الفصل السادس علل الأحكام والتكاليف الإلهيَّة - دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الفصل السادس علل الأحكام والتكاليف الإلهيَّة

إنَّ بني آدم وبعد خروجهم من ذلك النعيم المعنوي افتقروا إلى تكاليف ذات أبعاد مختلفة وجوانب شتَّى لكي تعالج جميع الثغرات التي حصلت لهم جراء تلك المشكلة أعنى الهبوط فالله سبحانه بحكمته ولطفه لم يترك آدم وبنوه بحالهم بعد الهبوط بل مادام قد تاب آدم ورجع فلا بد من التفضل عليه وعلى بنيه بالتكاليف المتنوعة من الصلاة والصوم والحج والجهاد ووو.. كي ينجوا أنفسهم من الهبوط في دار الدنيا ويرجعوا إلى دار كرامته، فإذاً الحل الوحيد لمثل هذا الإنسان الهابط هو العمل بالتكاليف الإلهية وإن كان الإنسان الهادي لا يفتقر إلى التكاليف للوصول إلى جوار الرب حيث أنه يعيش الجنة ولكن حيث إن التكاليف هي قوانين شاملة ومستوعبة فلا يجوز فيها الاستثناء أصلا فلا بد للكل أن يعملوا بها الهابطون والهداة من غير فرق بينهم.

والجدير بالذكر إن هناك علاقة بين الأكل من الشجرة المنهيَّة التي أدَّت إلى الهبوط وبين التكاليف الإلهيَّة، وهذه العلاقة قد وصلت إلى مستوى العليَّة والمعلوليَّة، وفي علم المعقول هناك أصل ثابت يقول: أنَّ العلَّة والمعلول بينهما سنخيَّة وانسجام كامل بحيث أنَّ المعلول هو الذي يعكس العلَّة تماماً وهو الذي يُظهره عيناً ومن هنا يقال للمعلول المَظهر.

علل الشرائع و الأحكام

وعلى هذا الأساس نتمكَّن من معرفة الفلسفة العملية للأحكام والتكاليف المتنوِّعة فكُلُّ الأحكام والتكاليف ترجع إلى ما حدث في تلك الجنَّة (أعني جنَّة آدم)، تلك الحوادث التِّي أدَّت إلى خروج آدم منها ومن ثمَّ ابتلائه بعالم الكثرة كما مرَّ، كما أنَّ العمل بتلك التكاليف هي التِّي تضمن رجوع الإنسان إلى جوار ربِّه.

وقد اعتمد الإمام قدّس سرّه على هذا الأمر اعتماداً أساسياً وتحدَّث عنه في كتبه المختلفة قال إمامنا قدِّس سرُّه في كتاب الآداب المعنوية للصلاة بعد أن نقل الحديث التالي:

(عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن أبيه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله فقال يا محمد أنت الذي تزعم انك رسول الله وإنك الذي يوحى إليك كما أوحى إلى موسى بن عمران فسكت النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساعة ثم قال صدقت يا محمد فأخبرني لأي شئ توضأ هذه الجوارح الأربع وهي أنظف المواضع في الجسد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أن وسوس الشيطان إلى آدم ودنا آدم من الشجرة ونظر إليها ذهب ماء وجهه ثم قام وهو أول قدم مشت إلى الخطيئة ثم تناول بيده ثم مسها فأكل منها فطار الحلى والحلل عن جسده ثم وضع يده على أم رأسه وبكى فلما تاب الله عز وجل عليه فرض الله عز وجل عليه وعلى ذريته الوضوء على هذه الجوارح الأربع وأمره أن يغسل الوجه لما نظر إلى الشجرة وأمره بغسل الساعدين إلى المرفقين لما تناول منها وأمره بمسح الرأس لما وضع يده على رأسه وأمره بمسح القدمين لما مشى إلى الخطيئة)(1)

(عن معاوية بن عمار عن الحسن بن عبد الله عن آبائه عن جده الحسن بن على بن أبي طالب عليه السلام قال جاء نفر من اليهود إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسأله أعلمهم عن مسائل فكان فيما سأله أن قال لأي شئ فرض الله عز وجل الصوم على أمتك بالنهار ثلاثين يوما وفرض على الأمم السالفة اكثر من ذلك فقال النبي صلى الله عليه وآله أن آدم لما أكل من الشجرة بقى في بطنه ثلاثين يوما ففرض الله على ذريته ثلاثين يوما الجوع والعطش والذي يأكلونه تفضل من الله عز وجل عليهم .. قال اليهودي صدقت يا محمد)(2)

قال الإمام قدس سرُّه:

فمن هذه الأحاديث لأهل الإشارات و أصحاب القلوب استفادات منها إن خطيئة آدم عليه السلام مع أنها ما كانت من قبيل خطايا غيره بل لعلها كانت خطيئة طبيعية أو أنها كانت خطيئة التوجه إلى الكثرة التي هي شجرة الطبيعة أو كانت خطيئة التوجه إلى الكثرة الأسمائية، بعد جاذبة الفناء الذاتي ولكنها ما كانت متوقعة من مثل آدم عليه السلام الذي كان صفيّ الله والمخصوص بالقرب والفناء الذاتي ولهذا أعلن الذات المقدسة وأذاع بمقتضى الغيرة الحبِّية عصيانَه وغوايته في جميع العوالم وعلى لسان الأنبياء عليهم السلام، وقال تعالى: وعصى آدم ربه فغوى.

ومع ذلك، لابد من التطهير والتنبيه بهذه المثابة له ولذريته التي كانت مستكنة في صلبه ومشتركة في خطيئته بل اشتركوا في الخطيئة بعد الخروج من صلبه أيضا فكما أن لخطيئة آدم وأبنائه مراتب ومظاهر فأول مرتبتها التوجه إلى الكثرات الاسمائية و آخر مظهرها الأكل من الشجرة المنهية التي صورتها

/ 67