دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

أمرين:

1- الإهتمام البالغ بالمسألة وعدم التهاون بها حيث أنَّ العداوة تشمل الزوجة أيضاً ومن الطبيعي أنَّ آدم كان متعلقاً بزوجته ومستأنساً بها .

2- التنبيه المسبق لآدم عمّا سيحدث و هو أنَّ زوجتَه هي التِّي سوف تدعوه إلى الأكل من تلك الشجرة .

ولكنْ:

مع ذلك استطاع أن يُغوي آدم وذلك من خلال الوسوسة إليه (فوسوس إليه الشيطان قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)(17) والوسواس هو صوت الحلي والهمس الخفي ويستعين به الشيطان دائماً لإغواء الناس حيث يوسوس في صدورهم فلا بدَّ من الالتجاء و الاستعاذة بربِّ الناس لأجل النجاة من شرِّه كما قال تعالى:

(قل أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس)(18)

ومن الواضح أنَّ الإنسان لا يمكنه أن يعرف ربَّه إلاّ أن يعرف نفسَه مُسبقاً وبمعرفة النفس يمكنه أن ينجو من شرّ وساوس الشيطان فتأمَّل تعرف. ومن هنا نعرف السرّ في أهميَّة ذكر الله عندما يبتلى الإنسان بالشيطان لأنَّ الشيطان خنّاس فعند ذكر الله يفرّ وعند الغفلة يرجع ومن هنا سمِّيَ خنّاساً. (والمقصود الذي يخنس أي ينقبض إذا ذكر الله تعالى) وقوله تعالى:

(فلا أقسم بالخنس)

أي الكواكب التي تخنس بالنهار، والإنسان يمكنه أن يتخلص من الشيطان بمجرد أن يذكر الله:

(إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون)(19)

فعلى الرغم من أنَّ الله سبحانه قد حذَّر آدم من التقرُّب إلى تلك الشجرة إلاّ أن الشيطان قد استغل أسلوبه الخطير الذي هو التسويل والتزيين (قال يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد وملك لا يبلى)(20)

لأنَّ آدم عليه السلام كان يرغب في الخلود و البقاء في الجنَّة وشجرةُ الخلد تعني أنَّه سوف يُرسِّخ من خلالها جذوره في الجنَّة ومن ثمَّ سوف يصل إلى مُلكٍ لا يزول أصلاً .

ولكن كان هدف الشيطان أن يُزيل آدم وزوجته من تلك الحالة النورانيَّة التِّي شرحناها سابقاً حيث لم يكن يحتاج إلى اللباس ولم يكن يجوع حيث أنَّه لم يكن يطلق عليه الجسم بالمعنى الفعلي حتَّى يحتاج إلى الغذاء الجسماني نعم كان يتنعَّم بالأغذية الروحانية والمعنوية كما ورد في شأن رسول الله صلى الله عليه و آله وسلَّم:

(إن الملائكة طعامهم التسبيح وشرابهم التقديس)

ومن هنا نشاهد أنَّ الوصال في الصوم كان مباحا للنبي صلى الله عليه وآله وحرام على أمته ومعناه أنه يطوى الليل بلا أكل وشرب مع صيام النهار لا أن يكون صائما لأن الصوم في الليل لا ينعقد بل إذا دخل الليل صار الصائم مفطرا إجماعا فلما نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم أمته عن الوصال قيل له انك تواصل فقال :

(إني لست كأحدكم إنِّي أظل عند ربى يطعمني و يسقيني)(21)(وقد قال صلى الله عليه وآله أن عيني تنامان ولا ينام قلبي)(22) (العطار عن أبيه عن الاشعرى عن الجامورانى عن منصور بن العباس عن عمرو بن سعيد عن الحسن بن صدقه قال قال أبو الحسن الأول عليه السلام قيلوا فان الله يُطعم الصائم و يسقيه في منامه)(23) وإذا نجح في هذه المرحلة فسوف يمكنه أن يغويهما بسهولة في المراحل الأخرى:

(فوسوس لهما الشيطان ليبدى لهما ما وُرِى عنهما من سوآتهما وقال ما نهاكما ربكما عن هذه الشجرة إلا أن تكونا ملكين أو تكونا من الخالدين وقاسمهما إني لكما لمن الناصحين فدلَّهما بغرور)(24)

والظاهر أنَّ آدم كان معجباً بالملائكة حيث استغلَّ الشيطان هذا الإعجاب فقال إلا أن تكونا ملكين ولو كان آدم عارفاً نفسَه حقَّ المعرفة لكان من اللازم أن لا ينخدع بمثل هذا الكلام ومن المفروض أن يَردَّ على الشيطان بأنَّه أفضل من الملك! ولكنَّه لم يكن يعرف السرّ الكامن فيه والهدف الذي خلق

/ 67