رحلة الشيخ علي كاشف الغطاء
الأستاذ صالح الورداني
ويعد واحداً من مراجع النجف الكبار وقد تمَّدعوته رسمياً للمؤتمر الثاني لمجمع البحوث الإسلامية في القاهرة والذي انعقد بتاريخ 13/5/1965م.
وقد وصل الشيخ كاشف الغطاء إلى القاهرة على رأس وفد من علماء النجفالأشرف في 11/5/1965م وكان في استقباله والوفد المرافق ممثل شيخ الأزهر الشيخ حسن المأمون وبعض رجال الأزهر..
وقامت الإذاعة بإجراء حوار مع سماحته أذيع وقتها منالبرنامج العام وكان الحوار يتركز حول القضية الفلسطينية وموقف الوفد العراقي من مؤتمرات البحوث الإسلامية..
ومما قاله في هذا الحوار: كم من حضارة كانت أثراًلجماعة وكم مدنية كانت صنيعة لمؤتمر وأمامكم بيعة الرضوان وهو أول مؤتمر إسلامي نال به العالم الإنساني الحظ الأوفى والحضارة السامية..وأنه من الضروري جمع شمل المسلمينواتفاق كلمتهم على صعيد واحد حيث أن في وحدتهم قوة يندحر بها الأعداء وتتلاشى بها الخطط العدوانية..
وحول الموقف من القضية الفلسطينية قال: لقد جاهرنا في قضيةفلسطين وأثبتنا رأينا بصورة صريحة واضحة لا لبس فيها ولا غموض في أن مشكلتها يلزم حلها على ضوء الدين الإسلامي الحنيف..
والطريف أنه صادف وقت وجود سماحته والوفدالمرافق في القاهرة ذكرى عاشوراء واستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) في كربلاء وقد وجه سماحته كلمة من خلال الإذاعة المصرية بمناسبة هذه الذكرى أذيعت من صوت العرب فيمساء يوم العاشر من محرم..
وتعتبر هذه الكلمة لمرجع شيعي كبير من خلال الإذاعة المصرية عن ذكرى عاشوراء، تعتبر حدثاً إعلامياً كبيراً وسابقة دعائية للشيعة في مصرلم تنالها منذ عهد الأيوبيين.
وقام سماحته والوفد المرافق بزيارة مرقد رأس الحسين وقد لفت نظرهم ما شاهدوه من ظواهر الولاء لآل البيت (عليهم السلام) بأوسعمعانيها، كما زار مرقد السيدة زينب والسيدة نفيسة.. وزار بور سعيد وقرأ الفاتحة على أرواح شهداء معركة بور سعيد وتقديراً لموقف شيعة العراق المشرّف إلى جانب مصر أثناءالعدوان الثلاثي قدم محافظ بور سعيد ميدالية ذهبية لسماحته..وقد نشرت جريدة الأهرام خبر هذه الرحلة في عددها الصادر بتاريخ 29/5/1965م..
وقد نشرت جريدة الأهرام في تلكالفترة طلب سماحة آية الله كاشف الغطاء من المؤتمر في جلسته الثانية وجوب المبادرة باتخاذ قرار عاجل احتجاجاً على موقف ألمانيا الاتحادية العدواني الذي تمثل في الاعترافبإسرائيل وأمدادها بالمال والسلاح لقتال العرب..
وبعد انتهاء المؤتمر قام الشيخ والوفد بتلبية الدعوات والمقابلات الصحفية والقيام بجولات تفقدية في أنحاءالجمهورية.
ومن بين الدعوات التي وجهت للوفد ادعوة المقدمة من شيخ الأزهر الشيخ حسن المأمون لتناول طعام العشاء في فندق سميراميس..
والدعوة المقدمة منالشيخ أحمد حسن الباقوري مدير جامعة الأزهر آنذاك لتناول العشاء في مبنى جامعة الأزهر..
والدعوة المقدمة من جمعية الشبان المسلمين لتناول طعام العشاء في مقرالجمعية. ومن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية. ومن نقابة المهن التعليمية..
وبالإضافة إلى هذا وجّه الرئيس عبد السلام عارف دعوة لشيخ كاشف الغطاء ومرافقيهلتناول العشاء معه في قصر عابدين..
وكان الرئيس جمال عبد الناصر ومعه الرئيس عبد السلام عارف قد استقبلا الشيخ كاشف الغطاء والوفد المرافق له.
ومن بينالجولات التفقدية التي قام بها الوفد في مصر زيارته لمديرية التحرير وزيارة قطّاع غزة وخط الهدنة وكان بصحبتهم شيخ الأزهر وأعضاء المؤتمر، ثم زيارة السد العالي فيأسوان، ومدن القناة والاسكندرية..كما زار الوفد بعض المصانع في هذه المدن مثل مصنع شركة الغزل والنسيج ببور سعيد وشركة صناعة إطارات السيارات بالاسكندرية وشركة مصرللغزل والنسيج في كفر الدوار..
ومن بين المقابلات الصحفية التي أجريت مع سماحة الشيخ كاشف الغطاء، اللقاء الذي أجري مع مجلة منبر الإسلام التي يصدرها المجلسالأعلى للشؤون الإسلامية، واللقاء الذي أجرته معه مجلة روز اليوسف..
وكان الحوار مع روز اليوسف قد تطرّق إلى موضوع زواج المتعة ورؤية الشيعة لهذا النوع من الزواجوهذه هي المرة الأولى التي طرق فيها مثل هذا الموضوع في مصر وعلى صفحات مجلة رسمية..
وقد أثار هذا الموضوع الاستاذة مفيدة عبد الرحمن عضو مجلس الأمة في ذلك الوقتوالتي أرسلت ردها على ما نشر تحت عنوان: أنا ضد زواج المتعة..
ويبدو أن موضوع المتعة أثار العديد من الشباب والشابات أيضاً حيث انهالت الرسائل على مجلة روز اليوسف.البعض يعلن عن غضبه، والبعض الآخر يطلب الاستفسار..
وكان الشيخ أحمد الشرباصي قد عارض هذا الزواج وأفتى بحرمته في حديثه للمجلة في تلك الفترة..كما أبدت الدكتورةعائشة عبد الرحمن رفضها له وأيدته الدكتورة نوال السعداوي من منظور اجتماعي..
وتعد رحلة آية الله الشيخ كاشف الغطاء إلى مصر من أشهر الرحلات الشيعية..وذلك للطابعالرسمي الذي أضفى عليها..
اسم الكتاب: الشيعة في مصر مكان الإصدار:القاهرة
المؤلف: صالح الورداني تاريخ الإصدار: 1414هـ