تطبیقات العهد النبوی فی العلاقات الخارجیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطبیقات العهد النبوی فی العلاقات الخارجیة - نسخه متنی

السید عمر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

تطبيقات العهد النبوي في العلاقات الخارجية

السيد عمر

أرست التطبيقات التي شهدها العهد النبوي مجموعة من المبادئ السياسية فيترتيب العلاقات بين المسلمين وغيرهم في مرحلتي ما قبل التمكين للمسلمين في الأرض، والتمكين لهم، في السلم والحرب، وفي تحديد أساس المواطنة في دار الإسلام، وأسس إعدادالمسلم للوفاء بمقتضيات العلاقة الإسلامية المثلى بين دار الإسلام ودار أمة الدعوة، كا حددت تلك التطبيقات ضوابط العلاقة بين المسلمين وغيرهم في مرحلة الدعوة، وأسس تلكالعلاقة في ظل احتمالات تشمل: الإصرار على عدم الدخول في الإسلام مع استخدام القوة ضده، أو مع نبذ استخدامها ضده، أو دخول البعض فحسب في الإسلام. وحددت تلك التطبيقاتالحالات المأذون فيها باستخدام القوة، وضوابط الاشتباك المسلح، وتدابير معالجة آثار ما بعد اللجوء الفعلي إلى القوة في مجال تلك العلاقة.

وسوف نتتبع في هذا المطلبالخطوط الرئيسة للترتيب الأمثل لتطبيق المرتكزات القرآنية السابق بحثها في المطلب السابق في ضوء التطبيق النبوي لها:

أولاً: تدابير ترتيب العلاقة بين المسلمينوغيرهم في مرحلة ما قبل التمكن: قضى الرسول زهاء ثلاثة عشر عاماً في مكة، في دعوة سلمية إلى التوحيد، وما يرتبط به من ترتيب لكل العلاقات، بما يجعلها في خدمة هذا المبدأ،وذلك بتأسيسها على معيار أوحد هو: 'تقوى الله، والإيمان بالبعث والحساب بعد الموت' وكانت هذه الفترة ـ العهد المكي ـ نموذجاً لوضع كان المسلمون فيه إقلية، وسط طوفان منالعداء السافر فكيف رتب الرسول العلاقة بين المسلمين وغيرهم في ظل هذا الوضع؟

1- تمثل الأساس الأول الذي ثابر الرسول على إرسائه في هذه المرحلة في إنشاء جماعة إسلاميةسلاحها، هو: التوحيد الخالص، وقوام علاقتها مع غير المسلمين، هو الثبات والصبر وقبول التضحيات أيا كانت، ورفض الإغراءات بكل أشكالها في سبيل المبدأ.

2- وتمثل الأساسالثاني، في السعي إلى بناء علاقة مع غير المسلمين، تقوم على:

أ ـ الانفتاح عليهم عبر الدعوة والإقناع، كآلية ترمى إلى زحزحة الكفار عموماً، ورؤوس الملأ من قريشخصوصاً، عن اختيار أسلوب القمع المقاطعة في مواجهة المسلمين واستبداله بالحوار ومقارعة الحجة بالحجة في حرية تامة.

ب ـ كما لاذ المسلمون بعدل عناصر غير مسلمة، فيتأمين المسلمين المستضعفين، ضد الفتنة في الدين، بترتيب هجرة سرية إلى بلاد الحبشة التي كان ملكها نصرانياً، ولكنه لا يظلم عنده أحداً.

ج‍ ـ وصمد المسلمون في هذهالمرحلة، لإجراءات الحصار، الذي طبقته قريش ضد المسلمين، وضد من لم يوافق على التصدي لهم.

والخلاصة، في ضوء التطبيق النبوي، أن المبدأ الذي ينبغي أن يحكم العلاقة بينالمسلمين في مرحلة ما قبل التمكين، يمكن صياغته على النحو التالي: (السعي إلى بناء جماعة إسلامية مثالية، تكون بذاتها تجسيداً تطبيقياً لمضمون الدعوة الإسلامية، وعدمالانغلاق على الذات، والحركة المتواصلة الرامية إلى إقناع غير المسلمين بمبدأ: لا إكراه في الدين، والسعي الدائب من أجل تأمين قاعدة حصينة يأمن فيها المسلمون علىأنفسهم، وعلى حرية الدعوة للدين الإسلامي).

د ـ ولقد أرسى الرسول بوضوح، في المرحلة، إمكانية الاستعانة بالعناصر المأمونة من غير المسلمين، في أمور تتعلق بمصيرالجماعة الإسلامية.

3- ويتمثل المبدأ الثالث، والأخير، في ترتيب العلاقة في هذه المرحلة في: استبعاد خيار الرد على استخدام غير المسلمين القوة، بالمثل. وقد تأكد هذاالمبدأ بتمسك الرسول به بحزم، حتى الهجرة إلى المدينة.

