حفظ النفس أول مصالح الخلق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

حفظ النفس أول مصالح الخلق - نسخه متنی

سعید بن سعید العلوی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

حفظ النفس أول مصالح الخلق

سعيد بنسعيد العلوي

الاجتهاد مراعاة ' حكم الوقت '

يتوسع المجتهدون من علماء أصول الفقه في تقدير معنى ' المصلحة ' ,فيربطونها بشرط تجب مراعاته : تقدير ما يقضي به ' حكم الوقت ' 0 ولكي نفهم هذا الشرط على وجهه الحقيقي, ينبغي أن نعلم أن الفقيه المجتهد , في سعيه الى أستنباط الحكم الشرعي في' النازلة ' التي تعرض عليه, يتوخى أن يعزز الحكم الذي يقوده أجتهاده إليه بالتعليل الضروري والكافي0

و ' التعليل ', هو البحث عن ' العلة ' أو السبب الخفي المبرر, ومن ثمفإن الفتوى التي يصدرها المجتهد, لا اعتداد بها إلا متى كانت ' معللة ' (أي حاملة لما يكفي ويلزم من العلل الشرعية والعقلية على نحو تكون به إحداها مؤيدة للأخرى وشارحة لها), غير أن المجتهد يصير, في بعض الاحيان, إلى حال من الحيرة والتردد أمام التكافؤ الحاصل بين رأيين أو حكمين مختلفين (أيكون الحكم , على سبيل المثال, بحظر شئ ما ومنعه أمبإباحة ذلك الشئ وترخيصع ؟)0 والحل, في حال مماثلة, هو الالتجاء الى ' الترجيح ': أي الحكم برجحان كفة رأي والأطمئنان إلى ما يتوافر فيه من 'علل' , في مقابل ضعف ' العلل ' التييحتج بهاالرأي الأخر المعارض0 وفي عمل ' الترجيح ' هذا يتدخل مبدأ او قاعدة 'حكم الوقت ', ولربما كان أفضل تمثيل لهذا المبدأ هو ما ينتهي اليه ابو الحسن الماوردي في كتابهالشهير الأحكام السلطانية عندما يكون بصدد مناقشة الشروط الواجب توافرها في ' أهل الأمامة ' (أي اولئك الذين تكون الأمة مطالبة, عن طريق ' أهل الحل والعقد ', أن تختار منبينهم رجلاً يبايعونه على ' الإمامة العظمى ' )0 يقول الماوردي :' فلو تكافأ في شروط الإمامة اثنان (000) ولو كان أحدهما أعلم والآخر أشجع , روعي في الاختيار ما يوجبه حكم الوقت: فإن كانت الحاجة الى فضل الشجاعة أدعى , لانتشار الثغور وظهور البغاة, كان الأشجع أحق0 وإن كانت الحاجة الى فضل العلم أدعى , لسكون الدهماء , وظهور أصل البدع كان الأعلمأحق'0 وهكذا يكون الفصل في الاختيار , في حال التردد والاضطراب بين نظرين, هو ما تقتضيه شروط الوجود الاجتماعي والسياسي, وبذلك فإن ' حكم الوقت ' يرقى إلى مرتبة الحكم الأسمىليكون مبدأ سامياً يمكن المجتهد من الاهتداء إلى مابه تتحقق المصلحة العليا للمسلمين , تلك التي كانت مقاصد الشريعة تبياناً لها ودفاعاً عنها في الوقت ذاته0

الحق أنالاحتكام إلى ' حكم الوقت ' في الامور التي تتعلق بالوجود السياسي والاجتماعي للمسلمين , هو أعتراف عملي بمنطق التاريخ في التغيير والتحول ,وإقرار لسنة الله في المون فيتغيير الأزمنة, كما أنه إعمال للعقل الفقهي (في عمله السامي) من أجل الاهتداء إلى الدفاع عن الشريعة0 وإذا ما رجعنا إلى صفحات من تاريخ الاسلام نستشيرها في هذه المسألةونستلهم درسها, نجد أن المجتهد (إذ يجابه بالمشكلات والقضايا السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تعرض للمسلمين في حياتهم) يكون أحد رجلين أثنين : رجل يشتط فيضيف علىنفسه وعلى من حوله في فهم معنى ' مقاصد الشرع ' وفي تقدير معنى 'المصلحة ', واخر يتسع نظره فيرنو ببصره الى الوجود السياسي والاجتماعي في حال من الشمولية في النظر والدقة فيتقدير الأحوال والموازنة بينهما0 يمكن القول إننا نكون , إزاء الرجلين, أمام ' قراءتين ' لواقع الاسلام, حين النظر, ولحال المسلمين زمن طلب حكم الشرع وإصدار الفتوى0 قراءةأولى لا تهتم بالصلات القائمة بين النصوص والوقائع فكأن التاريخ بالنسبة لها قد أنتهى أو توقف عند ' زمان مرجعي ' جامد في مكانه, فهو لا يتحرك, وهذه قراءة ترى الحاضر بعينالماضي0 وقراءة ثانية, همها الأول والأخير هو الحاضر وديدنها ما يفيده الحديث النبوي ' أنتم أدرى بأمور دنياكم ' فهي لذلك قراءة تسعى إلى أنارة النصوص بنور الشرع الخفي ,ذلك الذي يقضي بأن شرع الله يكون حيثما تكون مصلحة الانسان0

قد يكون في الحرص والتشدد في النظر الى أحكام الشريعة ما يكون مدعاة الى أقامة السدود والموانع في وجهالشريعة ذاتها متى كان من الناظر انصراف عن الاخذ بمايقضي به ' حكم الوقت ' وكان منه, نتيجة لذلك الانصراف, ضيق نظر وأنسداد أفق في فهم دلالة ' مقاصد الشريعة ' وفي تقدير 'المصلحة ' على وجهها الصحيح0

وفي زماننا هذا, في هذه الظروف العسيرة التي يعيشهاالاسلام ويحيا فيهاالمسلمون نحن مطالبون , جميعنا, وكل من موقعه ودائرة سلطته , بحسنإعمال العقل وتسديد النظر تحرياً للإصابة في تعيين ما يقضي به علينا ' حكم الوقت '0

المصدر : الاسلام وأسئلة الحاضر


/ 1