع فيها ولا تعرى وإنك لا تظمأ فيها ولا تضحى)(4)

فهذه هي صفات جنَّة آدم وصفات الدنيا هي عكسها.

(ثم أسكن سبحانه آدم داراً أرغد فيها عيشه وآمن فيها محلته وحذَّره إبليس وعداوته، فاغتره عدوُّه نفاسةً عليه بدار المُقام ومرافقةِ الأبرار فباع اليقين بشكه والعزيمةَ بوهنه واستبدل بالجدل وجلاً وبالاغترار ندما ثم بسط الله سبحانه له في توبته ولقّاه كلمة رحمتِه ووعده المردَّ إلى جنتِه فأهبطه إلى دار البليةِ و تناسل الذرِّية) (بحار الأنوار ج11 ص122 رواية 56 باب1).

بنو إسرائيل والمنُّ والسلوى

وهذا النمط من الحياة نشاهده بنحو مجمل في بني إسرائيل أيضاً حيث أنَّ القرآن الكريم يبيِّن حالات بني إسرائيل قبل الهبوط في سور ثلاثة (البقرة، الأعراف، طه) هم كانوا يتنعَّمون بنفس الأسلوب الذي كان عليه آدم عليه السلام قال تعالى:

(وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وإذ قلنا ادخلوا هذه القرية فكلوا منها حيث شئتم رغدا وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم وسنزيد المحسنين)(5)

و قال:

(وظللنا عليهم الغمام وأنزلنا عليهم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون وإذ قيل لهم اسكنوا هذه القرية وكلوا منها حيث شئتم وقولوا حطة وادخلوا الباب سجداً نغفر لكم خطيئاتكم سنزيد المحسنين)(6) والجدير بالذكر أنَّه تعالى قد ذكر في سورة طه قصَّة بني إسرائيل وقال:

/ 67