د. لؤي فتوحي/ د. شذى الدرگزلي/ د. جمال نصّار
المتزامنات ولغة الاشارة الالهية على ضوء الفكر الصوفي
|إن الوظيفة الرسالية للمتزامناتوالمتمثلة في نقلها لتوجيهات إلهية عن طريق تركيبة الحوادث التي تكونها تجعل من المتزامنات ككل شكلا من اشكال التعبير في لغة خاصة تعرف بـ 'لغة الاشارة'| كما ان كلمتزامنة تمثل مفردة من مفردات هذه اللغة. ولغة الاشارة هي، كما يبين اسمها، لغة اتصال غير لغة الكلام، وهي لغة يخاطب الله بواسطتها عباده ويوجههم الى الطريق الذي يأخذهماليه ويقربهم منه. والمتزامنة تمثل مفردة من الله لعبده تساعده في مسيره على الطريق الالهي الى الله بتعليمه امرا ما مما يحتاجه في سلوكه وهي اشارة لأنها خطاب من غير كلامولأنها علامة تشير الى السلوك الصحيح والصراط المستقيم يسترشد بها السالك في رحلته نحو ربه. إن العبد السالك لا يملك إلا ان يأخذ بالاشارة لأنه يعلم انها من ربه الذي يريدالوصول اليه.
للاشارة تأثير استثنائي على الانسان السالك وذلك بسبب من طبيعة ظهورها ودلالات هذا الظهور الغريب والمفاجىء. فرسالة متزامنة النعمة مثلا هي اشارة منالله لعبده تخاطبه من غير كلام وببلاغة إلهية فذة لتريه خطأ ما كان يفكر فيه وذلك من خلال تزامن تفكيره في فقر حاله مع رؤيته للمحتاج الذي كان يلتقط ويأكل ما يلقيه من قشورالباقلاء. فحين رأى هذا السالك الاشارة وادركها تراجع عما كان يفكر فيه وتأدب بالادب الذي يجب ان يكون عليه مع ربه. إن الله كان يمكن ان ينبه عبده هذا الى خطأه بالعديد منالوسائل، كأن يرسل له من يحدثه اليه عن خطأه هذا، الا ان مخاطبة الله عز وجل له بالاشارة تركت فيه وقعا كبيرا وجعلته يتوب من فوره عما كان قد غرق فيه من تفكير خاطىء بحقربه.
الا ان المتزامنات ليست سوى احد اشكال التعبير في لغة الاشارة الالهية. فبالرغم من لا نهائية الاشكال التي يمكن ان تتخذها المتزامنات نفسها فإنها لا تمثل غير نوعمن انواع المفردات واحد اشكال التعبير في لغة الاشارة الالهية والتي تحتوي على ما لانهاية له من المفردات التي يمكن ان يتشكل منها ما لا حصر له من الاشارات. فالمتزامناتاذا ليست الوسط الوحيد الذي يمكن ان تنتقل خلاله الاشارات الإلهية وانما يمكن ان تحمل هذه الاشارات من قبل مختلف انواع الحوادث.
يفرق القوم اهل الله بين 'الرخصة'،التي هي القيام بالحد الأدنى من الفروض والالتزام بالحد الادنى من الضوابط الشرعية، وبين 'العزيمة' التي هي عدم وقوف الانسان عند الحدود الدنيا لما امر الله به وانما دفعالنفس الى العمل لله من غير حدود.
عن علم خوارق العادات البارانورمالوجيا