الحقوق السياسية للمرأة
الدكتورة زهراء مصطفوي الإمام يؤكد حق المرأة في التدخل في الشؤون السياسية، بل يعتبره منواجبها، وأكثر من ذلك، نراه يؤكد على وجوب تدخل المرأة في تصريف الأمور الأساسية للبلاد. بل يوجب عليها ـ للمحافظة على الدين الإسلامي والدفاع عنه وعن الشعب والكيانالإسلامي ـ مشاركتها الرجل وكل الشرائح في كل ذلك وحتى النفس الأخير، فهو يعتبر الدفاع واجباً على عاتق كل من يستطيع ذلك دون استثناء.
وقد لا نجد توضيحاً أكثر حزماًوقوة، للحقوق السياسية للمرأة كما نجد في أحاديث الإمام الراحل، والمؤكد أن تدخل المرأة في الشؤون السياسية وتقرير مصيرها، ومصير المجتمع، من خلال امتلاك حق الانتخابوالترشيح والإدارة والعلاقات السياسية الخارجية والحرب والسلام وسن القوانين الثقافية والاقتصادية، بحاجة إلى توفر عوامل عديدة هي:
أولاً: تتمتع المرأة بالكرامةوالشخصية القوية.
ثانياً: امتلاك المرأة لإرادتها.
ثالثاً: امتلاك المرأة لفكر راسخ قوي في المجالات السياسية وتمتعها بالإبداع والمبادرة.
وقد أكد الإمام فيأحاديثه على امتلاك المرأة لهذه الخصال وأمثالها، حتى أنه اعتبرها في مصاف الرجال، في الدفاع والحرب، بل اعتبر كل الخصال السابقة، من واجبات المرأة الضرورية. وأعطى قيمةكبرى لرأي المرأة، ومنحها الحرية في إبداء رأيها في المجالات العقائدية والسياسية، ومنحها الإرادة والحرية، لتفكر وتختار الصلاح. وهكذا وجه تحذيراً لكل المغفلينوالمنحرفين فكرياً الذين قاموا بحجر المرأة في البيت وتسليم مقاليد أمورها بيد الرجل، باسم الدين، وبذريعه صونها من الأضرار الاجتماعية، مذكراً الجميع بقابليات المرأةوقدرتها على إحقاق حقوقها المضيعة.
عن ( الثقافة الإسلامية العدد 83 )