إکرام المرأة فی دنیا الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

إکرام المرأة فی دنیا الإسلام - نسخه متنی

إحسان الأمین

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. إحسان الأمين

إكرام المرأة في دنيا الاسلام


كان مجتمع الجاهلية الذي واجهه الاسلام عند بزوغه من أشدّ المجتمعات قسوة وأكثرها حقداًتجاه المرأة، يكفي أنهم كانوا يدفنون البنت الوليدة وهي حية تخلصاً مما يعتقدونه عاراً يلحق بهم، أو تملّصاً من نفقتها، وما كانوا يتصورونه من الفقر والفاقة التي تسببهالهم، وفي هذه الأجواء جاء الاسلام العظيم ليدفع عن المرأة هذا الظلم الكبير، وهاهو القرآن يئنّ ويصرخ لحالها مستظلماً: (وإذا الموؤودة سئلت * بأي ذنب قتلت) التكوير/ 8-9.

ويصف القرآن الكريم هذه الحالة المأساوية التي كانت تمرّ بها المرأة في آيات أخرى: (وإذا بُشِّر أحدهم بالأنثى ظلّ وجهه مسوداً وهو كظيم) النحل/ 58.

ويصفه بأنه كانخطأً كبيراً: (ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأً كبيراً) الإسراء/ 31.

وينقل التاريخ لنا صوراً مأساوية من أوضاع المرأة في الجاهلية،والواقع المر الذي كانت تواجهه، وهذه الصور تساعدنا في معرفة النقلة النوعية التاريخية التي حققها الاسلام في ذلك المجتمع، إذ ينتقل بالمرأة من واقعها السيئ هذا، إلىمستوى الإكرام والإجلال والمساهمة في مسيرة الرسالة الفكرية، والاجتماعية والسياسية بأعلى المستويات.

- المخلوق المكرّم:

انطلق الاسلام في تعامله مع المرأة علىأساس إنسانيتها ومساواتها في مصدر الخلق والتكوين مع الرجل، من غير تمييز في ذلك، بين الذكر والأنثى، فهما معاً: المخلوق المكرّم العزيز عند الله تعالى، الذي أكرمه اللهتعالى بالعلم والمعرفة، وسخّر له السماوات والأرض، وكل ما وجد من حوله، ليستخلف الله تعالى في أرضه، قال تعالى: (ولقد كرّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم منالطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلاً) الإسراء/ 70.

وهما قد خلقا من نفسٍ واحدة، فلا تفاضل لأحدهما على الآخر، ولا مرتبة عُليا ولا دُنيا، بل هما من مصدر واحدسواء فيه، قال تعالى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبثّ منهما رجالاً كثيراً ونساء واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن اللهكان عليكم رقيباً) النساء/ 1.

وبذلك ينفي الاسلام كل الأوهام السخيفة المتداولة حول خلق المرأة؛ من قدم الإله، أو من فضل خَلقِ الانسان.. أو غيرهما مما تعجّ به العقائدالمنحرفة.

- البنت المباركة:

اتجه الاسلام إلى إكرام المرأة منذ ولادتها، وعلى العكس من تشاؤم الجاهليين تجاه ولادة البنت ورغبتهم في طلب الولد الذكر، فقد جعلالاسلام البنات أفضل الأولاد خيراً وبركة.

فقد نهى رسول الله (ص) عن كره البنات، مُبيِّناً بعض مزاياهنّ الجميلة ومؤكداً على مكانتهن، فيقول: (لا تكرهوا البنات،فإنهنّ المؤنسات الغاليات).

ورعاية البنات وكفالتهنّ توجب الجنة، وهي جائزة المؤمن العظيمة يوم القيامة، ففي حديث عن الرسول (ص)، قال: (مَن كانت له ابنة فأدّبهاوأحسنَ أدبها، وعلّمها فأحسنَ تعليمها، فأوسع عليها من نِعَم الله التي أسبغ عليه، كانت له منعة وستراً من النار).

ويعبِّر الإمام الصادق من أئمة أهل البيت (ع) عن بركةالمرأة وما تجلبه للانسان من خير ومنفعة وأجر، فيقول: (البنات حسنات والبنون نعمة، والحسنات يُثاب عليها والنعمة يُسأل عنها).

- الزوجة المكرّمة:

شيّد الله تعالىبناء الأسرة على أساس المودة والرحمة، فقد بيّن القرآن الكريم حقيقة أن الرجل والمرأة قد جُبِلا على سكون أحدهما إلى الآخر وميله وشعوره بالطمأنينة والدفء برفقته، فقالتعالى: (ومِن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) الروم/ 21.

ولأن البيت لا يُبنى إلا بوجود المرأةومودتها ومحبتها، فقد جعل الاسلام المرأة هي التي تُنشئ عقد الزواج، فهي طرف الإيجاب: طرف إنشاء العقد وإيقاعه، ليوضح بشكل متميز حق المرأة في اختيار الزوج ودورها فيبناء الحياة الزوجية.

ويمثل الزوج طرف القبول، وصحة العقد بينهما متوقفة على رضاهما وقبولهما معاً، فلا يصح العقد بالإكراه، كما إن لها وله أن يحددا من الشروط التييراها كل منهما ويوافقا عليها، إلا ما حرّم حلالاً أو حلل حراماً.

