فی فضائل الأخلاق و رذائلها نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فی فضائل الأخلاق و رذائلها - نسخه متنی

مهدی بن ابی ذر النراقی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

في فضائل الأخلاق ورذائلها

النراقي

فضائل الأخلاق من المنجيات الموصلة إلى السعادة الأبدية، ورذائلها من المهلكات الموجبةللشقاوة السرمدية، فالتخلى عن الثانية والتحلى بالأولى من أهم الواجبات والوصول إلى الحياة الحقيقية بدونهما من المحالات، فيجب على كل عاقل أن يجتهد في اكتساب فضائلالأخلاق التي هي الأوساط1 المثبتة من صاحب الشريعة والاجتناب عن رذائلها التي هي الأطراف، ولو قصر أدركته الهلاكة الأبدية، إذ كما أن الجنين لو خرج عن طاعة ملك الأرحامالمتوسط في الخلق لم يخرج إلى الدنيا سوياً سميعاً بصيراً ناطقاً، كذلك من خرج عن طاعة نبي الأحكام المتوسط في الخلق لم يخرج إلى عالم الآخرة كذلك.

(وَمَن كَانَ فِيهَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الأَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلاً) (سورة الإسراء/72).

|ثم ما لم تحصل التخلية لم تحصل التحلية ولم تستعد النفس للفيوضات القدسية،| كماأن المرأة ما لم تذهب الكدورات عنها لم تستعد لارتسام الصور فيها، والبدن ما لم تزل عنه العلة لم تتصور له إفاضة الصحة، والثوب ما لم يُنقّ عن الأوساخ لم يقبل لوناً منالألوان، فالمواظبة على الطاعات الظاهرة لا تنفع ما لم تتطهر النفس من الصفات المذموية كالكبر والحسد والرياء، وطلب الرياسة والعلى وإرادة السوء للأقران والشركاء. وطلبالشهرة في البلاد وفي العباد، وأي فائدة في تزيين الظواهر مع إهمال البواطن.

وَمَثلُ من يواظب على الطاعات الظاهرة ويترك تفقد قلبه كقبور الموتى ظاهرها مزينة وباطنهاجيفة، أو كبيت مظلم وضع السراج على ظاهره فاستنار ظاهره وباطنه مظلم، أو كرجل زرع زرعاً فنبت ونبت معه حشيش يفسده فأمر بتنقية الزرع عن الحشيش بقلعه عن أصله فأخذ يجز رأسهويقطعه فلا يزال يقوى أصله وينبت، فأن الأخلاق المذموية في القلب هي مغارس المعاصي فمن لم يطهر قلبه منها لم تتم له الطاعات الظاهرة، أو كمريض به جَرب وقد أُمر بالطلاءليزيل ما على ظهره ويشرب الدواء ليقلع مادته من باطنه فقنع بالطلاء وترك الدواء متناولاً ما يزيد في المادة فلا يزال يطلى الظاهر والجرب يتفجر من المادة التي في الباطن.

ثم إذا تخلت عن مساوئ الأخلاق وتحلت بمعاليها على الترتيب العلي استعدت لقبول الفيض من رب الأرباب، ولم يبق لشدة القرب بينهما حجاب، فترتسم فيها صور الموجودات على ماهي عليها، على سبيل الكلية، أي بحدودها ولوازمها الذاتية لأمتناع إحاطتها بالجزئيات من حيث الجزئية، لعدم تناهيها، وأن علمت في ضمن الكليات لعدم خروجها عنها، وحينئذيصير موجوداً تاماً أبدى الوجود سرمدي البقاء، فائزاً بالرتبة العليا، والسعادة القصوى، قابلاً للخلافة الإلهية، والرئاسة المعنوية، فيصل إلى اللذات الحقيقية،والإبتهاجات العقلية التي ما رأتها عيون الأعيان، ولم تتصورها عوالى الأذهان.

المصدر : جامع السعادات / للنراقي ص9-11

1 إشارة إلى أن الفضيلةوسط بين رذيلتين وقد دعي الشارع إلى تحصيل الوسط بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (خير الأمور أواسطها) وسيأتي شرح المعنى من الوسط والطرفين.


/ 1