تحالف الفرنجی مع المغول نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تحالف الفرنجی مع المغول - نسخه متنی

منیر شفیق

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التحالف الفرنجي مع المغول

منير شفيق

عملت أوروبا بقياداتها الدينية المسيحية المتعصبة ضد الإسلام على التحالف مع المغولالوثنيين وكان الهدف توجيه حملتهم الهمجية باتجاه الديار الإسلامية. وذلك لكي تدمر الدولة الإسلامية والحضارة الإسلامية وتسحق البلاد العربية بما يعني عدم قيام قائمةللإسلام بعد ذلك. وبالفعل تحركت تلك القوى الهمجية بقيادة هولاكو وجنكيز خان وشنت بالتحالف مع أوروبا الصليبية حملات تدميرية بشعة ضد مركز الحضارة الإسلامية في بغدادبعد أن كانت قد ألحقت دماراً مماثلاً في الحضارة الإسلامية في إيران، ثم امتدت الى بلاد الشام عابرة فلسطين في طريقها إلى مصر لولا أن لقيت هزيمتها الأولى في غزة ثم نزلتبها الهزيمة الكبرى في عين جالوت بقيادة الملك قطز وقائد جيوشه بيبرس.

وهكذا استطاعت البلاد الإسلامية أن ترفع عن كاهلها في نهاية القرن الثاني عشر وأوائل القرنالثالث عشر الوجود الصليبي من فلسطين وتدحر الغزوة المغولية إلى ما وراء حدود العراق، وتوحد مصر وبلاد الشام مع الجزيرة العربية وأجزاء من بلاد المغرب العربي تحت حكمالمماليك. ولكن الجرح الإسلامي بقي ينزف في العراق وإيران من المغول المتحالفين مع الصليبيين، وكانت الدولة المملوكية في مصر وسوريا تقاتل الصليبيين على جبهة البحرالمتوسط. كما تصاعدت في وجهها الصراعات المسلحة مع البيزنطيين في شمالي سوريا. وقد أصبحت الحرب البيزنطية في شمالي بلاد الشام في المرحلة التالية للقرن الثاني عشراستمراراً للحرب الصليبية بعد أن تمت التحالفات البيزنطية الصليبية في أثناء الحملات الصليبية. وهكذا لم تكن تلك الجبهة لتهدأ حتى تعود فتنفجر في محاولة لاستعادة ملكبيزنطية المفقودة في بلاد الشام.

أما على جبهة البحر المتوسط فقد استمرت الحرب على أشدها فالصليبيون احتفظوا بمواقعهم في مالطة وصقلية وكريت وغيرها بعد أن فقدواقبرص. ومن ثم كان تاريخ القرون الثلاثة التي تلت انتهاء الحروب الصليبية على الأرض استمراراً لتلك الحروب في البحر المتوسط. وقد جرت خلال تلك الفترة عدة محاولات لشنغزوات صليبية مجدداً، لعل أهمها كانت الحملة على الاسكندرية.

قبل الدخول في المرحلة التالية من التاريخ العالمي التي تبدأ مع نهاية القرن الخامس عشر وبداية القرنالسادس عشر، لا بد من أن يلاحظ على المرحلة السابقة الممتدة من أواسط القرن السابع حتى نشوء الدولة العثمانية مايلي:

أ_ شكلت الدولة الإسلامية العالمية نمطاً مختلفاًكيفياً عن أنماط الامبراطوريات القديمة، لا سيما، عن النمط الأوروبي. كما حملت مشروعاً عالمياً يتهدد عالم الامبراطوريات القائمة على العنف والالحاق والنهب، ويتهددالقوى المحلية الطاغية ذات الطبيعة الظالمة.

2_ أخذ الصراع بين الحضارة الأوروبية بكل ألوانها والحضارة الإسلامية أبعاداً تخطت الأبعاد التقليدية في الصراع بينالأمبراطوريات أو الحضارات القديمة. وقد أصبح ذلك الصراع حرباً شاملة طويلة الأمد ومتعرجة وممتدة على كل الجبهات العقدية والفكرية والعلمية والمنهجية والاجتماعيةوالاقتصادية والعسكرية.

3_ اعتبرت أوروبا عدوها الأساسي هو الإسلام والشعوب الإسلامية. ولهذا شنت الحملات الصليبية التي تميزت بأشكال من التعبئة العامة التي لم تشهدأوروبا لها مثلاً إلى جانب قسوة متناهية في ضرب المسلمين. وقد أدى بها ذلك مع بداية تضعضع حملاتها الصليبية ونشوء الحملات المغولية الوثنية إلى مد خيوط التحالف معالوثنيين المغول في ذلك الوقت لاكتساح بلاد المسلمين وتدمير الإسلام حتى لو أدى ذلك إلى أن يعود المغول ويكملوا طريقهم إلى أوروبا.

إن التحالف الفرنجي الصليبي معالوثنية المغولية ضد الإسلام يجب أن يدرك بكل أبعاده وما يحمله من معان عميقة تكشف عن عمق الصراع الذي دار في ذلك الوقت، وما زال مستمراً حتى يومنا هذا.

4_ على الرغم منالنتائج المدمرة التي تركتها الحملة المغولية الأولى، ثم الحملة التتارية اللاحقة في 1400م، على الحضارة الإسلامية عموماً والحضارة العربية الإسلامية خصوصاً في بغدادفإن تلك الحروب انتهت بإسلام قسم كبير من الشعوب الغازية. ومن ثم بانتهاء الحملات وطي صفحتها. وذلك على الرغم من أن ما تركته من سلبيات ما زالت آثاره مستمرة حتى الآن.

المصدر : قضايا التنمية والاستقلال في الصراع الحضاري


/ 1