فقه المخارج و الحیل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فقه المخارج و الحیل - نسخه متنی

طه جابر العلوانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فقه المخارج والحيل

طه جابر العلواني

الفكر الفقهي وتأثير الإسرائيليات

إن بعض الفقهاء قد توسعوا في بحث المسائل ومد سلطان (الأرأيتيين)وبسطه على مختلف جوانب الحياة فاضطروا للتوسع في الأدلة تحت ضغط تصور خاطئ بأن النصوص متناهية والوقائع غير متناهية وقد رد ابن حزم وغيره مثل هذا الادعاء فشفى وكفىفليراجع في موضعه من (إحكام الأحكام) في مباحث القياس والاستحسان.

ولا شك أن هذا قد فتح باباً واسعاً لدخول كثير من الفقه الدخيل إلى هذه الأمة في سائر الأبواب، وإناذاكرو بعض الأمثلة التي نقل ابن حزم في الأحكام جملة منها في (5/161 وما بعدها) قال: حرَّم بعض المالكِّيين ما وجد من ذبائح اليهود ملتصق الرئة بالجنب، وهذا مما لا نص فيالقرآن ولا في السنة على أنه حرَّم على اليهود، ولا هو متفق عليه عندهم، لكنَّه شيء انفردت به الربانية منهم وأما العاناتيَّة والعيسويَّة والسامريَّة فإنَّهم متفقونعلى إباحة أكله لهم.

ومن الملفت للنظر أن هناك نماذج في كل باب من أبواب الفقه تقريباً على هذا النوع من المذاهب والأقوال بل إن أفكار المسخ التي كانت سائغة قبلالإسلام ورحم الله البشرية منها بالإسلام أخذت تفرض نفسها على بعض الفقهاء ليقولوا فيها كلمتهم مثل تشكل الجن بأشكال الإنس، إذا حدث هذا فهل يحسب هؤلاء في نصاب المصلينيوم الجمعة؟

موضوع زواج الإنس بالجن، وادعاء الزانية الحبل من جني وهل يدرأ الحد به أو لا؟

وقد نقل جولد زيهر بعض هذه الاهتمامات الفقهيَّة بطريقته وشنَّع عليهاكما في ص(174) من العقيدة والشريعة، ومن المفيد أن نورد هنا ما قاله المعلقون الأفاضل ـ من العلماء المسلمين ـ على ما أورده جولد زيهر: في العقيدة والشريعة، قالوا رحمهمالله:

العلاقات الجنسية بين الإنس والجن هي ضرب من الأساطير انتقل بطريق غير مباشر من الأفكار البابلية (إلى العقل اليهودي) ثم إلى القصص الشعبي عند العرب، ومن ثم إلىالخيال الشعبي لدى المسلمين، فتذكر فيها الشخصيات العربية القديمة وغيرهما من الأمم الأخرى التي كانت ثمرة هذا الاتحاد المختلط، والجاحظ في الحيوان (ج1 ص85) وما بعدهايسفه هذه الخرافات وينكرها، ويسمى الأشخاص الذين يسلمون بصحتها: (علماء السوء)، ويعمد إلى إغفالهم ولا يذكرهم إلا في حذر وحيطة.

وقد وردت في إعمال جمعية البحث الأثريالخاص بالتوراة (م28 ص83) بقلم (ر. كامبل ثومبسون) وفي كتاب (الفوكلور) (ج2 ص388 سنة 1900) للسايس أمثلة عن المعتقدات الشعبية الإسلامية، توهم، أن مثل هذا الزواج مستمد من القرآناستناداً إلى الآية 64 من سورة الإسراء هي قوله تعالى: (واستفزز من استطعت منهم بصوتك واجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلاغروراً) وغيرها من الآيات الكريمة الأخرى.

ومن جهة نظر الشرع الإسلامي أثبت بعض العلماء بطلان هذا الزواج استناداً إلى الآية (72) من سورة النحل: (والله جعل لكم منأنفسكم أزواجاً) واستناداً على أن اختلاف الجنس مانع يحول دونه، غير أن هذا لا يقره جمهور العلماء.

ومما هو مثار الخلاف استحالة هذا الزواج شرعاً، ومما يؤيد ذلك أنيحيى بن معين وفقهاء آخرين من أهل السنة، ينسبون ما كان عليه بعض العلماء الذين ذكروا أسماءهم من الذكاء وسرعة الخاطر إلى أن واحداً من آبائهم كان من الجن كما يقال (تذكرةالحفاظ للذهبي ج2 ص149)، وقد ذكر بان خلكان (وفيات رقم 763)، أن شخصاً كان أخاً لجني في الرضاع، وانظر أيضاً: (أبحاث في فقه اللغة العربية (لجولد زيهر ج2/108) وحديثاً كتابمكدونالد (الموقف الديني والحياة والإسلام) ص143 وما بعدها، ص155.

ويحكي (الفرديل) أن أهل تلمسان يعتقدون أن واحداً من أهل مدينتهم توفي حديثاً سنة (1908) كانت له فضلاً عنزوجته الشرعية علاقات جنسية جنيَّة (أهل تلمسان المسلمين) (مستخرج من مجلة الدراسات البشريَّة والاجتماعية سنة 1908)، وقد بحث العلماء من الوجهة الشرعية مسألة ما إذا كانللملائكة والجن حق الملك (طبقات الشافعية ج5 ص179).

انظر أيضاً (أبحاث في فقه اللغة العربية) (ج1 ص109)، ويمكن هنا أن نشير إلى الشافعي، الذي خالف النزعة الغالبة على جمهورالفقهاء فقد روي عنه هذا المبدأ العام: (من زعم من أهل العدالة أنه يرى الجن أبطلنا شهادته لقول الله تعالى إنه: (انه يراكم هو وقبيله من حيث لا ترونهم) إلا أن يكون نبيَّاً،ولا نبي بعد محمد صلى الله عليه وآله.

قلت: لكن مذهب الإمام الشافعي لم تسلط عليه الأضواء في هذه المسألة، ولذلك استمر المسلمون إلى عهد قريب جداً يلقبون بعض المفتينبأنه (مفتي الثقلين) أي الإنس والجن، وهناك من ينسب إلى بعض الأفاضل الأحياء المعاصرين أنه يتحدث إلى الجن، وأن هناك من دخل الإسلام منهم على يديه، بل إن هناك من أخذ يجريمقابلات صحفية ينشرها مع زميل له يبدو أنه من (هيئة الإعلام أو وزارة الإعلام) لإخواننا الجن: كأن المسلمين المساكين لا تكفي لإذهاب ما بقي من عقولهم أجهزة الإعلامالمعاصرة العملاقة فاستعانوا عليهم (بإعلام إخواننا الجن).

المصدر : مقاصد الشريعة


/ 1