ممارسة المرأة حق الشوری نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ممارسة المرأة حق الشوری - نسخه متنی

فتنت سیکة بر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ممارسة المرأة حق الشورى

* د. فتنت سيّكة برّ

صحيح أن القرآن الكريم ـ وهو يشكل دستور حياة المسلمين ـ يرسم سياسةالدولة التي أنشأها محمد(ص) وأن الله عزوجل هو مصدر السلطات وفق ما جاء به كتابه الكريم لقوله تعالى: (إن الحكم إلا لله) يوسف/ 40. (ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها)الجاثية/ 18.

وأن السلطة الشارعة في الإسلام، هي إذن من عند الله، وليس لأحد من الناس رجالاً ونساء يد فيها، وهي ثابتة لا تتغير بتغير الأزمان، إذ (لا تبديل لكلمات الله)يونس/ 64، ومَن يفعل ذلك (ومَن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) البقرة/ 231، (وتلك حدود الله يبينها لقوم يعلمون) البقرة/ 230.

ولكن في الأمور التي لم ينزل فيها نص شرعي قاطع، فقد كانالرسول يستشير فيها أصحابه عملاً بالآية الكريمة: (وشاورهم في الأمر) آل عمران/ 159.

حتى اعتبرت (الشورى) في الشرع الاسلامي من أسس الحكم، ما لم تمسّ هذه الشورى أصلاً منأصول العقيدة والإيمان.

وإن النبي(ص) الذي استشار أصحابه في بعض الأمور المستجدة التي لم ينزل فيها نص صريح، أخذ أيضاً بمشورة بعض النساء ممن اشتهرن بالعقل الراجح،والذكاء الوقاد، والرأي السديد، والإخلاص في العقيدة في أشد المواقف حرجاً وخطورة.

1 ـ مشورة النبي(ص) للسيدة خديجة:

ولعل من أشهر المشورات النسائية التي أخذ بهاالنبي (ص)، وكان لها الأثر البالغ في تدعيم الدعوة الاسلامية وانتشارها، وتثبيتها في قلوب المسلمين، استشاراته للسيدة خديجة أم المؤمنين التي كانت طيلة حياتها ومنذ بدءالدعوة الاسلامية، خير مستشار للرسول، ونعم الناصح الأمين حتى صح فيها قول ابن إسحاق من أنها (كانت له وزير صدق على الإسلام)، فتكون السيدة خديجة ـ والحال هذه ـ أول امرأةفي العالم تفوز بهذا اللقب السياسي: (الوزير).

2 ـ مشورة النبي لأم سلمة:

كذلك استشارة النبي (ص) لأم سلمة إحدى زوجاته التي أشارت عليه بمشورة أخذ بها. وكان لها أثركبير في تدعيم صفوف المسلمين، وعدم انشقاقهم بعد صلح الحديبية، وتفصيل هذه المشورة على سبيل المثال كما جاء في (السيرة الحلبية) هي: (أن النبي بعد أن فرغ من كتاب صلحالحديبية بينه وبين كفار قريش، اختلف المسلمون في شروط الصلح، وكاد أن يحدث بينهم انشقاق إذ أمرهم النبي بالحلق وبالنحر، على اعتبار أن موقع الحديبية يعتبر أكثره فيالحرم، فاستبشر البعض بقبول عمرتهم وحلق. ورفض البعض الآخر الحلق. إنما أقصر شعره رجاء أن يحلقوا بعد طوافهم بالبيت. وقد أعاد الرسول على مسمعهم مراراً الأمر بالحلق فلميحلقوا، فدخل على (أم سلمة) وهو شديد الغضب. فقالت له: (ما لك يا رسول الله؟) وأعادت عليه السؤال أكثر من مرة، وهو لا يجيبها، ثم ذكر لها ما لقي من الناس وقال لها: (هلكالمسلمون يا أم سلمة، أمرتهم أن ينحروا ويحلقوا فلم يفعلوا). فقلت له أم سلمة: (يا رسول الله، لا تَلُمهم، فإنهم قد داخلهم أمر عظيم، مما أدخلتَ على نفسك في أمر الصلح،ورجوعهم بغير فتح).

وهي تعني بقولها هذا، أن قبول النبي(ص) بصلح الحديبية اقتضى منهم العودة إلى المدينة دون أن يدخلوا مكة، ليؤدوا العمرة ويطوفوا حول الكعبة ثمينحروا البدن ثم يحلقوا الرؤوس كما هو معروف.

ثم أشارت أم سلمة على النبي (ص) أن يخرج من داره، ولا يكلم أحداً من الناس وينحر بدنه ويحلق رأسه. فأخذ النبي بالمشورة وعملبها دون أن يكلم أحداً وهوى بالحربة إلى البدن رافعاً صوته: (بسم الله، الله أكبر)، ثم دخل (ص) قبة له، ودعا (بَخْراش الحلاق)، فحلق رأسه، ورمى شعره على شجرة.. ولما رأى الناسذلك منه، قاموا فنحروا وحلقوا مقتدين بنبيهم الكريم. وهكذا فُضّ النزاع وحُلّت المشكلة. فالتفت النبي عندئذ إلى (أم سلمة) وقال لها: (حبّذا أنتِ يا أم سلمة، لقد نجّا اللهبك المسلمين اليوم من عذاب أليم).

ثم انصرف النبي(ص) ومعه المسلمون قافلين إلى المدينة بعد أن أقاموا بالحديبية تسعة عشر يوماً أو عشرين).

/ 1