خطیب و الخطابة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

خطیب و الخطابة - نسخه متنی

عبد الرضا کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الخطيب والخطابة

الخطيب والخطابة

الشيخ عبد الرضا كاشف الغطاء

إن الخطابة ترجع لدى الحقيقة إلى سلطة نفسية ومقدرة أدبية يستطيع الفردبها اقناع الجمهور بآرائه وافكاره ويستميلهم لمبادئه واعماله ويرشدهم لما فيه الصالح وليس الخطيب هو الذي ينمق الألفاظ ويسجعها (كما كان ذلك في العصر العباسي) فإنالمبالغة في الألفاظ من طبيعتها أن تصرف صاحبها عن تحري المعاني المطلوبة وتوجب الخفاء والغموض وربما ألجأته إلى قصد ما ليس بمراد وإرادة ما ليس بمقصود ألا وأن الخطيب هوالذي يبرز الحقيقة بأجلى مظاهرها ويلقي على المجتمع الإنساني نتائج علمه وثمار بحثه ودرسه ويبعثهم حيث أراد ويوجههم حيث شاء، فالشرط الأساسي الذي يعتمد عليه مفعولالخطابة يرجع إلى إيجاد تلك العلاقة النفسية والوحدة الكيماوية وهي لا تحصل إلاَّ بأمور ينبغي للخطيب مراعاتها لئلا تكون خطابته لقلقة لسانية أو رطانة اعجمية:

1-يجب أن تكون هيئة الخطيب دالة على مشاعره فليس من المقبول أن تكون هيئة الخطيب المؤبن أمام المفجوعين كهيئة المتكلم في مأدبة فرح أو سرور..

2- يجب عليه أن يقوي ملكةتعبيره وحسن بيانه فهي كغيرها من المحاسن الطبيعية لا تلبث أن تضعف أو تزول إن لم يعتن بها أشد الأعتناء ولا زلنا نرى بعض رجال العلم وذوي التفكير من إذا حاول الشرح أوالبيان وجد القول فيه وراء الطاقة وفوق الإمكان ذلك لأن ملكة التعبير ادركها الوهن والعجز حتى لتمر الاشياء على نفسه مرور الطيف عليها خفاقة مضطربة لا يستطيع أن يقتنصمنها حرفاً ولا يعرف لها وصفاً.

3- الثقة بنفسه لئلا يتأثر من هيبة الموقف فإنها طالما اثرت على الخطباء فألحنوا وتعتعوا وجهلوا موضع خطابتهم وعنوان كلامهم وقدنقل أن عثمان بن عفان لما رقى المنبر ارتج عليه لهيبة الموقف فقال: أن أبا بكر وعمر كانا يعدان لهذا المقام مقالا وانتم إلى امام عادل أحوج منكم إلى امام خطيب، ولقد وقفبعض الخطباء بين قومه ليعضهم فأدركته هذه الخلة فقال: نكّسوا ابصاركم وغضوا رؤوسكم الحمد لله تبارك وتعالى وصلى الله تبارك وتعالى على محمد إن الله خلق السماوات والأرضفي ستة أشهر، فقيل له: إنها ستة أيام، فقال: وابيكم لقد قلتها واني لأستقلها.

فإذاً الخطابة لا تنالها يد الفرد ولا تلمسها قدرة الشخص إلاَّ بما بيناه وهذه نبذةموجزة اتحفنا بها القراء الكرام وسنوافيهم عمّا قريب بكلمة مسهبة عن هذا الموضوع والله ولي التوفيق.





اسم المجلة: الغري مكان الإصدار: النجف الأشرف

العدد: 36 تاريخ الإصدار: 12 جمادي الاول 1359هـ

الصفحة: 661 سنة المجلة: السنة الأولى

/ 1