الخصائص النفسية في مجاز القرأن
ليس امراً سهلاً , ان يساير النص الادبي النفس الانسانية , وليس هيناً ان تتطلب النفسايضاً نصاً ادبياً , فالنفس جموح لا تهدأ , وغروف لا تكبح , وشرود لا يسيطر عليها نص اعتيادي , او فن قولي , دون ان تتمثل به أرقى مميزات الانجذاب التلقائي , والبعد النفسانيالمتوازن , فتقبل عليه النفس اشتياقاً او ايناساً , وتعزب عن سواه نفوراً او ايحاشاً . النص وجودتهوحدهما يهيئان المناخ المناسب في النفس الانسانية اقبالا على النص اوعزوفاً عنه . ومن ثم فالمجاز القراني وهو ينقل اللفظ من صورة الى صورة اخرى على النحو الذي يريده المصور , فاذا اراد صورة متداعية في القبح ساق اللفظ الى ما يمثل تلك الصورةبما هو اردأ منها في صيغتها الحقيقية , فأنت تستطيع في المجاز تكييف النص الادبي نحو المعنى المراد , دون توقف لغوي او معارضة من دلالة اللفظ المركزية , وذلك بحسب ما تريدهمن أثارة النفس , او الهاب العاطفة , او أذكاء الشعور في حالتي الترغيب والتنفير ,وهما حالتان متعلقتان بالحس العاطفي لدى الانسان , وناظرتان الى الانفعالات الوجدانية فيالنفس الانسانية .
أ - في توجيه النفس نحو الترغيب تقف على قاصرات الطرف في حكايتها المجازية في قوله تعالى :
( وعندهم قاصرات الطرف عين , كأنهن بيض مكنون ) . والحدثحقيقي الوقوع بأبعاده التصويرية المتأنقة , ولكنك ترى ما في الوصف , والتعبير عن النساء بقاصرات الطرف وليس في طرفهن قصور , من التراصف البياني المرتبط بأثارة النفسللتعلق بمن تنطبق عليه هذه العبارة , او تتحقق فيه هذه الاوصاف التي تطمئن اليها الروح الانسانية وتهش لها الذات البشرية , ويتطلع اليها الخيال متشوقاً مع نقاء الصورة ,ولطف الاستدراج ورقة الترغيب المتناهي , فقد وصف نساء اهل الجنة بحسن العيون الناظرة الى ازواجها فحسب عفة وخفراً وطهارة , دون التردد في النظر الى هذا وذاك , وأضاف الىهذا الملحظ التشبيه الحسي بالبيض المكنون على عادة العرب في وصف من اشتد حجابه , وتزايد ستره , بأنه في كن عن التبرج , ومنعه من الاستهتار . ب- وأما في التنفير فتزدادالنفس عزوفاً وتتوارى عن الصورة المتخيلة او المتجسدة نفوراً , حتى يبدو الاشمئزاز منها واضحاً والاستهانة بوخامتها متوقعاً فضلا عن الهلع والرعب في صورة الهلع والرعب ,والخوف والتطير في نموذج الخوف والتطير اذا حققت هذا او ذاك الصورة الشديدة في التنظير المجازي , وان شئت فضع يدك على الدلالة المجازية في أرسال الريح العقيم على عاد وهي (ماتذر من شئ أتت عليه ) من قوله تعالى : ( وفي عاد أذ أرسلنا عليهم الريح العقيم , ما تذر من شئ أتت عليه الا جعلته كالرميم ) .
سترى كيف ازدادت عندك الحالة المتصورة سوءا ,وكيف نفر منها طبعك فراراً , فما هو شأن هذه الريح المشومة التي أسند اليها التدمير التام ( ما تذر ) واسندت اليها الفاعلية في يسر ومطاوعة ( أتت) حتى جاءت بعذاب الاستئصال ,فما هي خصائص هذه الريح بهذه المطاوعة في التسخير للهلاك العام حتى عاد كل شئ ( أتت عليه ) كالورق الجاف المتحطم , نظراً لشدة عصفها وسرعة تطايرها وخفة مرورها .
وحديثالنفس في مجاز القران ذو سيرورة وانتشار حتى عاد جزءاً قويماً من خصائصه الفنية دون ريب , وهو يتجلى في عدة مظاهر تقويمية يمكن الاشارة اليها بما يلي :
1- في نماذجالمجاز القرأني نجد دلالة ذات اهمية مشتركة بيانية ونفسية في ان واحد , يعبر في هذه الدلالة عن علاقة اللغة بالفكر , والفكر بالعاطفة , والعاطفة بالنفس .
