نموذجان الاساسیان لمخطط التوالد فی الاسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

نموذجان الاساسیان لمخطط التوالد فی الاسلام - نسخه متنی

عبدالرحیم عمران

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

النموذجان الاساسيان لمخطط التوالد في الاسلام

النموذجان الاساسيان لمخطط التوالد في الاسلام


د.عبد الرحيم عمران

يمكن أن نميزفي الاسلامثنائية في موقفه تجاه التخطيط العائلي.فهناك موقف يدعم الإكثار من التوالد , وآخر يحبذ الإقلال منه .أما العوامل التي تقرر أي الموقفين يؤخذ به في بيئة معينة , فإنها قدتشمل الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والصحية لمجتمع إسلامي معين , كما تشمل الأهداف التي يضعها هذا المجتمع لنفسه .إذا كانت الأوضاع من النوع السائد فيالمجتمعات الاسلامية التقليدية , فان ارتفاع نسبة المواليد يصبح ضرورياً للتعويض عن كثرة الوفيات ولمساعدة المجتمع الاسلامي على نشر تعاليمه . ومن جهة أخرى نلاحظ أنالزيادة السكانية إذا اصبحت تشكل عائقاً في وجه النمو الاقتصادي الوطني والازدهار العائلي , فان المبرر للإكثار نت المواليد ينتفي , وفي مثل هذه الحالة ينص الإسلام علىتحديد حجم العائلة .

النموذج الأول - النموذج التقليدي

إن النموذج الأول لمخطط الإسلام للتوالد يحبذ استمرار التناسل بنسبة عالية , كما يفضل العائلة الكبيرة عنطريق نظم اجتماعية وعائلية مختلفة .وهذا النموذج يناسب المجتمعات السابقة للثورة الصناعية , إذ كانت هذه المجتمعات تمتاز بظاهرات سكانية من الأنماط السابقة للنمطالحديث , أو تلك المجتمعات التي تمر في عصر الاوبئة والمجاعات في طور انتقالها الوبائي .كذلك يناسب هذا النموذج المجتمعات المسلمة التي يتهددها خطر الإبادة .

وفيمايلي تلك الجوانب من الشريعة والممارسات الإسلامية التي فسرت على أنها مؤيدة للإكثار من التوالد , أي يمكن تصنيفها مع النموذج الأول.

أولاً - الانجا ب وانتشار الاسلام

يدعو الإسلام , مثله في هذا مثل الاديان الاخرى , المؤمنين الى زيادة عددهم ليعمروا الارض وينشروا كلمة الله . وبما أنه قد ينشأ صدام خلال عملية نشر الدين , فانالمحاربين كانوا موضع ثناء وتقدير , كما أن الشهداء كانوا موضع إكرام وتبجيل .وهذا الجانب في الإسلام ربما عزز ايضاً الاتجاه الى تفضيل البنين , وهو قيمة اجتماعية تبنتهاالمجتمعات السابقة للإسلام لعدة قرون .

وفيما يلي بعض الآيات والاحاديث التي كثيراً ما يستشهد بها في هذا المجال :

( المال والبنون زينة الحياة الدنيا ) ( سورةالكهف / 46 ).

' تزوجوا الودود الولود .'

' تناكحوا تكاثروا فإني مباه بكم الأمم يوم القيامة .'

غير أن هذه القيم لم تكن مطلقة , حتى في الأوقات التي كانت فيهاالاوضاع البيئية قاسية وتبرر سيادة النموذج المحبذ للاكثار من الانجاب . فالآيات المنزلة والأحاديث الشريفة تحدثت أيضاً عن نوعية الحياة بعبارات فسرت على أنها تنسجم معفلسفة التخطيط العائلي .فالعدد الكمي , مثلا, لم يكن الهدف الوحيد وراء حث المؤمنين على ' التناكح والتناسل .' فليس من المعقول ان يباهي النبي بأمة اذا كانت ضعيفة ومريضةوجاهلة ومتخلفة , بالغا ما بلغ تعدادها . وفي هذا الصدد جاء في القرآن الكريم :

( قل لايستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث ) ( سورة المائدة 100 ).

