جانب الأخلاقی فی فلسفة الحکم عند الامام علی (ع) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

جانب الأخلاقی فی فلسفة الحکم عند الامام علی (ع) - نسخه متنی

نوری جعفر

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الجانب الأخلاقي في فلسفة الحكم عند الامام علي (ع)

د.نوري جعفر

أن الاخلاق عند الامام فكرة وسلوك في آن واحد: سلوك في العمل، والناس بنظرةثلاثة أصناف:

«فمنهم المنكر للمنكر بيده وقلبه ولسانه فذلك المستكمل لخصال الخير.

ومنهم المنكر بلسانه وقلبه والتارك بيده فذلك متمسك بخصلتين من خصال الخيرومضيع خصلة.

ومنهم المنكر بقلبه والتارك بيده ولسانه فذلك الذي ضيع أشرف الخصلتين من الثلاث وتمسك بواحدة.

ومنهم تارك الانكار بلسانه وقلبه ويده فذاك ميتالأحياء». فالتوافق التام بين عقيدة الانسان وبين قوله وعمله هو الغاية القصوى التي يدعو الامام الى غرسها في نفوس الناس. والعقيدة - بالطبع - هي الاساس الذي يستند اليهالمرء في قوله وعمله.

فاذا سلمت العقيدة - من الناحية الخلقية -. سلمت الأقوال والأفعال المنبثقة عنها وبالعكس. ولا فرق عند الامام بين فساد العقيدة وصلاحها اذا لم يكنالسلوك - في القول وفي العمل - منسجما معها في حالة سلامتها.

|ومن يدري فلعل العقيدة الفاسدة أقل ضرراً بالمجتمع من العقيدة السليمة التي لا تنسجم أقوال من يدعى أنهيحملها مع أفعاله في المدى القريب على أحسن الفروض.|

ذلك لأن الناس يسلمون مقدما بفساد العقيدة - باعتراف صاحبها - فيحزمون امرهم على مقاومته ومقاومتها بجميع الوسائلالمتيسرة لديهم.

اما المتظاهر بحمل عقيدة سليمة فليس من السهل اجماع الناس على مقاومته وبخاصة اذا ما وجد من يبرز بعض أقواله وأعماله غير المنسجمة معها.

يتضح ذلكبأجلى مظاهره في صفوف الحكام - القدامى والمحدثين - أكثر منه في صفوف الرعية. ولذلك سهلت مقاومة الحاكم الفاجر المكشوف وصعبت مقاومة الحاكم الفاجر المستور.

وقد وضعالامام القاعدة الاخلاقية بشكلها السلبي لعلمه ان انكار المنكر- باليد واللسان والقلب - معناه، من الناحية الايجابية، التهيؤ لإشاعة غير المنكر فكرة وقولا وعملا. على أنذلك بنظره من أصعب الامور.

«فما أصعب اكتساب الفضائل وأيسر اتلافها!!»

وما أصعب «على من استعبدته الشهوات ان يكون فاضلا». ولكن إشاعة غير المنكر، مع هذا، أصعب منمقاومة المنكر في الأعم الأغلب.

ومقاومة المنكر في اليد أصعب منها في اللسان، هي في اللسان أصعب منها في القلب.

ولهذا نجد الامام يخاطب الناس بقوله:

«إن اول ماتغلبون عليه من الجهاد الجهاد بأيديكم ثم بألسنتكم ثم بقلوبكم».

وقد سمى مقاومة المنكر جهاداً في سبيل الله يجاهد المسلمون به ولاة السوء كما يجاهدون المشركين.

وقد صدق ظن الامام في هذا الباب كما صدق ظنه حين قال:

«يأتي على الناس زمان لايبقى فيهم من القرآن الا رسمه ونم الاسلام الا اسمه، مساجدهم يومئذ عامرة من البناء خرابمن الهدى، سكانها وعمارها شر أهل الأرض: منهم تخرج الفتنة واليهم تأوى الخطيئة». فقد لوثت السياسة «التي قاومها الامام » منذ مصرعه الى الوقت الحاضر فئة خاصة من رجالالدين وأغدقمت عليهم الجاه والمال والنفوذ والألقاب لمعاونتها في تثبيت مظاهر الفساد في الحكم وايجاد مخارج «شرعية» لموبقات الحاكمين من جهة وصرف الناس عن التحدث عناعتداء الحكام على مبادىء الدين - والهائهم بوعظ تافه لا يمس جوهر الدين - من جهة أخرى.

ثم خص الامام بالذكر الحاكم فقال:

«من نصب نفسه اماماً للناس فعليه أن يبدأبتأديب نفسه قبل تأديبه غيره».

وليكن تأديبه بسيرته قبل تأديبه بلسان»والا «كان بمنزلة من رام استقامة ظل العود قبل أن يستقيم ذلك العود». لأن «الداعى بلا عملكالرامي بلا وتر» وفاقد الشيء لا يعطيه كما يقولون.