2- في هذاالخصوص كثيرا ما يفجؤك المجاز القراني وقد تعدى حدود اللغة الى النفس ومناخ الاتساع الى الخيال , فهو طالما تجده يسند الاحساس الى الجماد , فيصفه بالفاعلية , لتتوجه النفساليه وينحصر الحدث به وكأنه فاعله , ويريك الحركة وهي دائبة في العوالم الصماء , فكأنها ناطقة تتكلم , فيصك بذلك اسماعاً غير واعية , واذاناً غير صاغية , ويضفي ملامح القوةعلى ما لا قوة فيه , وكأنه رائد متمكن , وليس هذا وذاك الا من مظاهر الخصائص النفسية في الاسلوب الذي يحرك الضمائر حيناً ويهز المشاعر حيناً اخر , ويبعث الخواطر سواهما ,ولعله يريد بذلك ان يفجر روافد جديدة ذات اطار تجريبي في محاكاة غير المحسوس للمحسوس , ومماثلة الادراك في غير المدرك كما هو في المدركات , لان في ذلك انتقالاً في الصورةالى داخل النفوس وواقع الخبايا في النفس المعتبرة بما تضفيه المجازات القرانية من ابعاد جديدة , ولعل خير ما يمثل هذا الاتجاه الحيوي التأمل في كل من قوله تعالى :
أ- (وضرب الله مثلاً قرية ً كانت أمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغداً من كل مكان ....) .
ففي هذا الأنموذج الاعلى عدة استعمالات مجازية تدور حول هذا الفلك من البيان العربيالصميم ومهمته اذكاء الحفيظة في النفس لتلافي التقصير المتعمد في ذات الله , فقد وصف القرية بكونها امنة مطمئنة , وقد علم بالضرورة ان الامن والاطمئنان لا تتصف بهما مرافقالقرية وجدرانها , وانما يتنعم بها اهلها وسكانها , فعبر مجازاً عن طريق اطلاق اسم المحل وهو القرية على الحال فيها وهم الاهل والسكان .
وعبر عن الرزق بانه يأتي والرزقليست له حركة ولا ارادة في التنقل والقصد , وانما الله تعالى هو الذي يسخر من يجلب الارزاق , ويأتي بها وهو الرازق ذو القوة المتين من كل مكان الى هذه القرية , تعبيرا عنتنعمها وعسشها الرغيد ,وذلك ما تهش اليه النفس , فكان الرزق دون عناء يقصدها سائراً عامداً متوافراً .
وهذا الوصف لهذا الهناء لا يمانع من الوعيد في افنائه واستبدالهبالعناء , فكلاهما من الصور النفسية :
ب- ( مثل الذين كفروا بربهم أعمالهم كرماد أشتدت به الريح في يوم عاصف ...)
فستقف عند حقيقتين مجازيتين يرتبطان بشد النفساليهما والوقوف بيقظة وتأمل وحذر عندهما :
الاولى : اسناد الاشتداد الى الريح ,لتهيئة المناخ النفسي لتلقي هذه الصورة , وحصر التفكير في كيفية هذه الريح ونوعيتها , فهيفاعلة متحركة , دائبة متموجة طاغية مطاوعة , وليس للريح حول ولا طول في الملحظ التكويني , فلا هي مشتدة حقيقة ولا هي جارية واقعا , واسناد هذا وذاك اليها كان بسبيل من المجاز, لأن تسخيرها بالله وحده , فلا ارادة للريح ولا طواعية , والمجاز هو الذي طوع هذه الحقيقة اللغوية ,فأعارها مناخاً جديداً , وكأن الريح قائمة , والجري على أشده , والحركةذاتية .
الثانية : اسناد الفاعلية الصفة الثبوتية للزمان لمشابهته الفاعل الحقيقي فقد اسند عصف الريح الى اليوم ,وهو دال على زمان من الازمان , ولا تستند اليه الفاعليةحقيقة , الا على نحو المجاز .هو كذلك وهذا ايضا مما نظر فيه الى النفس ليخلص اتجاهها في تصور شدة ذلك اليوم , وعصف ذلك اليوم , وحديث ذلك اليوم , دون التفكير في الهوامش ,والجوانب الفائضة , فكأن المراد هو اليوم فنسب اليه العصف , فأقام اليوم مقام المضاف المحذوف في التقدير اللغوي الاصل , فهو يوم ذو عصف , ان صح ما تأولوه
.
وقد يكونهذا الادراك على سبيل التعبير عن شدة الامر , وقيام العصف على أشده في ذلك اليوم , مما يهم الانسان , فارتبط الحدث به نفسيا , فأسند اليه الفعل كما هي الحال في قوله تعالى : ( فكيف تتقون ان كفرتم يوماً يجعل الوالدان شيباً ) .
