والظاهر أن العزلة التي أوصى بها أئمة أهل البيت عليهم السلام هي العزلة التي يُراد منها حفظ النفس وعدم الزج في متاهات الإتجاهات السطحية، أو الولوج في معترك الحياة المادية التي لا تصب مصلحتها في خط أئمة الهدى عليهم السلام، وإلا فإن أئمة أهل البيت عليهم السلام يحثون شيعتهم بالتصدي في كل ما من شأنه مصلحة مذهبهم وخدمة شيعتهم، بل الحث على ذلك يظهر من روايات ليس هنا محل التعرض لها. وقال المفضل بن عمر: سمعت الصادق جعفر بن محمد يقول: من مات منتظراً لهذا الأمر كان كمن كان مع القائم في فسطاطه، لا بل كان كالضارب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وآله بالسيف.