تصور الإسلامی لحیاة جنسیة فعالة لدی المرأة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تصور الإسلامی لحیاة جنسیة فعالة لدی المرأة - نسخه متنی

فاطمة المرنیسی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فاطمة المرنيسي

التصوّر الإسلامي لحياة جنسية فعالة لدى المرأة

وظيفة الغرائز:

يختلف التصور المسيحي الذي يعاني الفردمن جرّائه تمزقاً مأساوياً بين النقيضين: الخير والشر _الجسد والروح _ الغريزة والعقل، اختلافاً بيناً جداً عن التصوّر الإسلامي. فنظرية الإسلام حول الغرائز أكثر تطوراًوتقترب إلى حد بعيد من المفهوم الفرويدي لليبدو: فالغرائز الخامّ تشكل طاقة وهذه الطاقة خالصة بمعنى أن فكرة الخير والشر لا تترتب عنها مطلقاً، ولا تطرح قضية الخيروالشرّ إلا إذا أخذ المصير الاجتماعي للأفراد بعين الاعتبار. فالفرد لا يحيا إلا داخل نظام اجتماعي، وكل نظام اجتماعي يفترض مجموعة من القوانين التي تحدد ما إذا كاناستعمال الغرائز قد أخذ وجهته الحسنة أم القبيحة، وبالتالي فإن طريقة استعمال الغرائز هي التي تفيد النظام الاجتماعي أو تضرّ به وليس الغرائز في حدّ ذاتها. ويترتب عن ذلكأن الفرد في النظام الإسلامي غير مجبر على التخلص من غرائزه أو التحكم فيها مبدئياً، بل إن المطلوب منه هو ممارستها تبعاً لما تفرضه الشريعة فحسب:

'.. وليس مراده النبي(ص) فيما ينهى عنه أو يذمّه من أفعال البشر أو يندب إلى تركه إهماله بالكلية أو اقتلاعه من أصله وتعطيل القوى التي ينشأ عليها بالكلية. إنما قصده تصريفها في أغراض الحق جهدالاستطاعة حتى تصير المقاصد كلها حقا وتتحد الوجهة'.

وهكذا فإن غريزة الاعتداء والشهوة الجنسية يساهمان بطريقة إيجابية في النظام الإسلامي إذا ما وجها الوجهةالسليمة، في حين أن بإمكانهما تهديم هذا النظام إذا ما كبتا أو استعملا الاستعمال السيء وكما يقول ابن خلدون:

'... فلم يذم الغضب وهو يقصد نزعه من الإنسان، فإنه لو زالتمنه قوّة الغضب لفقد منه الانتصار للحق وبطل الجهاد وإعلاء كلمة الله، وإنما يذم الغضب للشيطان وللأغراض الذميمة، فإذا كان الغضب لذلك كان مذموماً، وإذا كان الغضب فيالله ولله كان ممدوحاً'.

'.. وكذا ذم الشهوات أيضا ليس المراد به إبطالها بالكلية فإن من بطلت شهوته كان نقصا في حقه، وإنما المراد تصريفها فيما أبيح له باشتماله علىالمصالح ليكون الإنسان عبدا متصرفاً طوع الأوامر الإلهية...'.

لقد خلق الله الذكر والأنثى، وجعل لكل منهما هيئة تشريحية نوعية تمكن من تكاملهما في تحقيق مشيئته.

وحين تخدم الشهوة مشيئة الله في الأرض، فإنها بذلك تخدم مشيئته في السماء.

وكما يقول الغزالي: '... فإن هذه اللذة الناقصة بسرعة الانصرام تحرّك الرغبة في الملذةالكاملة بلذة الدوام، فيستحث على العبادة الموصلة إليها فيستفيد العبد بشدّة الرغبة فيها، تيسّرُ المواظبة على ما يواصله إلى نعيم الجنان...'.

ونظرا لطبيعة الشهوةالمزدوجة (أرضية وسماوية) المترتبة عن أهميتها في المخطط الإلهي، فإن ضبط الغريزة الجنسية يعود إلى النظام الإلهي كذلك، ولذلك كان هذا الضبط طبقا لما تمليه الإرادةالإلهية إحدى الوسائل الرئيسية التي لجأ إليها الرسول (ص) لإقامة نظام اجتماعي جديد في الجزيرة العربية الجاهلية آنذاك.

المصدر : الجنس كهندسة اجتماعية بين النص والواقع

/ 1