تربیة الجنسیة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تربیة الجنسیة - نسخه متنی

مریم سلیم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

د

د. مريم سليم

التربية الجنسية


إن التربية الجنسية لا تختزل إلى مجرد محادثة الطفل عن كيفية ميلاد الأطفال الصغار، وكيف أنهم كانوا قبلولادتهم أجنة.

|إن التربية الجنسية تشكل جزءاً من الحياة، جزءاً من التربية بالمعنى الحصري للكلمة؛ بل هي أحد أوجهها؛ تبدأ عد الولادة وتتابع على مدى سنوات الطفولةحتى تصل إلى ما بعد مرحلة المراهقة|، ذلك إن التربية الجنسية بالمفهوم الصحيح ينبغي أن تلبي عدة أهداف.

يجب أولاً أن تساعد الطفل على إدراك الجنس الذي ينتمي إليه، وأنيشعره ذلك براحة نفسية، فبعض الأهل مثلاً الذي خاب ظنهم ورزقوا بنتاً يعاملونها كما لو كانت صبياً، أو العكس، وفي الحالتين تترتب على ذلك نتائج غير حميدة، بالإضافة إلىذلك فإن الطفل عندما يكتشف في حدود 3 سنوات على العموم ـ الفروقات التشريحية بين الجنسين، يجب أن لا نصدمه بهذا الاكتشاف الذي حققه اللمس أو النظر إلى أعضائه التناسلية،أو إلى الأعضاء التناسلية للجنس الآخر، قائلين له: 'لا تلمس أو لا تنظر فهذا قبيح، هذا عيب. إن مثل هذه الملاحظات تقع في غير موضعها، واياكم ثم اياكم أن تهددوا الصبي، إذاما لاحظتم أنه مستمر في لمس عضوه التناسلي وتقليبه: 'بأننا سنقطع لك حنفيتك'. فمثل هذا التهديد الشائع عند الأهل له نتائج خطيرة على الصعيد المستقبلي، إذ قد يشعر الطفلبالإثم لفترة طويلة جداً.

إن الأهل النموذجيين هنا هم الذين يساعدون شيئاً فشيئاً، صبيهم على أن يصبح رجلاً، وابنتهم على أن تغدو امرأة، فهذا كما يرى المحللونالنفسيون، إحدى المراحل الأساسية في نمو الطفل، والطفل في نموه يكبر باحثاً عن تقليد بالبالغين، مفتشاً عن التماهي بهم، الصبي يتبع اباه، والبنت تتبع امنها. التربيةالجنسية تعني أيضاً اكتشاف الجنس الآخر، اكتشاف العلاقة بين الرجل والمرأة.

وان اكتشاف الجنس الآخر يكون أكثر سهولة ويسراً في الأسر المختلطة، أي في الأسر التي يوجدفيها أخوة وأخوات، فالفتاة التي ليس لها أخ، وتنتقل فيما بعد إلى مدرسة للبنات سوف تصاب بالتردد والحيرة في أول فرصة تتيح لها الاحتكاك مع الصبيان. إلى ذلك فإن الطفليكتشف العلاقة بين الرجل والمرأة من خلال مراقبته ما يجري بين والديه، فهما اللذان يقدمان له الصورة الأولى عن 'الزوجي' لهذا فمن المهم جداً أن تكون صورة جيدة، ذلك أنجزءاً مهماً من تربية الطفل الجنسية يكون قد أُنجز إذا ما وقعت عيناه على 'زوجي' متحد وسعيد. إذ كيف يمكن أن نشرح الطفل بأن ما يقرب الرجل والمرأة بعضهما من بعض هي السعادةالتي يجدانها في العيش معاً، والرغبة المشتركة في أن يتمكنا من إنجاب طفل، في حين أننا على صعيد الواقع نعطيه مثلاً عكس ما نقول تماماً؟ أن الطفل سوف يكون هنا أمام واقعمناقض للقول.

أما اطلاعه على خفايا الأمور الزوجية هنا سوف يتم شيئاً فشيئاً، فالطفل سوف يطرح الأسئلة، بدءاً من سن 3 سنوات، وربما تأخر في ذلك بعض الوقت، وهذهالأسئلة سوف تولدها مناسبات عدة، صورة، كلمة وردت في محادثة، المعلمة الحامل في المدرسة، محادثة مع طفل أكبر سناً، الخ...

المهم هنا هو:

ـ أن لا نعطي الطفل أجوبةخاطئة نكون مضطرين فيما بعد إلى تكذيبها (من مثل الولادة داخل ملفوفة، أو اللقلق) ذلك أنكم إذا غشيتم الطفل مرة، فأنتم تجازفون بان تخسروا ثقته بكلامكم. لكن هذا لا يعني أنتتوسعوا بالإجابة وان تفيضوا في ذلك عما طلبه الطفل في سؤاله. وتحدثوه عن تفاصيل لم تخطر على باله. من جهة أخرى فإن الطفل سوف ينسى للتو كلامكم، وسيعود إلى طرح السؤالمجدداً بعد أيام قليلة.

