إقنـاع الملائـكة - دولة المهدی المنتظر (عج) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

دولة المهدی المنتظر (عج) - نسخه متنی

ابراهیم الانصاری البحرانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

يرتكب الجرائم البشعة من الإفساد في الأرض بل سفك الدماء حيث يقولون:

(..أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ..) (البقرة/30).

أما كيف علموا ذلك فلسنا بصدد الحديث عنه هنا - فبناءً على ذلك يكون استفهام الملائكة أمراً طبيعيّاً وفي محلِّه .

إقنـاع الملائـكة

وكيف أجابهم الله جلَّ شأنه؟

(..قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة/30).

فلم يُنكر سبحانه تلك الأمور أعني الإفساد في الأرض وسفك الدماء كظاهرة سوف تصدر من هذا البشر بل الظاهر أنَّه قد قرَّرها ، ولكنه سبحانه بيَّن للملائكة أنَّهم جاهلون بما يعلمه هو .

وهاهنا يتوجَّه سؤال وهو: ماذا كان يعلم الله سبحانه وتعالى؟ هذا ما سيتبيَّن من خلال البحث . قال سبحانه:

(وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا..) (البقرة/31).

هناك ارتباط وثيق بين الإسم والمُسمّى بحيث كلما يذكر الاسم وكأنَّ المُسمى قد حضر لدى السامع ، لأنَّ الاسم ليس هو إلاّ مرآة للمسمَّى ولهذا قالوا أنَّ وجود الاسم هو وجود المسمى أو بالأحرى تنزيل للمسمّى وتجلٍّ له ولهذا نشاهد انتقال الجمال والقبح من المسمَّى إلى الاسم.

وعلى ضوء ذلك أقول:

إنَّ الله سبحانه قد علَّم آدم الأسماء كلها وذلك بدليل الآية المباركة حيث التأكيد بـ ( كلِّها ) مضافاً إلى الجمع المحلَّى باللاّم الدال على العموم ، وهذه الأسماء كلَّها كاشفة عن المُسمَّيات العينية الخارجية فهي كانت حقائق لم يتيسَّر للملائكة الوصولُ إليها ولم تعرف الملائكة أسمائها من قبل أن ينبأهم آدم بأهمِّها التّي كانت مستوعبة ومخيِّمة على سائر الأسماء كما سنبيِّن ذلك . والأحاديث المبيِّنة لتلك الأسماء تتلخَّص في طوائف ثلاثة:

الأوَّل:

(عن الفضل بن عباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله عز وجل وعلم آدم الأسماء كلها ما هي؟ قال: أسماء الأودية والنبات والشجر والجبال من الأرض) (بحار الأنوار ج 11 ص 471 رواية 19 باب2).

الثاني:

(عن أبي العباس عن أبي عبد الله عليه السلام قال سألته عن قول الله وعلم آدم الأسماء كلها ماذا علمه قال الأرضيين والجبال والشعاب والأودية ثم نظر إلى بساط تحته فقال و هذا البساط مما علمه) (بحار الأنوار ج11 ص147 رواية18 باب2)

الثالث:

(عن داود بن سرحان العطار قال كنت عند أبي عبد الله عليه السلام فدعا بالخوان فتغدينا ثم جاءوا بالطشت والدست سنانه فقلت جعلت فداك قوله وعلم آدم الأسماء كلها الطست والدست سنانه منه فقال الفجاج والأودية وأهوى بيده كذا وكذا) (بحار الأنوار ج11 ص147 رواية20 باب2).

وأسـمائكم في الأسـماء

ولكن حيث أنّه لم تكن لجميع هذه الأسماء علاقة بمقام الخلافة الإلهيّة نجد أنَّه تعالى يعرض قسما مميَّزاً منها خاصَّة أعني مسمَّياتها ومصاديقها وبطبيعة الحال كانت لتلك المُسميّات علاقةً بالمهمِّ أعني الخلافة التِّي كان سبحانه بصدد إفهامها للملائكة لغرض توجيه خلق آدم عليه السلام .

أنظُر إلى هذا التعبير وتأمّل في كلمة (ثم) في قوله تعالى : (ثمَّ عرضَهم على الملائكة)(1).

فإنها قد فصَّلتْ بين جميعِ الأسماء وبين التّي عُرضَتْ على الملائكة . وتأمَّل أيضاً في الضمير (هم) فإنَّه لو كانت الأسماء هي المعنيَّة والمعروضة عليهم دون المسمَّيات أو كانت تعني المسميات

/ 67