ومع أن الإسلاميقر بالقيمة العالية للمال والبنين , فإنه لم يعتبر المال والبنين قيماً مطلقة . فالآية القرآنية الكريمة التي تنادي بهذه الاهداف في الحياة , تذكر المؤمنين بأن ثمة قيمةأعلى يجب أن نسبغها على حياة أكثر صلاحا وخيراً :

' المال والبنون زينة الحياة الدنيا , والباقيات الصالحات خير عند ربك ثوابا وخير أملا '( سورة الكهف / 46 ).

' وماأموالكم ولا أولادكم بالتي تقربكم عندنا زلفى '( سورة سبأ / 37 ).

ثانيا- الكثرة في النموذج الأول نسبية ومشروطة وليست مطلقة إن الكثرة التي دعا إليها الإسلام لاتنشدلذاتها ولكن لما يترتب عليها من صلاح الأسرة والمجتمع والأمة .فان كانت الكثرة في صالح المسلمين فهي مرغوبة , أما إذا كان من شأنها أن توهن من قوة الأمة , وتجلب لها المتاعبفي حياتها , والحرج والضيق في القيام بأعبائها , فإن مرونة الدين لا تقف حائلا دون التنظيم , بل إن التنظيم يصبح مطلوباً في هذه الأحوال .

وقد ذكر القرآن أن كثرةالمسلمين لا تعني عنهم شيئا إذا كانت مصدراً للغرور والتواكل فقد تصبح مصدراً للضعف والهزيمة.

' ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم , فلم تغن عنكم شيئا , وضاقت عليكم الأرضبما رحبت , ثم وليتم مدبرين '( التوبة / 25 ).

وذكر الرسول ( ص ) كثرة للمسلمين تكون كثرة واهية متداعية ضعيفة غير متماسكة , لاتستطيع أن تقف أمام مطامع الأمم .

' يوشك أنتتداعى عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة الى قصعتها , قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يارسول الله ؟ , قال : لا إنكم يومئذ لكثير , ولكنكم كثرة كغثاء السيل '.

ثالثا: مارسالمسلمون تحديد النسل تحت النموذج الأول :

من الثابت ان المسلمين مارسوا العزل واستعمال حاجز لمنع الحمل في أيام الرسول ( ص ) وفي كل العصور الإسلامية بعد ذلك بالرغممن ارتفاع معدل الوفيات خصوصاً بين الأطفال وبين المجاهدين .ومن الدواعي لتنظيم النسل في العصور الأولى :

أ- المحافظة على صحة المرأة التي قد تضرها كثرة الحمل .

ب-المحافظة على جمال المرأة , فقد تترهل من كثرة الحمل , وذلك رأي حجة الإسلام الإمام الغزالي .

ج- المباعدة بين حمل وآخر وتجنب ' الغيل '.

د- وجود مشقة مادية لا تسمحبإعالة الكثير من الأطفال .

رابعاً : أطباء الإسلام يدرسون طرق منع الحمل ويدخلون هذا العلم الى أوروبا .

نجد أن كتب الطب في العصور الإسلامية تحتوي على أبواب لمنعالحمل . وقد أدخل أطباء الإسلام هذا العلم الجديد الى أوروبا إذ ظلت كتب الطب الإسلامية تدرس في أوروبا حتى منتصف القرن السابع عشر . ومن هذه الكتب كتاب القانون لابن سينا ,وكتاب الحاوي في الطب لاسماعيل الجرجاني , والكتاب الملكي لعلي بن عباس , وكتاب الإرشاد لابن الجامع , وتذكرة داوود الأنطاكي .