ثانياً: ترتيبات العلاقة في دور التمكين للمسلمين في الأرض: يمكن القول بأن التطبيقات التي شهدها العهد النبويفي مرحلة ما بعد التمكين، بالاستقرار في المدينة المنورة، تؤكد أن العلاقة المثلى بين المسلمين وغير المسلمين، في ظل هذا الوضع ليست علاقة حرب، وليست علاقة سلم، وإنماهي بالأحرى، كما يقول ابن عباس، 'علاقة مبنية على الجهاد'. فما هي أهم الخطوط الرئيسة لما يمكن وصفه بالبيان النبوي التطبيقي لتفاصيل المبادئ التي أجملها القرآن الكريملترتيب العلاقة المثلى بين المسلمين وغير المسلمين، كعلاقة يحكمها السعي إلى: إرساء التوحيد كلازمة أساسية للجهاد، والجهاد من أجل التوحيد؟

1- آليات إرساء التوحيدكلازمة للجهاد: تتمثل الركيزة الأولى لترتيب العلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، في السعي إلى بناء قوة إسلامية تنصهر في التوحيد، بحيث يصير هو الإطار الحاكم، والضابطلحركتها فيما بينها.

ومن أهم التدابير التي استخدمها الرسول لتأسيس هذه الركيزة:

أ ـ أخذ البيعة على أمور تفضي إلى تنشئة مجاهدين إسلاميين: فلقد بدأ النبي في بيعةالعقبة الثانية، بأخذ البيعة على أمور تؤهل صاحبها فيما بعد، لأن يكون مقاتلاً مسلماً، وهي: عدم الوقوع في شيء من موبقات ست: الشرك بالله، والسرقة والزنا، وقتل الأولادوإتيان البهتان، ومعصية الرسول في معروف. وأوفد معهم مصعب بن عمير، لترسيخ هذه المبادئ، التي كانت تمهيداً لابد منه لإضافة شرط البيعة الأخير، وهو الدفاع عمن يهاجر إلىالمدينة من أصحاب النبي، وعن النبي إن هاجر إليها.

ب ـ وتمثل التدبير السياسي الثاني، في هذا الصدد، في إطلاق مصطلح إسلامي هو: 'المهاجرون' كرمز يجمع المسلمين الذيهاجروا إلى المدينة دون نظر إلى العشائر التي ينتمون إليها، ويرسى أساس اجتماعهم، أولاً وأخيراً، على العقيدة الإسلامية، ومحورها: التوحيد، وكذا إطلاق مصطلح 'الأنصار'ليشمل مسلمي يثرب من الأوس والخزرج، جميعاً، دون نظر إلى القبائل، في إشارة واضحة إلى جعل الوحدة في العقيدة، قاعدة لنظام العلاقة بين المسلمين في المدينة. ثم ربط الرسولبين الجانبين بنظام 'المؤاخاة' كأداة لصهر المهاجرين والأنصار في وحدة سياسية واحدة، تعرف باسم: أمة المؤمنين، وتكون نواة لمجتمع جديد.

ج ـ وتمثل التدبير السياسيالثالث، في وضع وثيقة عرفت بصحيفة المدينة، وهي بمثابة دستور دائم يحكم العلاقات الداخلية والخارجية لدولة المدينة، على حد سواء.

وفيما عدا الأمور الداخلية التي حرصدستور المدينة على توزيع مسؤولياتها على أساس قرابي ضيق، بحيث يسند لكل فخذ على حده، التزامات معينة على قدم المساواة يتصدرها التكافل في دفع ديات القتل الخطأ، وفداءالأسرى، وذلك في ظل مبدأ عام قوامه اعتبار أن الأمة الإسلامية أمة مفتوحة بإتاحة حق الانضمام اللاحق لأحكام هذا الدستور، لمن يرضى الانصياع لأحكامه، حيث نصت على: 'أنالمسلمين من قريش ويثرب، ومن تبعهم فلحق بهم، وجاهد معهم، أمة واحدة من دون الناس'.

ومن أهم ما تضمنته هذه الوثيقة الدستورية، بخصوص العلاقة بين المسلمين وغيرالمسلمين، في دار الإسلام، مسألة اعتبارها أن عنصر الإقليم هو وليس الدين أساس حق المواطنة، وذلك بتأكيدها حرية الأديان السماوية الأصل، وعدم قصر حق المواطنة علىالمؤمنين، بالتسليم بوجود مشركين ضمن شعب المدينة، وترتيب حقوقهم وواجباتهم فيما بينهم من جهة، وفيما بينهم وبين المسلمين من جهة ثانية.

وقررت الوثيقة أن أساسالعلاقة رغم اختلاف الدين هو: البر والنصح دون الإثم ونصرة المظلوم. ونصت على أن لليهود في مواجهة بعضهم البعض حقوقاً والتزامات مماثلة تمام لتلك القائمة بين المسلمينوبعضهم البعض.

عن الدور السياسي للصفوة في صدر الإسلام


/ 1