يقول الدكتور احمد بدوي معللاً هذه النسبة نفسياً :
' ولما كان يوم القيامة تملؤه احداث مرعبة تملأ النفوسهولاً يتسبب عنها لشدتها الشيب , وكان هذا اليوم ظرفاً لتلك الاحداث , صح ان يسند الشيب اليه ' من بلاغة القران 223 .
3- واذ يوصلنا الى يوم القيامة , فان التعبير المجازي عنهذا اليوم يزداد جلاء ,فيعكس الحدث مقترناً بذلك اليوم , ومنسوباً الى عوالمه الصامتة , واذا بها ناطقة تتكلم ,ومفصحة تعرب عما في الدخائل , ويتجلى هذا في كل من قوله تعالى :
( يومئذ تحدث أخبارها ) .
والضمير عائد الى متقدم لفظاً ورتبة كما يقول النحاة , وتقدير الكلام عندهم : تحدث الارض أخبارها , والحقيقة اللغوية ان يتحدث ذو النطق بألتهوذو اللسان بأداته , لا الجماد بعجمته , فهل هو تمثيل يعني : ان ما يحدث في ذلك اليوم , وما يجري فيه من الشدائد الهائلة , والشدائد تثير الهلع في النفس , والمنظور هنا نفسانيلا شك , والتغيير الكوني يؤكد الاهتمام المتزايد لدى الانسان , بعد زلزلة الارض, واخراج الاثقال , وذهول الانسان لتلك الاحداث الجديدة , فهو يتسائل في حيرة وعجب واستغراب : (وقال الانسان مالها ) فاذا أضفنا اليها السماوات بعوالمها , والارض بكل مواقعها :
( يوم تبدل الارض غير الارض والسماوات وبرزوا لله الواحد القهار ) هذه الكائنات كلهاناطقة بجمهرة من الاحداث , فهي تتحدث عنها , وتفصح عن أهوالها , كما يقال : رزء يعبر عن كارثة , وخطب ينبي عن شدة , وليس الرزء معبراً حقيقة , ولا الخطب بمنبئ .
هذا المدركالمجازي يميل اليه الزمخشري بقوله : ' والتحديث مجاز عن أحداث الله تعالى فيها من الأحوال ما يقوم مقام التحديث باللسان ' .
وهو الذي تميل اليه الدكتورة بنت الشاطئ : ' والذي نطمئن اليه , هو ان تحدث الارض على الاسناد المجازي , فيه تقرير لفاعلية تستغني بها عن فاعل , وتأكيد للظاهرة الاسلوبية المضطردة في صرف النظر عمداً عن الفاعلالاصلي لأحداث البعث والقيامة . ثم لا يغيب عنا ما لهذا الصنيع البياني من قوة أثارة وايحاء , فنحن نشهدصورة فنية معبرة , فنقول في اعجاب : انها تكاد تنطق , والبيان القرأنيالمعجز لا ينطق الجماد فحسب , بل يجرد منه كذلك شخصية حية , فاعلة ناطقة , مريدة مدركة ' . التفسير البياني 92\1
ت- ان ما سبق لنا القول فيه تؤكده أحداث القيامة , من قول كمافي قوله تعالى : ( يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد ) .
او فعل وقوة كقوله تعالى : ( اذا ألقوا فيها سمعوا لها شهيقاً وهي تفور ظو تكاد تميز من الغيظ ....) او شدةناطقة كقوله تعالى :
( يا أيها الناس أتقوا ربكم ان زلزلة الساعة شئ عظيم , يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارىولكن عذاب الله شديد .. )
وليست جهنم كائماً متكلماً فتقول وتستمع وتجيب , وان كان ذلك غير بعيد اعجازا .
وليست النار جسماً مريداً وفاعلاً فنستمع لشهيقها او هي تفوراو تتميز من الغيظ .
وليس في القيامة أرضاع حتى تذهل المرضعة عن رضيعها , وليس هنالك وضع وولادة وانجاب , حتى تضع كل ذات حمل حملها .
ان التعبير بالمجاز بمعناه العامهو الذي صور هذه الاحداث بهذه الصورة المثيرة , وأبانها بهذه الهيئة الناطقة , وسيرها بهذه الارادة التامة , تنبيهاً للضمائر , توجيهاً للعقول , وتأثيراً على النفوسحتىتستعد لذلك اليوم الذي تنطق فيه جهنم وتفور فيه النار حتى يسمع شهيقها , وحتى لتكاد تتقد من الغيظ وتنشق , ذلك اليوم الذي لو أرضعت فيه المرضعة لذهلت فيه عن رضيعها , ولوتوافرت فيه ذوات الاحمال لوضعت أحمالها .
اذن هذه خصائص نفسية يحملها المجاز القرأني ويحتضنها تعبيره الفريد من اجل الانسان , دربة منه على الحذر والاستعداد والتهيؤالتام .