النموذج الثاني - أو النموذج الانتقالي

وهو النموذج الذي يلزم تطبيقه عندما يحدث انخفاض غير مؤقت في معدل الوفيات كما حدث في المجتمعات الإسلامية عقب الحرب العالمية الثانية حيث انخفضت معدلات الوفاة بينالأطفال الرضع والأطفال دون الخمس سنوات , والشباب والأمهات على وجه الخصوص . ومع هذا الانخفاض لم يعد هناك داع لإنجاب عشرة أطفال على امل أن يعيش منهم ثلاثة أو أربعة . فمعالتقدم الصحي ( والإسلام يدعو الى الأخذ بالأسباب بما في ذلك الرعاية الصحية ) تحسنت لى درجة كبيرة احتمالات بقاء كثير من الأطفال على قيد الحياة .

وتحت هذا النموذجيلجأ المسلمون الى استعمال وسائل منع الحمل بطريقة منظمة للدواعي الآتية من ناحية الأسرة:

أ- للتحكم في حجم الأسرة حسب الطاقة المادية للأب .

ب- للمحافظة على صحةالأم وجمالها .

ج- للمحافظة على السعادة العائلية التي تنغصها في العصر الحديث المشاكل الناتجة عن كثرة الأطفال وازدياد متطلبات كل طفل , وارتفاع مستوى المعيشة .

د- لتمكين الأسرة من تنشئة أطفالها تنشئة إسلامية صحيحة وهذا يستدعي تخصيص الأوقات والجهود لهم , ولا يمكن ذلك إذا كان عدد الأطفال كبيرا.

يقول الرسول ( ص ) ' حق الولدعلى الوالد أن يعلمه الكتابة والسباحة والرماية , وألا يرزقه إلا طبيباً '.

ه- المباعدة بين حمل وآخر للمحافظة على صحة الأم والطفل .

و- مراعاة الشؤون الوراثيةوالجنينية لقيام جيل صحيح العقل والجسم , ولا يحدث ذلك إلا بتقليل الحمل .

أما من ناحية المجتمع المسلم فإن تنظيم النسل لا ذم له ( إلا في حالات التهديد بالإبادة ) وذلكللأسباب الآتية :

أ- التحكم في معدل زيادة السكان بحيث يسمح للنمو الاقتصادي والنهوض بالجماهير .

ب- تمكين الدولة من القيام بأعبائها في تقديم الخدمات الصحيةوالتعليمية والاجتماعية وغيرها , و لانجد اليوم مجتمعاً مسلماً لايوجد به ضغط متزايد على المدارس والجامعات والمستشفيات والمواصلات العامة وغيرها . وإذا استمر هذاالضغط فقد يؤدي الى خفض مستوى هذه الخدمات , وهذا أخطر عوامل التأخر والتخلف الاجتماعي بين الأمم . ولا يليق بالأمة الإسلامية ان تبقى تحت سحب التخلف أكثر من ذلك .

ج-إيجاد الفرص الكافية للأيدي العاملة . فمشكلة البطالة الحقيقية او المقنعة تزداد يوما بعد يوم .

وهناك أمور يجب تناولها بالنسبة للنموذج الثاني وهي :

أولا: مقياسالعزة و القوة والمنعة اليوم ليس بالعدد العديد , ولكن بالعلم والفن والفقه والايمان وإن كان العدد قليلاً:' إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا ألفاً من الذين كفروا بأنهمقوم لايفقهون '( الأنفال / 65 ).

وسر هذه الآية في آخرها , فهي تدل على أن غلبة المسلمين وإن كانوا أقل عدداً ترجع الى الإيمان القوي , والى التفوق في فنون الحرب والعلموالحياة , هزيمة الكافرين ترجع الى أنهم لايفقهون هذه الأصول .

ثانيا: توقع الإسلام مشكلات تنجم عن الضغط السكاني وأثره الاقتصادي , وكما يقول الرسول ( ص ) :

' لاتقومالساعة حتى يكون الولد غليظاً '.

' يأتي على الناس زمان يكون هلاك الرجل على يد زوجته وولده وأبويه , يعيرونه بالفقر , ويكلفونه ما لايطيق , فيدخل المداخل التي يذهب فيهادينه فيهلك '.

