روح الإسلام نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

روح الإسلام - نسخه متنی

عبدالحلیم کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

روح الاسلام

روح الاسلام

الشيخ عبد الحليم كاشف الغطاء

سألني ذات يوم أحد الاشخاص عن أهم ميزة في تعاليم الاسلام يمكن ان نجعلها قاعدةأساسية نبني عليها أحكام الاسلام الفرعية ومناراً نهتدي على ضوئه. وبعد أمعان الفكرة أجبته: ان الاسلام لا يدعو إلى النسك والترهب والانصراف عن الدنيا كالديانة البوذيةوالمسيحية بل يرمي إلى التوفيق والموازنة بين الروح والجسد، وبين الآخرة والدنيا، بين العمل والراحة، بين الروح الانسانية، والروح القومية، بين البخل والإسراف بينالضعف والعنف في مقاومة الشر والنهي عن المنكر. الاسلام لا يعتبر حياة الدنيا عبثاً وشقاء. في القرآن:((ما خلقت الجن والانس الا ليعبدون)). وعبادة الله ليست مقصورة علىالناحية السلبية بل تتضمن الناحية الايجابية بأن يعبد الله عن طريق العمل الصالح. على الفرد ان يعلم بأنه ليس هو غاية بنفسه بل خلق ليعبد الله وهو جزء من هذا العالمالواسع الذي يشكل وحدة ويسير بمشيئة الله متطوراً نحو غاية سامية بعيدة يريدها الله وهي على الأرجح تسامي الانسان واقترابه من الله. فمن يعرقل رقي البشر وسعادتهموتقدمهم كأنما يعارض إرادة الله فينبغي للانسان أن يعمل بهدوء وطمأنينة. ولا يتهالك في سبيل الدنيا، ولا ينظر إلى الأمور نظرة ذاتية فلم يخلق العالم لأجل الفرد بل خلقالفرد لأجل العالم فالدنيا دار ممر والآخرة دار مقر. يجب على الفرد ان يساهم في بناء هذا العالم وخيره حسب قابلياته ومواهبه التي منحها الله له ولا يتهرب من الواجبوالمسؤولية التي تقع على عاتقه سواء كان هذا التهرب عن طريق الزهد والكسل أو كان عن طريق الانهماك في سبيل المسرات والمصلحة الفردية. ان الانسان في شقاء ما دام ينظر إلىنفسه كفاية وما دام يريد كل شيء لذاته. لا ينبغي أن نزهد في الحياة أو نحتقرها أو نسخر بها ولا نغالي في الاقبال عليها.

وأحسن ما يمثل فلسفة الاسلام وروح الاسلامالسورة الشريفة:((والعصر ان الانسان لفي خسر، الا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) فقد جمعت كل الحكمة ووصلت إلى اغوار عميقة وصعدت بالروحالانسانية إلى مراتب رفيعة وجلت بها في آفاق وسيعة. وينبغي ان لا يخفى ان المقصود بالصبر هنا ليس الصبر على الذل والظلم بل الصبر على الجهاد والعمل والتضحية. ومن الاحاديثالتي توضح هذا المعنى:(اعمل لدنياك كأنك تعيش ابدا واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا)). وسئل النبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أي الناس أفضل، فقال: رجل يجاهد في سبيل الله بمالهوبنفسه وسئل ثم من، قال: رجل معتزل في شعب من الشعاب يعبد ربه ويدع الناس من شره. فلا فضل للرجل الذي يترك الشر باعتزاله عن الناس بل الفضل لمن يعاشرهم ويعاملهمبالحسنى.وقال الله تعالى:((وابتغ فيما أتاك الله الدار الآخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما أحسن الله إليك)).

وبما أن الاسلام يحاول اتخاذ طريق الوسط فيالأمور فانه مع ايمانه بالحق يرى ان لا بد للحق من قوة تسانده. وتنفذه. فالاسلام مع دعوته للأخاء والمحبة بين المسلمين فقد دعا في الوقت نفسه إلى الأمر بالمعروف والنهي عنالمنكر وحث على العدل والانصاف وحرم الظلم والتعسف، وأباح محاربة الظالمين. والباغين والمفسدين. فنعت القرآن الكريم الكافرين في آيات كثيرة بالظالمين واعتبر الظلم أعظمالآثام وحقاً انه كذلك فالرذيلة ظلم الانسان لنفسه أو لأخيه الانسان أو للمجتمع بأسره. قال الله تعالى:((احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون الله فاهدوهمإلى صراط الجحيم)). وقال:(لا ينال عهدي الظالمين.والله لا يحب الظالمين.انجينا الذين ينهون عن السوء وأخذنا الذين ظلموا بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون). وفي الحديث:(لا يؤمنأحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه. المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يخذله ولا يحقره).

وفي موضوع القومية والانسانية يقر الاسلام الفروق القومية مع تساوي الجميعأمام الله وأحكام الاسلام فلم يفرض الاسلام اللغة العربية على الشعوب المسلمة ولم يعط للعرب امتيازات خاصة في القرآن((ما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم)).(ومنآياته خلق السماوات والأرض واختلاف ألسنتكم والوانكم. يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم).

انالمسلمين في الوقت الحاضر منقسمون إلى شطرين:

1- قسم ترك الاسلام وانجرف مع تيار المدنية الغربية واكتسب مساوئها ولم يستطع أن يأخذ محاسنها. وسبب ذلك ان أهلهومربيه لم يعلموه الاسلام بطريق الفهم والتعقل.

2- قسم اعتنق الاسلام بالتقليد وجمد على تعاليمه وأحكامه وتمسك بالظاهر والشكل وأضاع الجوهر ولم يعرف أركانالاسلام وأهدافه من حق وعدل وخير. والاسلام يدعوا إلى قبول الاسلام عن تفهم وتأمل وهداية ورشد فالحديث يقول الانسان يولد على الفطرة ولكن أبواه يهودانه أو ينصرانه أويمجسانه ودين الاسلام هو دين فطرة. فالجمود على النقل غير صحيح بل ينبغي التوفيق بين العقل والنقل. أعتقد عند معالجتنا لبعض المشاكل في العصر الحاضر وعند محاولة تفهمناللنصوص في القرآن والحديث ينبغي:

1- تعيين الحقائق الاساسية في الاسلام وأصوله مثل الاعتقاد بالتوحيد والوحي والمعاد.

2- ملاحظة أهداف الاسلام وهي الحقوالعدل والخير.

3- معرفة الاسلوب الذي يتخذه الاسلام في الوصول إلى هذه الحقائق والأهداف وهو إتخاذ طريق الوسط. فأحكام الدين وفروعه ينبغي أن يبت بها على ضوء هذهالنقاط.





اسم المجلة: البيان مكان الاصدار: النجف الأشرف

العدد:59 تاريخ الاصدار: 15ربيع الثاني 1368هـ

الصفحة:278 سنة المجلة: السنة الثالثة

/ 1