بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فلولا الجسم وحدوده وأبعاده لما كان يتحقق مفهوم المكان ولولا المكان لما كان هناك زمانٌ في البين ولهذا نشاهد أنَّ الله سبحانه وتعالى يقول:(هل أتى على الإنسان حين من الدهر لم يكن شيئا مذكورا)(22)وقد شرحنا ذلك بالتفصيل في تفسيرنا لسورة الإنسان فراجع وأيضاً ينقل سبحانه عقيدةَ الدهريين بقولهم:(وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون)(23)وإن كانت هذه العقيدة باطلة من بنيانها.ومن هنا نشاهد أنَّه تعالى عندما يتحدَّث عن الحاجات التِّي نفتقر إليها في حياتنا الدنيويَّة يحدِّد صلاحيتها إلى حين (وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون وخلقنا لهم من مثله ما يركبون وإن نشأ نغرقهم فلا صريخ لهم ولاهم ينقذون إلا رحمة منا ومتاعا إلى حين)(24)(والله جعل لكم من بيوتكم سكنا وجعل لكم من جلود الأنعام بيوتا تستخفونها يوم ظعنكم ويوم إقامتكم ومن أصوافها و أوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين)(25)وقد وضَّحنا السر في ذلك(عند شرح معنى الهبوط) وسوف يتَّضح لك في ما بعد إنشاء الله.فإذاً إلى حين لا يعني إلى يوم القيامة بل يعني إلى يوم ما قبل القيامة لأنَّه عند قيام القيامة كلُّ شيء يتغيَّر فالشمس تتكور والكواكب تنتثر والبحار تتفجَّر.فهاهنا سؤال يطرح نفسَه وهو متى يتحقق ذلك الحين؟ وهل هناك سبيل للوصول إلى ذلك؟أقول: نعم هناك سبيل واضح للوصول إلى الجواب وهو الرجوع إلى أمر إبليس بعد إغوائه لآدم وزوجته وذلك لأنَّ حقيقة الدنيا متقوِّمة بإبليس وجنوده فلولاه لما كانت هذه البسيطة التِّي نعيش عليها هي الدنيا بل كانت الجنَّة بعينها كما كانت قبل عصيان آدم عليه السلام وقد شرحنا هذا الأمر بالتفصيل سابقاً فراجع.وأمّا إبليس فيطلب من الله أن يبقيه إلى يوم يوعدون:(قال رب فأنظرني إلى يوم يبعثون)(26) (قال أ رأيتك هذا الذي كرمت علي لئن أخرتني إلى يوم القيامة لأحتنكن ذريته إلا قليلا)(27)فكان إبليس عليه لعائن الله يريد البقاء إلى يوم القيامة وهل قبل الله هذا الطلب؟ كلا!! حيث أنَّه تعالى أجابه:(قال فإنك من المنظرين)ولكن إلى متى ؟؟(إلى يوم الوقت المعلوم)فهناك يومٌ موقوت محدَّد لا يُنظر الشيطان بعده ولم تقم القيامة حينئذٍ بعدُ فمادام لم يتواجد الشيطان فلا إغواء يعتري الإنسان نعم هذا لا يعني سلب الاختيار عن الإنسان تماماً بل هناك بعض من الناس الذين لا يزالون يعيشون الكفر والعصيان قطعاً ولكنَّهم غير ممكَّنين في الأرض ،فهناك أرضٌ وسماءٌ ولكنَّه لا يُطلَق عليها الدنيا وهو ذلك اليوم الذي وعد الله آدم ليرجعه إلى جنَّته كما في خطبة أمير المؤمنين الآتية وفي هذا اليوم سوف ينتقم الله من جميع الظالمين بالحجَّة عليه السلام وقد ورد في تفسير قوله تعالى:(أ فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه كمن متعناه متاع الحياة الدنيا ثم هو يوم القيامة من المحضرين)(28)وفي الحديث:(كنز العمّال روى الحسن بن أبي الحسن الديلمي بإسناده إلى محمد بن على عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله عز و جل ا فمن وعدناه وعدا حسنا فهو لاقيه قال الموعود على بن أبي طالب وعده الله أن ينتقم له من أعدائه في الدنيا و وعده الجنة له و لأوليائه في الآخرة) (29)