' أعوذ بالله من جهد البلاء , قالوا ما جهد البلاء يا رسول الله ؟

قال : قلة المال وكثرة العيال '

وفي رواية أخرى: ' جهد البلاء كثرة العيال مع قلةالشيء '

' أغبط الناس عندي مؤمن خفيف الحاذ ( أي قليل العيال ) ذو حظ من صلاة '

' التدبير نصف العيش , والتودد نصف العقل , والهم نصف الهرم , وقلة العيال أحد اليسارين '

ويقول ابن عباس ' إن كثرة العيال أحد الفقرين , وقلة العيال أحد اليسارين '

ويجب أن نفهم أن هذه المبادىء كانت سارية حتى في الأيام التي كانت فيها الكثرة مرغوبة ,فالأحرى ان يجري تطبيقها اليوم .

ونلاحظ , في أقطار إسلامية كثيرة , أن التغيرات الإجتماعية السريعة التي حدثت نتيجة لاتجاه المجتمعات الى التحديث قد حولت الحاجةالسابقة الى مزيد من الأيدي للعمل في الحول - حولتها اليوم الى حاجة أخرى تتطلب تخفيض عدد المعالين . وعلاوة على ذلك فان الآباء من مختلف مسالك الحياة قد تملكتهم رغبةجامحة الى توفير تعليم جيد لأطفالهم , حتى وان لم يكونوا قد تلقوا هم انفسهم مثل هذا التعليم , لاسيما بعد أن أدركوا أن الأفراد الحائزين على مؤهلات أفضل يحصلون على وظائفأفضل في المجتمع الحديث .وهكذا اختلفت النظرة الى الفوائد التي كان الآباء في الماضي يتوقعونها من إنجاب أطفال عدة ليساعدوهم في الحقل أو في أعمالهم الأخرى , واصبح الناساليوم يقرون بالعوائق المترتبة عى وجود عدد كبير ممن هم بحاجة الى اعالة وتعليم .

ثالثا : ان هناك عدداً من الانعكاسات الصحية لمخطط التوالد عند الإسلام تتضح في آياتمثل :

( لاتضار والدة بولدها , ولا مولود بولده ) ( البقرة / 233 )

لاحظ أن في الآية إشارة الى الضرر الصحي للأم والضرر المادي للأب .

وهناك آيات أخرى تدعوا الىالتباعد بين الولادات حتى في نطاق النموذج الاول , وذلك عن طريق الإرضاع والعزل مثل :

( والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة ) ( البقرة / 233 )

( وحمله وفصاله ثلاثون شهراً ) ( الأحقاف / 15 )

هذا ويحذر النبي ( ص ) من الحمل اثناء الرضاعة , وهو ما يعرف ' بالغيل ' واذا استعرضنا الكتب والنشرات الصحية الحديثة , تبينلنا أن الأمهات والأطفال يتعرضون لأخطار صحية شديدة نتيجة للافراط في الإنجاب , وقصر الفترات بين الولادات , والحمل في سن مبكرة جدا أو متأخرة جدا .ومن هذه المخاطر ازدياداحتمالات المرض او الوفاة بتأثير الولادة , واحتمال تعرض الأمهات للمرض أو الوفاة , وازدياد سوء التغذية , وضعف نمو الأطفال وتطورهم . ويتضح من هذه الدراسات ان تنظيمالأسرة يجب أن يعاد تعريفه ليشمل , لاتحديد عدد الأطفال وحسب , بل كذلك زيادة التباعد بين حمل وآخر واختيار عمر الأم الذي يقل فيه خطر الحمل . وينبغي أن يشمل أيضاً توجيهافي الشؤون الوراثية والجنينية , ومعالجة حالات العقم كي يتاح للزوجين أن يحصلا على عدد من الأطفال حسب الحالة الاجتماعية والصحية والسكانية .

ثالثا : ( لا يمانعالإسلام في استعمال الوسائل الحديثة ( والقديمة ) لمنع الحمل مؤقتا , بل إن هناك من يرى أنه لا حرج في منع الحمل أساساً إذا رأى الزوجان ذلك دون إكراه , وإذا وجدت دواع لذلك).

المصدر : الاسلام وتنظيم الأسرة / مجموعة مؤلفين .

/ 1