ث- وما يقال في ملحظ النطق والقول والقوة بانلسبة للنار يقال عينه بالنسبة للايحاء الى الارض في قوله تعالى : ( بأن ربك أوحى لها ) .
والقضية تصور في مدركعقلي محض , فالوحي الالهي هو الفعل الذي يكشف به الله للانسان عن الحقائق التي تجاوز نطاق عقله .
واذا كان الوحي فعلاً متميزا فهو صادر عن فاعل مريد وهذا الفاعل المريدهو الله تعالى , الى متلق ممتثل , فتعلقه في الارض اذن تعلق مجازي , اذ طريق الوحي هو التلقي , والارض غير قابلة للتلقي . لهذا فالايحاء في الاية عند الزمخشري مجاز لا يستثنيبهذا شيئا قال :
' أوحى لها بمعنى أوحى اليها , وهو مجاز كقوله تعالى : ( ان تقول له كن فيكون ) وكقول الشاعر : أوحى لها القرار فأستقرت .
وأصل الوحي هو : الاشارة السريعةعلى سبيل الرمز والتعريض وما مجرى الايماء والتنبيه على الشئ من غير ان يفصح به .
وقد يكون أصل الوحي في اللغة كلها الاعلام في خفاء , ومؤدي ذلك واحد , اذ الاشارةالسريعة اعلام عن طريق الرمز , والرمز ايماء يستفيد منه المتلقي امراً اعلامياً قد يخفى على الاخرين .
ولهذا فقد كان الراغب دقيقاً حينما عرض لمصطلح الوحي وقسمه فيماتنبه اليه بين القابل له والمستعصي عليه , الا ان يكون ذلك تسخيراً من قبل الله تعالى , فقال : ( فان كان الموحى اليه حياً فهو الهام , وان كان جماداً فهو تسخير ) .
لهذا فقدذهب الطبرسي ( ت : 548ه ) الى ان أوحى لها : اي ألهمها وعرفها بأن تحدث أخبارها .. من جهة تخفى .
والسياق انما يقوم على قوة هذه الفاعلية في تصوير هول الموقف الذي يدهش لهالانسان فيقول في عجب وقلق ما لها ؟ فاقتضى ان يأتيه الجواب ( بأن ربك أوحى لها ) .
تحدث به الارض نفسيا تلقائيا ً , فالايحاء هنا مباشرة , ليلائم أسناد التحدث الى الارض .وسر قوته في انه كذلك .
4- ومسايرة المجاز للنفس الانسانية لا تقف عند حد معين , ولا تختص بأقوام دون اخرين , فالعبرة فيها بعموم اللفظ لا بخصوصا السبب , ومع هذا فقد نلتقطبعض الشذرات النادرة والتحف الثمينة في هذه الظاهرة المتأصلة , ومن ذلك ما اورده الله تعالى في سورة الضحى من أقسام وايمان كان للمجاز العقلي فيها نصيب متميز , كما في قوله: ( والضحى والليل اذا سجى )
ان القران العظيم كما توجه لاثارة النفس عند الناس و فكذلك توجه لتهدئة النفس الانسانية عند ذي أقدس نفس بشرية , وهو الرسول الاعظم محمد (ص)وبذلك يستوعب المجاز القرأني , النفوس الاعتيادية والنفوس المقدسة الشريفة , وقد تنبهت الدكتورة بنت الشاطئ لهذا الملحظ ونحن نؤيدها فيه بحدود .
' المقم به في أيتيالضحى , صورة مادية وواقع حسي , يشهد به الناس تألق الضوء في ضحوة النهار ثم يشهدون من بعده فتور الليل اذا سجا وسكن , يشهدون الحالين معاً في اليوم الواحد , دون ان يختل نظامالكون , وا يكون في توارد الحالتين عليه مما يبعث على أنكار , بل دون ان يخطر على بال أحد ان السماء قد تخلت عن الارض وأسلمتها الى الظلمة الموحشة , بعد تألق الضوء في ضحىالنهار .
فأي عجب في ان يجئ , بعد أنس الوحي وتجلي نوره على المصطفى (ص) , فترة سكون يفتر فيها الوحي على نحو ما نشهد من الليل الساجي يأتي بعد الضحى المتألق .
وهذاالمناخ النفسي المتقلب بين الايناس والايحاش تؤيده قرائن الاحوال في أثارة توديع الله لنبيه من قبل المشركين , وما يصاحب هذا الاعلام المضاد من فزع وقلق وحزن , وما اعقبهبنزول السورة من فرح واغتباط وتطلع , فكانت الفترة بين ابطاءاولحي ونزوله , لم تكن عن ترك او قلى , فكان الوحي كالضحى في تألقه وسطوعه , وانقطاعه كالليل في هدوئه وسكونه ,وكلا الامرين طبيعيان .
* مجاز القرأن