ولا يستحكم هذا البناء ويدوم إلا إذا قام على أسس عادلة تُحفَظ فيها الحقوق والواجبات، يعزّ كل طرفالآخر ويراعي حرمته ويتعاون معه في سعادة هذه المملكة الصغيرة بحجمها، الكبيرة بمعانيها ومضامينها.

ولذلك فإن الاسلام ضمنَ للمرأة حقوقها، في مقابل ما تقوم به مندور وتنهض به من مسؤوليات، قال تعالى: (ولهنّ مثل الذي عليهنّ بالمعروف) البقرة/ 228.

ومع كل هذه الشرائط، راحَ الاسلام مرة بعد مرة يؤكد على ضرورة رعاية المرأة وحفظكرامتها ومعاملتها بلطف ومحبة ورفق، فيؤكد تعالى: (وعاشروهنّ بالمعروف…) النساء/ 19.

واستمراراً لهذا النهج، فإن رسول الله 0ص) قد جعل من نمط سلوك الانسان في بيتهومعاملته لزوجته وعموم أهله، معياراً لشخصية الانسان وميزاناً لمقدار الخير الذي تحمله، مما يدل على أن الانسان إنما يُختبر في نفسه ويُمتحن في دينه ويُفاضل في شخصيتهابتداء في طريقة تعامله مع نسائه وأهل بيته، ومدى رأفته ورحمته، ومقدار الخير الذي يوصله إليهن وإليهم، لذا فإن رسول الله (ص) يؤكد: (خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهلي).

ومن مظاهر الخير أن ينفق الانسان على أهل بيته مما أنعم الله عليه، ويسعى في رفاههم وتحسين أحوالهم، ورحمته بهم ورعايته لهم، تديم رحمة الله به ورعايتهم له، لذا قال(ص): (عيال الرجل أسراؤه، فمن أنعم الله عليه بنعمة فليوسع على أسرائه، فإن لم يفعل أوشك أن تزول النعمة).

وما أكبر جريمة الانسان لو أنه أهمل رعاية أسرته وتسبب فيأذاهم.

- الأُم المقدّسة:

(وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً * إما يبلغنّ عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أُفٍّ ولا تنهرهما وقل لهماقولاً كريماً) الإسراء/ 23-24.

أكدت الديانات السماوية جميعاً على احترام الوالدين وإكرامهما والتعامل معهما برفق وإحسان ومحبة ورأفة.

وبالتالي فإن برّ الوالدين هوجزء من نهج شامل جاء به الرسول الكريم (ص)، حيث يقول: (إنما بُعثتُ لأتمم مكارم الأخلاق).

فليس برّ الوالدين إلا من الوفاء وتقدير الجميل وردّ العرفان لشخصين قدّماالغالي والنفيس وتحملا أنواع المتاعب وصرفا أعزّ الأوقات من أجل ولدهما، فهل جزاء الإحسان إلا الإحسان، وتلك سنة حياتية، يخدم فيها كل جيل أبناءه، ويعزّ فيها كل نسلٍآباءه. لذا قال الرسول الأكرم (ص): (برّوا آباءكم يبرّكم أبناؤكم).

وقد أوجب الاسلام على الانسان المسلم نفقة والديه عند احتياجهما إضافة إلى نفقة ولده وزوجته، ولكنالإحسان إليهما أمر يتجاوز الإنفاق الواجب، فهو يتضمن التعامل معهما بلطف ورأفة واحترامهما وإجلالهما وتفقد أحوالهما ومراعاة شؤونهما، وطبيعي أن لذلك حدوداً وآداباًتجدها في كتب الفقه والأخلاق.

ولا يرتبط البر بالوالدين بدينهما، وأن يكونا على إيمان الانسان أو التزامه الديني، وإنما هو أمر مطلق، فيجب على المسلم البر بوالدينمسلمين كانا أم غير مسلمين، برّين كانا أم فاجرين.

وطبيعي أنّ هناك حقوقاً وواجبات على الوالدين تجاه الولد، كما إن عليهما أن يبرّا الولد ويعيناه على برّهما ولايدفعاه إلى عقوقهما، فقد ورد عن رسول الله (ص) قوله: (رحم الله مَن أعانّ ولده على برِّه: وهو أن يعفو عن سيئته ويدعو له فيما بينه وبين الله).

مع كل هذا التأكيد على برّالوالدين والإحسان إليهما، إلا أن الاسلام -كسائر الأديان الإلهية- كان له اهتمام أخصّ بالأم، فأعطاها مكانة سامية رفيعة، وأفاض عليها من العز والقدسية، ما جعلها رمزاًللمحبة ومنبعاً للحب ومصدراً للخير ومجمعاً للبركة وللرحمة، يكفي في ذلك كله قول الرسول (ص): (الجنة تحت أقدام الأمهات).

لذا قدّم البرّ بالأم على البرّ بالأب، فعنالصادق (ع): جاء رجل إلى رسول الله (ص)، فقال: يا رسول الله، مَن أبِرُّ؟ قال: أمّك، قال: ثم مَن؟ قال: أمّك، قال: ثم مَن؟ قال: أمّك، قال: ثم مَن؟ قال: أباك.

*المصدر :المراة(ازمة الهوية وتحديات المستقبل)

/ 1