هویة الاسلامیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

هویة الاسلامیة - نسخه متنی

محمد أرکون؛ ترجمة علی المقدر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

محمد أركون لوي غارديه ترجمة علي المقدر

الهوية الاسلامية

إذا نظرنا إلى التنوع الكبير في الأعراق(الاثنيات) واللغات، والأوساط الاجتماعية والعلاقات البيئوية، والمدارس العقائدية، والتجارب التاريخية... التي تتواجد في الفضاء الجغرافي الاسلامي، فإن مفهوم الهويةالاسلامية، يبدو صعب التحديد. نوضح فنقول: ليس القصد التغاضي عن تنوع ملحوظ وبارز انسياقاً مع أولئك الذين ينادون للوحدة الاسلامية بهدف لاهوتي أو قومي. إن مفهوم الهويةالاسلامية الذي نريده هنا هو مفهوم اجتماعي ثقافي. فهو يتيح توضيح وظيفة الدمج السيكولوجي الاجتماعي والثقافي الذي يشكل مظهراً دائماً من مظاهر الاسلام، منذ بداياتهحتى ايامنا. قبل مجيء القوميات الحديثة المرتكزة على الحدود السياسية الجامدة، كان التنوع معترفاً به من قبل الضمير الاسلامي كأحد سبل التكامل فيما بين شعوب ومجتمعاتالأمّة الاسلامية: وهذا هو معنى الحديث النبوي الشهير الذي كرّس تساوي المدارس الشرعية وذلك باعلانه ان 'اختلاف الأئمة رحمة بالأمّة'.

في الهوية الاسلامية، يجبالتفريق، عند التحليل بين: 1_ النواة الدينية الثابتة المستمرة في الحياة المعتقدية وسلسلة من الشهادات، حول المسعى نحو المطلق المنشود عبر العصور، من قبل شخصياتاسلامية ضخمة.

2_ وبين عناصر اضافية حملتها الحياة الجماعية والعناصر التي الحقت 'بالدين' بفعل الوجدان الأسطوري المسيطر دوماً في المناخ الاسلامي، لا شك أن ما يفصلهالتحليل يبقى مختلطاً في الحياة اليومية. ولكن التحليل يكشف الحق والواقع المختفي وراء عمليات التمويه الأسطوري أو العقائدي المسيطر في كل مجتمع. وإن نحن ركّزنا على هذهالوظيفة الاستكشافية، فذاك لأن الفكر التحليلي المطبق على الحياة الدينية هو من الضرورات الملحة من أجل مقاومة الأشكال المتواترة المتكررة لاستعباد الانسان.

النواة الدينية للاسلام:

هنا مكان التثبت من ملاحظاتنا النظرية حول التداخل والتفاعل المتبادل بين أشكال الاسلام _ كيف تبدو الممارسة التعبدية اليوم؟. هل يمكنالتكلم عن منحى في التعبير النقي حول الاسلام بشكله الأول، أم بالعكس عن بديل، حتى في اطار التعبّد، للأهداف الدنيوية الآنية سعياً وراء 'الحق' وراء الله؟.

في البلدانحيث الاسلام أكثري، تعرف العبادة بجميع أشكالها حيوية متنامية. إن القراءة لدى الجماهير والصحافة ووسائل الاعلام تؤمّن للقرآن حضوراً دائماً لم يكن يعرفه قبل الماضيالقريب. إن الاتصال المباشر بالمصدر الأول لكل حياة دينية في الاسلام، مؤمّن أيضاً بفضل تعدد الجوامع، وبفضل الاقبال على الحج إلى مكة، والاخلاص، حتى عند الشبان_للصلوات الخمس اليومية، ثم الانتساب إلى الجمعيات الدينية التي ليست إلا نسخة حديثة عن الأخويات، والالتزام العفوي أو الاكراهي بصوم شهر رمضان والاحتفالات بالأعيادوبالموالد، للصالحين المحليين.

إن العبادات التي ذكرتها الكتب الاسلامية المتخصصة بدقة متناهية بدت دائماً خارج نطاق البحث العقلاني. وعندما أشار الغزالي، باسمالعقل إلى غرابة بعض الطقوس في الحج، سارع إلى القول إن الأمر الإلهي هو الذي يوجب القيام بها. والخضوع للأمر بصفته أمراً يجعل العمل واجباً ويقضي بعدم تحكيم العقل بشأنهوبالتالي تحويل النفس والطبيعة عن مجالهما المألوف.