ـ أن لا تتهربوا بقولكم: 'ما زلت صغيراً جداً' أو 'لا يمكنك الآن أن تفهم' تذكروا أن هناك دائماً شرحاً مناسباً لكل سن، المهم أن تتجنبوا الظهوربمظهر المحرج حتى لا تولدوا الانطباع لدى الطفل، بان هناك علاقة مباشرة بين 'جنس وسر'.

ـ إذا كنتم في عجلة من أمركم، قولوا للطفل ببساطة: 'أعد طرح السؤال مجدداً هذاالمساء، سيكون لدي وقت أطول لأجيبك'.

تظهر في كتب التربية الجنسية اليوم 'الجنسية الطفلية'، والسائد أن لا شيء أبعد مما بين الطفل والجنس، فالجنس بالنسبة لنا، هو مايقوم من علاقات بين البالغين واللذات الحسية الناجمة عن ذلك. أن للطفل لذة حسية حتى عندما يكون صغيراً جداً. انظروا إلى الطفل الذي يولد حديثاً، وانظروا إلى حواسهتحديداً: الذوق، اللمس، الشم، ألا تمده هذه كلها بأحاسيس لذيذة لحظة الرضاعة، ورويداً رويداً هو يكبر، ونراه يجرب أحاسيس بدنية أخرى مرغوب فيها، فمثلاً عندما يكتشفأعضاءه التناسلية ألا يجد في ذلك لذة كبيرة؟ إن الجنسية لا تبدأ في سن البلوغ، لكنها تستيقظ شيئاً فشيئاً، وتأخذ أشكالاً عديدة، إنها تنبثق على مراحل، تماماً كما الذكاء.نصف. المراهق الذي يتمكن من حل مساءلة ما بأنه ذكي. كذلك فإن الطفل الصغير ذكي أيضاً نسبياً إذا تمكن من وضع العلب المتناقصة الحجم الواحدة داخل الأخرى، ثم عاد وأفرغهابعضها من بعض، مكتشفاً بذلك قواعد الطرح والجمع، إنه ذكي لا شك في ذلك بطريقة أخرى، وهذا بالضبط ما سيقوده إلى ذكاء البالغ. الشيء نفسه يمكن قوله بالنسبة إلى مسألة الجنس،فهي لا تتخذ عند الطفل الأشكال والمظاهر نفسها التي نراها عند البالغ، لكنها حاضرة فيه، وفيها بالضبط تكمن جذور جنسية البالغ.

يعمل الأهل على تنشئة الصبيان والبناتعلى نحو مختلف، وترى 'الينا بلوتي' أن الفتاة تولد أنثى مرة واحدة، إلا أن المجتمع هو الذي يلدها عقب ذلك 10 سنوات كأنثى، والصبي الصغير كذلك يعامل هو أيضاً بطريقة مختلفة:فالأم ترضعه وقتاً اطول، تعفيه من ممارسة المهمات المنزلية التي لا تليق به، والرجل وابنه يعاملان كما لو كانا ملكين. يمكن أن نضيف أن هذه الطروحات وأن كانت عدوانية فيظاهرها، لكن تغيير الذهنيات يتطلب بعض الأحيان المصادمة'.

والأنثى القابلة بأنوثتها تتمكن من إقامة علاقات صحية مع أبناء جنسها، وكذلك الجنس الآخر، والتربيةالجنسية تساعد الأفراد على إقامة علاقات سوية بعضهم ببعض، علاقات بعيدة عن الإحباط والشعور بالدونية بالنسبة للأنثى، وعلاقات بعيدة عن التسلط والاستغلالية بالنسبةللذكر، هي تربية تنشأ في الأسرة مع الأخت والأم، وتنتقل إلى الزوجة، ولا يمكن إطلاقاً تكوين عائلة سعيدة فيها مستغَل ومستغِل فيها إحساس بالدونية وشعور بالتعالي.

التربية الجنسية تهدف إلى تشجيع الاستقرار الأنفعالي والعاطفي لدى الكائن البشري. وتساعد على بناء سليم تسوده علاقات اكتفاء وعدالة، أما على المستوى النفسيوالأنفعالي فالجنس ليس فردياً، إنه عملية نفسية اجتماعية، هو نتيجة تعلم من البيئة المحيطة، وأي فشل في التعلم يشكل اضطراباً في هوية الانتماء إلى جنس معين، ذكراً كانأم أنثى.



المصدر : الطفل من الولادة حتى الخمس سنوات

/ 1