بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
العظيم)(38)فالرضوان الإلهي أكبر بنحو مطلق وليست هناك منزلة أعلى وأرقى منه وذلك هو الفوز العظيم.
الرؤية الكونية ورحمة الربّ
ولا يخفى أنَّ رحمة الله لا تختص بالآخرة بل هي في الدنيا أيضاً فالإنسان الذي لا يعيش الاختلاف والنزاع ولا يعيش كثرات المادة فهو بالفعل مشمول لرحمة الله تعالى لأنَّ حالته النورانيَّة والمعنوية التي اكتسبها تجعله يعيش الذكر الدائم والاطمئنان المستمر (ألا بذكر الله تطمئن القلوب)والسعادة الحقيقية، وذلك لأنه رغم تواجده في الدنيا يعيش عالم والملكوت بل الجبروت وينزجر من عالم الملك كما قال أمير المؤمنين عليه السلام مخاطباً همّام :(لولا الأجل الذي كتب الله عليهم لم تستقر أرواحهم في أجسادهم طرفه عين شوقا إلى الثواب و خوفا من العقاب عظما)(39)ومن هنا نراه يستغفر الله بمجرد توجهه إلى عالم الملك والمادة وإن كان هذا التوجه من غير قصدٍ أو أن التكليف فرض عليه ذلك، كما كان علي عليه السلام حيث كان يحكم بين الناس وهو على كرسيِّ الخلافة والقضاء فالحكم بين الناس أمر لا بد منه ولكن رغم ذلك كان يجعله يعيش في عالم الملك ولو ساعات ومن أجل هذا الأمر كان في قيام الليل وأوقات السحر يبكي حتى يغمى عليه ويتوب كما نقل عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:(ليران على قلبي وإني لأستغفر الله في كل يوم سبعين مرة)ثم إنه ليس هناك أي انفصال بين هذه الحالة النورانية ونورانية البرزخ والقيامة بل كلها أمر واحد حيث أن عالم التجرد لا تعتريه الكثرة والتفرق فلا زمان يحكمه ولا مكان يحدُّه فالجنة الحقيقية يعيشها المؤمن وهو على الأرض والنار يعيشها الكافر وهو على الأرض.العبودية = الرجوع إلى الله =الرحمة الإلهية ومن خلال ما ذكرنا اتَّضح لك أن العبودية المنصوصة في قوله تعالى:(وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون)تعنى الرجوع إلى الله والعيش في ظل كرامته المستفادة من قوله تعالى (أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون)وهي بنفسها الرحمة الإلهية المذكورة في قوله تعالى :(ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم)وقال إمامنا سيِّد الساجدين زين العابدين عليه السلام:(.. ولم تترك عبادك هملا ولا سدى ولم تدعهم بغير بيان ولا هدى ولم تدعهم إلا إلى الطاعة ولم ترض منهم بالجهالة والإضاعة بل خلقتهم ليعبدوك..)
العبودية الاجتماعية
و ما ذكرناه إنما كان على صعيد الفرد لا المجتمع.(الكافي عدة من أصحابنا عن احمد بن محمد عن ابن أبي نصر عن حماد بن عثمان عن أبي عبيدة الحذاء قال سالت أبا جعفر عليه السلام عن الاستطاعة و قول الناس فقال و تلا هذه الآية و لا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم يا أبا عبيده الناس مختلفون في أصابه القول و كلهم هالك قال قلت قوله إلا من رحم ربك قال هم شيعتنا و لرحمه خلقهم و هو قوله و لذلك خلقهم يقول لطاعة الإمام)(40) وسيتضح لك هذا إنشاء الله تعالى