ذکری ولادة الرسول العربی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

ذکری ولادة الرسول العربی - نسخه متنی

عبدالرضا کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

ذكرى ولادة الرسول العربي

الشيخ عبد الرضا كاشف الغطاء

يرزح المسلمون في مختلف أصقاع العالم بقيود واصفادوعنعنات وشقاء وعداء وتقاليد ومذاهب وآراء كانت وليدة اغراض وعواصف جهل حدت بهم إلى تنكب الطريق السوي غير أن هناك جوامع وروابط تجمع هؤلاء فتقضي على كل ما من شأنه أنيورث بينهم العداوة ويعكر صفوهم، ولا أحسب إن من المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من لا يشعر بما الميلاد نبينا نبي الرحمة من النعم الفياضة، ففيه اجتماع الكلمة وفيه لمالشعث وفيه يصبح العاقل والجاهل وقد عرفا النهج الذي يسيران عليه كما جعل لهم القرآن وسيلة لأجتماع الكلمة ونبذ الفرقة.

إن يوم ميلاد رسول الرحمة مصدر من مصاردالسعادة وبارقة من بوارق الحرية والمساواة والأخوة والعدالة، ونذير لمحو الاستبداد قوض معالم العبودية وتحققت فيه بشائر الرحمة والحنان والعطف الآلهي في ربيع الأولالموافق عام الفيل.

ولد محمد بن عبد الله يتيماً ليس له أب يقيم الولائم وينحر الأبل، ولكن شعور الفرح بهذا المولود غمر الجزيرة فتوجهت عامة القبائل النائيةوالقريبة تبارك لقريش ذات النفوذ والسلطان والمجد والسؤدد وما هي إلاَّ شهور حتى أصبح ذلك الطفل بين القبائل يشار إليه بالبنان وترمقه الأبصار وتستهدفه الانظار متفرسينفيه علائم الخير وشارة النصر.

نشأ وهو يرى قومه الاشاوس قد مزقتهم اعاصير الجهل والنفاق فسائه ذلك وراح يجد في اصلاح شؤون هؤلاء الرجال وما هي إلاَّ فترة من الزمنحتى جلجل صوت الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): [داعياً إلى الله بأذنه وسراجاً منيرا].

وأجاب هذا النداء المقدس نفر قليل من قومه، ثم أجابه الآخرون بعدماأدركوا الحقيقة وتبين لهم الرشد والبرهان، ثم جاء نصر الله والفتح وأخذ الناس يدخلون في دين الله أفواجاً ففتحوا مشارق الأرض ومغاربها وقاموا بمعاضدته على جهالهم حتىقوض الجهل ورفع أية العقل ونهض بقومه نهضته كبرى رفعتهم إلى مصاف الأمم الراقية.

فمولود هذا اليوم والشهر أوجد الاصلاح الديني في كافة انحاء العالم وعلى ضوءهسارت دعوة المصلحين فاستيقضت الاذهان وتحررت الأفكار وتوحدت صفوف وأوجد أمة متماسكة سادت العالم في برهة قصيرة ففازت في ميدان السبق على سائر الأمم، فأسسوا (دولاً)عظيمة في معظم أجزاء المعمور كم من معاهد علم بنوها ومدارس فضل شيدوها وعلوم نافعة حصلوها واصبحوا من حيث الثروة والعز والمجد من أرقى طبقات البشر. كما قال (بوسورالنمساوي): (من الخطأ التاريخي دون غيره إن محمداً (صلى الله عليه وآله وسلم) أسس في وقت واحد (ثلاثة أشياء) من عظائم الأمور وجليل الأعمال فإنه مؤسس لأمة وامبراطوريةوديانة مع أنه أمي أو قلَّ ما كان يقدر أن يقرأ أو يكتب ومع ذلك أتى (بكتاب) هو آية في البلاغة ودستور للشرائع وللصلاة وللدين في آن واحد).

فجدير بأن نتخذ هذا اليوموهذه الشهادة الاجنبية كدرس نزود بهما انفسنا بذلك العصر الذي رفع العنصر العربي فوق رفعته ما جعله يسود أمم العالم جمعاء وتخضع له الرقاب وتدين له النفوس وتشايعهالقلوب بجدارة واحترام وتعظيم.


اسم المجلة: الغري مكان الإصدار: النجفالأشرف

العدد: 30-31 تاريخ الإصدار: 9 ربيع الأول 1359هـ

الصفحة: 565 سنة المجلة: السنةالأولى

/ 1