نعلم جميعاً أنه توجد في كل الثقافات منافسة دائمة بين هذين الطريقين إلى المعرفة: الأسطورية (الخرافية)والعقلانية، الرمزية والفكرية. في الأرض الاسلامية وجدت المعرفة الأسطورية دائماً أطراً اجتماعية ثقافية ساعدت على دوامها وعلى انتشارها.

التوسع في الوصف الديني:

إن الهوية الاسلامية، كما فرضت نفسها عبر العصور، وكما هي مستمرة في التكون أمام أعيننا، ليست مقصورة على النواة الدينية التي سبق لنا وصفها. إنها تمتد، بحسبالأحقاب، والكتل الاجتماعية والأفراد لتشمل مجالات متنوعة جداً تتعلّق، فعلاً بالنشاط الدنيوي للناس في المجتمع. إننا، هنا ايضاً، نلامس ظاهرة عامة مشتركة بين كلالأديان التي تكوّنت في كل مكان، في مجال المتناهي: تناهي معرفة الواقع، تناهي بنية التأويل وانتشار الوجود البشري، المتوجه نحو 'الخلاص' أي المتميز عن بقية أشكال الوجودالمعتبرة منحطة وجالبة للضعة. إن قوّام السلطة الدينية يتبارون في ترجمة هذا المطمح في مؤسسات وفي أنظمة ثقافية هي بالضرورة مسيطرة. وهكذا استمر التوتر المعروف بينالأيمان والعقل. قانون ديني (شريعة) وقانون دنيوي، سلطة دينية وسلطة علمانية. هذا الصراع يترجم اليوم، في بعض البلدان الاسلامية، إلى تغييرات وتوجهات تساعد على قيامتحركات تكاملية.

رأينا كيف أن علم الأصول الذي وصفه الشافعي استمد جذوره من النصوص المقدسة ومن الشريعة التي وضعها الفقهاء الحريصون على التمسك بالسنّة السائدة فيالمدينة وفي العراق وفي سورية الخ. إن المنهجية التي وضعت والتي علّمت كعلم مستقل، أضفت القداسة والسماوية على أحكام يشكل مجموعها 'الفقه الاسلامي'، هذا العمل الذي حولالقواعد الوضعية الشرعية إلى أصول ذات جوهر ديني استمر حتى في عصر التقليد، أي العصر الذي وضع فيه الفقهاء الأولون من أصحاب المذاهب القواعد والأحكام. ونتج عن ذلك تعميمللتصور التقديسي للشيء المعاش، ثمّ معارضة منظمة من قبل العلماء للجهود المبذولة من أجل العلمنة ونزع الصفة التقديسية.

يقول الشيخ محمد عبدة: 'أقول إن الاسلام لم يعطلا للخليفة ولا للقاضي ولا للمفتي ولا لشيخ الاسلام أية سلطة في مجال العقيدة أو سنّ التشريعات. فمهما كانت السلطة الممنوحة لأي منهم، إنها سلطة مدنية، يحددها الشرعالاسلامي. ومن غير المقبول أن يقوم أي واحد فيطالب لنفسه بحق الرقابة على العقيدة أو على ايمان الفرد، او يطلب إليه أن يدافع عن شكل تفكيره'.

أن الحياة الدينية اليوم،يجب أن لا تكون موضوع مناظرات فكرية متحذلقة ومتشاطرة، بعيدة عن الاستحقاق المزدوج المفروض على الدين: الذين يتركون الأحياء الفقيرة البائسة ينفصلون، في الواقع، عنحساسية جماعية وعن أسلوب في التفكير منفتح على عالم تقديسي. والذين يجبرهم الاكراه البنيوي على البقاء في الفقر المادي، يحولون بالضرورة الدين إلى 'أفيون'. وبناءً علىذلك، هناك ضرورة لتوسيع الاستقصاء حول الحياة الدينية في المجتمعات الاسلامية المعاصرة، بحيث تشمل أبعاد العلاقة بين الدين والمجتمع والتاريخ.

المصدر : الاسلام.. الامس والغد


/ 1