قیمة الأمن من منظار الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قیمة الأمن من منظار الإسلام - نسخه متنی

عباسعلی العمید الزنجانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

عباسعلي العميد الزنجاني

عباسعلي العميد الزنجاني

مواصفات البغاة


يطلق عنوان البغاة على جماعة منظّمة تنطلق من فكر منحرف، وتتمرّد علىالإمام (الحكومة الإسلاميّة) وتدعو الناس إلى الخروج على الإمام، وتعرّض سيادة الحكومة الإسلاميّة للخطر، وتخلق في المجتمع الإسلامي تيّاراً مناهضاً لها من خلال خطّةمعيّنة تنتهج سياسة الإطاحة بالحكومة.

ولهذا الاصطلاح السياسي في الإسلام جذور قرآنيّة وروائيّة، وعندما يقع نزاع بين طائفتين من المؤمنين، فإنّ القرآن الكريم يدعوالأُمّة الإسلاميّة إلى الإصلاح وإقرار السلم العادل بين الطائفتين المتنازعتين، وعند تعدّي إحداهما، فإنّه يسميّها: باغية، قال تعالى: (وإن طائفتان من المؤمنينَاقتتلوا فاصلحوا بينهما فإن بغت إحداهُما على الأُخرى فقاتلوا التي تبغي).

وجاء في الحديث النبوي أنّ عمّاراً تقتله الفئة الباغية ( ياعمّار تقتلك الفئة الباغية).

وفي ضوء ما تقدّم يمكن أن نعتبر الحالات التالية من مصاديق الباغي:

1_ الأحزاب والتجمّعات التي تعصي الإمام في دار الإسلام وتتمرّد عليه وترى أنّ طاعته منوطة بإحداثالتبدّلات والإصلاحات التي تعنيهم.

2_ الأحزاب والتجمّعات التي تنوي الإطاحة بالحكومة الإسلاميّة من خلال تحريض الناس على التمرّد والخروج على الإمام، وتثيرالبلبلة بين الناس وهي تقصد خرق السيادة الإسلاميّة، دون أن تكون لها خطّة لتسلّم السلطة.

3_ الأحزاب والمنظّمات التي تتمرّد وتحرّض الناس على التمرّد بغية تقسيم جزءمن دار الإسلام وفصله عن سيادة الإمام. وتتطاول بانتهاك مركزية الحكومة الإسلاميّة من خلال معارضة الإمام والتمرد عليه وتطالب بسياسة كسياسة ملوك الطوائف أو تناديبتشكيل حكومة جديدة في قسم من دار الإسلام وتواكب أهدافها عن طريق إضعاف الحكومة الإسلامية وبثّ التفرقة وإشاعة روح التشاؤم، ومن ثمّ مصادرة السيادة في دائرة النفوذالمعنيّة.

4_ الجماعة ذات الطابع التنظيمي التي تروم تحريض الناس على الإمام على شكل تحرّك خفيّ من خلال ممارسة الضغط السياسي والإعلامي، وحبك المؤامرات من خارج دارالإسلام، والتغلغل في الداخل وتخترق بذلك سيادة الدولة الإسلامية وتسقط حكومتها.

5_ الأحزاب والمنظّمات التي تريد أن تتابع أحد الأهداف المذكورة عبر استخدام القوّةمن خارج الدولة الإسلامية أو من داخلها، وتمارس الكفاح المسلّح ضدّ الإمام.

6_ الجماعة التي تصطدم مع جماعة أُخرى، وبعد اصطدامها بها وإقرار السلم العادل بينهما منقبل جماعة ثالثة، تعتدي على الجماعة المنافسة لها مرّة أُخرى.

مواجهة البغاة

ينبغي للدولة الإسلامية أن تتعامل مع البغاة بدقّة مستهدية بالحلول الثقافيةوالسياسية، وتجدّ في علاج مشاكلهم الاعتقاديّة والفقهيّة والاجتماعية عبر النقاش والتفاوض. وتطلب منهم اتّباع الإمام وحكومته بطرق سلميّة، وتناشدهم أن يراعوا وحدةالمجتمع الإسلامي ويتصرفوا وفقاً لما يتطلّبه منطق الأُخوة الإسلاميّة والإنصاف والعدل.

ومتى طلب المتمردون مهلة، فإنّهم يمهلون. ومن الضروري للدولة الإسلامية فيغضون ذلك أن تطلع على حقيقة الأمر. وتتعرّف على نواياهم برقابة تامّة. فإذا ما لاحظت جنوحاً منهم للطاعة، فإنّها تمهلهم مهلة كافية؛ ومتى احتاجوا إلى الفحص والتنقيب، فلاتضنّ بمدّ يد العون إليهم. وإذا ما أضمروا سوءاً، واستغلّوا ذلك لاستعادة قواهم وإمكانيّاتهم، فعليها أن تضيّق الخناق عليهم ولا تتيح لهم مثل هذه الفرصة. وكذلك إذا كانالخطر بمستوى لا يمكن معه استخدام الأساليب السلميّة.

أرسل الإمام علي (ع) إلى الخوارج، قبل قمعه لهم، شخصيّة كبيرة كابن عبّاس للتفاوض معهم وحلّ مشاكلهم والإجابةعلى مسائلهم، بيد أنّه لم يفلح على الرغم من كلّ الجهود التي بذلها معهم.

ويستطيع إمام المسلمين أيضاً أن يتعامل مع المتمرّدين بوصفهم من 'المؤلفة قلوبهم' وذلك بعدعجز الطرق السلميّة واليأس من الحلّ الثقافي والسياسي. وله أن يفعل ذلك عن طريق المساعدات الماديّة والاقتصادية قاصداً تطبيع الظروف وإخماد نار الفتنة مستثمراً بيتالمال (الزكاة) في هذا الطريق.

وإذا افترضنا إخفاق جميع هذه الحلول، فإنّ الإمام عندما يقرّر معاقبة المتمردين وقمعهم، يجب على كافّة شرائح الاُمة تلبية ندائه.وتعتبر معصيته من الكبائر. وتجب المشاركة في هذا الأمر وجوباً عينيّاً على الذين يخصّهم خطاب الإمام.



المصدر : القانون الدولي في الاسلام

/ 1