والعمل الصالح الذي يقوم به شخص متواضع الحسب يرفع - بنظر الامام - منزلة ذلك الشخص فيشرف حسبه وبالعكس.

فمن«أبطا به عمله لم يسرع به حسبه» و «شتان بين عملين، عمل تذهب لذته وتبقى تبعته، وعمل تذهب مؤنته ويبقى أجره.

يصف العبرة ولا يعتبر. فهو على الناس طاعن ولنفسه مداهن».واذا كان ذلك الخلق خطراً على كيان المجتمع «اذا اتصف به أفراد الشع» فهو على كيان المجتمع أخطر اذا اتصف به الحاكم.

قال الامام في هذا المعنى:

«أني لا أخاف علىأمتي مؤمنا ولا مشركا: أما المؤمن فيمنعه الله بإيمانه وأما المشرك فيمنعه الله بشركه. ولكني أخاف عليكم كل منافق الجنان عالم اللسان يقول ما تعرفون ويفعل ما تنكرون» فهويريد من الحاكم ان يتبع ما أمره الله به في سورة «ص» حين قال:

«يا داود انا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله».

ثم عادالى الناس يخاطبهم فقال: «إياكم وتهزيع الاخلاق وتصريفها. اجعلوا اللسان واحداً. ليخزن الرجل لسان فان هذا اللسان جموح بصاحبه... ان لسان المؤمن من وراء قلبه وقلب المنافقمن وراء لسانه» وان من «عدم الصدق في منطقة فقد فجع بأكرم اخلاقه». وما «السيف الصارم في كف الشجاع بأعز له من الصدق.

والعقيدة السليمة من وجهة نظر الامام هي الايمانبالله على الطريقة الاسلامية مع جميع مستلزماته من الناحيتين النظرية والتطبيقية العلمية.

وفي ضوء ما ذكرنا نستطيع ان نقول: ان فلسفة الحكم عند الامام تستند من حيثالأساس على وحدة الوسائل والغايات. وهي بهذا المعنى تمقت الانتهازية او الوصولية بشتى صورها ومختلف مجالاتها. فلا يمكن على هذا الاساس ان يحقق المرء غاية نبيلة باتباعهوسيلة فاسدة. وبالعكس.

لأن الوسائل الفاسدة ترافقها وتنتج عنها غايات فاسدة ووسائل اخرى فاسدة كذلك، وبالعكس، والى هذا المعنى يشير الامام بقوله:

«والله مامعاوية بأدهى مني، وكلنه يغدر ويفجر».

والدهاء بنظر الامام هو قراءة صفحة المستقبل في ضوء ملابسات الحاضر وإمكانية بالاستناد الى الماضي القريب والبعيد.

اماالانتهازية وفساد الوسائل - مع فساد الغايات لانبلها - والمداهنة والمصانعة ونقض العهد والكذب وأضرابها من الموبقات - التي تقترن عادة باسم معاوية في تاريخنا العربي -فليست دهاء بالمعنى الذي أشار اليه الامام. والى ذلك يشير الامام - من الناحية المبدئية العامة - بقوله:

«قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها مانع من أمر الله فيدعهارأى عين بعد القدرة عليها، وينتهز فرصتها من لا حريجة له في الدين».

ان فلسفة الحكم عند الامام تستند من الناحية الاخلاقية الى الفضيلة وتمقت الرذيلة. ترى ما الفضيلة؟وما الرذيلة بنظر الامام؟ ومن يعينهما؟ وما المقياس الذي يتخذه الشخص للتمييز بينهما؟ وللإجابة عن هذه الأسئلة من وجهة نظر الامام يمكننا ان نقول:

تتضمن الفضيلة كلعمل او قول ينطوى - بطريقة مقصودة او غير مقصودة - على الخير.

أما الرذيلة فهي كل عمل او قول ينطوى - بطريقة مقصودة او غير مقصودة - على الشر.

والقصد او عدمه - في القولاو العمل - سيان في عملية التمييز بين الفضيلة والرذيلة بمقدار ما يتعلق الامر بطبيعة العمل نفسه.

اما الفرق الكبير بين الفضيلة والرذيلة فيما يتصل بالقصد أو عدمهفيقع في تعيين مسئولية الشخص الذي يتعاطى فعلهما.

فالكذب رذيلة بغض النظر عن نية الكاذب او قصده.

والصدق فضيلة على الاساس نفسه.

اما الخير الذي وصفنا الفضيلةبأنها مشتملة عليه فهو كل عمل او قول يشيع العدل بين الناس وينشر بينهم الأمن والطمأنينة ويشجعهم على التعاون في خدمة مصالحهم الخاصة ضمن اطار المصلحة العامة لا خارجه أوعلى حسابه.

عن فلسفة الحكم عند الامام علي


/ 1