بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
التِّي لا تمتلك التعقُّلَ لكان التعبير الصحيح هو (عَرضَها) لا (عَرضَهُم).وأصرح من ذلك قوله تعالى:(فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين)(2)فهل يحتمل من يعرف ألف باء اللغةِ العربيةِ أنَّ كلمة هؤلاء تعني الموجودات من الجبال والشعاب والأودية والنبات والشجر بأصنافها؟! .أقـول:بل إنَّما هي أسماء من سيَأتون على الأرض من ذريَّة آدم الذين هم محلّ الاحتجاج والنزاع وبوجود تلك الذرِّية يمكن تبرير خلق آدم عليه السلام وجعله خليفة في الأرض ، وبهم تُجبَر جميعُ المفاسد التِّي سوف يرتكبها بعضُ أولاد آدم عليه السلام ولا يخفى أنَّ كلمة هؤلاء تدلُّ على حضورهم بعينهم آنذاك وهم بعرشه محدقين .ولعلَّ قوله عليه السلام في الزيارة الجامعة الكبيرة وأسمائكم في الأسماء إشارة إلى هذه الحقيقة حيث كانت أسمائهم في الأسماء التِّي علَّمها الله آدم عليه السلام .ثمَّ إنَّه على ما ذكرناه يمكننا معرفة ما تروم إليه الأحاديث المتظافرة في هذا المجال، ورعاية للاختصار نذكُر بعضها:ذكر العلامة المجلسي رحمه الله في البحار عنواناً في مساواة علي عليه السلام مع آدم وإدريس ونوح عليهم السلام نقله عن كتاب مناقب آل أبي طالب ، ومن جملة ما ذكر الروايةَ التالية:(بإسناده عن على عليه السلام قال النبي صلى الله عليه وآله: يا على أنت بمنزله الكعبة تُؤتى ولا تأتي، آدم باع الجنة بحبّات حنطة فأُمر بالخروج منها قلنا اهبطوا منها جميعا وعليٌ اشترى الجنة بقرص فأُذن له بالدخول فيها وجزاهم بما صبروا جنة، علم آدم الأسماء كلها وكان اسم علي وأسماء أولاده عليه السلام فعلَّم اللهُ آدم أسماءهم) (بحار الأنوار ج 39 ص 48 رواية 15 باب73)وفي كتاب الإحتجاج للطبرسي:(عن أبي محمَّد العسكري عليه السلام .... فقال رسول الله وهل شرفت الملائكة إلا بحبِّها لمحمَّد وعليٍّ وقبولها لولايتهما انه لا أحد من محبِّي عليٍّ عليه السلام نظف قلبه من قذر الغش والدغل والغل ونجاسة الذنوب إلا كان أطهر وأفضل من الملائكة، وهل أمر الله الملائكة بالسجود لآدم إلا لما كانوا قد وضعوه في نفوسهم إنه لا يصير في الدنيا خلق بعدهم إذا رفعوهم عنها إلا و هم يعنون أنفسهم أفضل منهم في الدين فضلا و أعلم بالله و بدينه علما، فأراد الله أن يعرفهم أنهم قد أخطئوا في ظنونهم واعتقاداتهم فخلق آدم و علمه الأسماء كلَّها ثم عرضها عليهم فعجزوا عن معرفتها ، فأمر آدم أن ينبئهم بها و عرفهم فضله في العلم عليهم ، ثم أخرج من صلب آدم ذريَّة منهم الأنبياء والرسل و الخيار من عباد الله أفضلهم محمَّد ثم آل محمَّد، ومن الخيار الفاضلين منهم أصحاب محمَّد وخيار أمه محمَّد ، و عرف الملائكة بذلك أنهم أفضل من الملائكة إلى آخر الحديث...)(3)والرواية التالية المنقولة في الكافي خير شاهد على ذلك :(عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن فضال عن أبي جميلة عن محمد الحلبي عن أبي عبد الله عليه السلام قال أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: أن الله مثَّل لي أمتي في الطين و علمني أسماءهم كما علم آدم الأسماء كلها فمرَّ بى أصحاب الرايات فاستغفرت لعلي و شيعته أن ربى وعدني في شيعة علي خصلة ، قيل يا رسول الله و ما هي قال المغفرة لمن آمن منهم..)(4)أقـول:الظاهر أن قوله عليه السلام ( علَّمني أسمائهم ) ثم تشبيهه صلى الله عليه وآله هذا التعليم بتعليم آدم عليه السلام الأسماء كلّها يدلُّ على أنَّ الأسماء التِّي علمَّها الله آدم عليه السلام ليست هي أسماء الجمادات والنباتات والحيوانات فقط بل هي شاملة للإنسان أيضاً.