الشيخ علي بن الشيخ الكبير كاشف الغطاء
الشيخ علي بن الشيخ الكبير كاشف الغطاء. أحد انجال الشيخ الاربعةالأعلام الذين نهضوا بأعباء الزعامة والتحفوا بأبراد المجد والكرامة. كان عالماً فاضلاً تقياً ورعاً زاهداً مجتهداً ثقة عدلاً جليل القدر عظيم المنـزلة إليه انتهتالرئاسة العلمية ورجعت إليه الفتيا والقضاء بعد أبيه وأخيه الشيخ موسى من كافة الأقطار الشيعية وكان ذا همة عالية وحزم واقدام لا تأخذه في الله لومة لائم كثير الذكر دائمالعبادة مواظباً على الطاعات آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر له مناقب جمة وكرامات باهرة، تنسب له ملاقاة الحجة (عج) واخبار عجيبة غيبية كاخباره بالسيد محمد الشيرازيالذي اشتهر بالباب في وقت لم تظهر دعوته؟؟ كان والده الشيخ الكبير يعظمه كثيراً ويفديه بنفسه كما تشعر بذلك رسالته الحق المبين في رد الاخباريين التي كتبها في اصفهانباستدعاء ولده هذا وكان يصحبه معه في اسفاره. قال في التكملة: كان شيخ الشيعة ومحيي الشريعة استاذ الشيوخ الفحول الذين منهم العلامة الشيخ الانصاري فانه كان عمدةمشايخه في الفقه وكان محققاً متبحراً دقيق النظر جمع بين التحقيق وطول الباع، اليه انتهت رئاسة الامامية في عصره بعد موت اخيه الشيخ موسى وكان يحضر درسه ما يزيد على الألفمن فضلاء العرب والعجم، منهم المير فتاح الذي جمع تقريرات شيخه المذكور في الدرس وسماها العناوين وهي مشحونة بالتحقيق والتدقيق كما لا يخفى وقل نظيره في تربية العلماءوتخريج الافاضل من تحت منبره. وقال في الطليعة: كان بحر علم زاخراً رجراجاً ومصباح فضل وهاجا اذا ارتقى منابر العلوم احدقت به الفضلاء احداق النجوم ببدرها واذا افادتناثر اللؤلؤ المنظوم من فيه وكان شاعراً ماهراً -إلى آخر ما قال- ولما توفي اخوه الشيخ موسى التبس الأمل واشكل الحال فيمن يرجع اليه في الفتيا (التقليد) فأجتمع النابهونمن اهل العلم والمبرزون من اهل الفضل ممن لهم لياقة واهلية الاختبار والاختيار على تعيين المرجع فاختاروا المترجم له وقلدوه الزعامة واكثر الشعراء في هذه الحادثةونظموا فيها الاشعار منهم السيد باقر بن السيد ابراهيم العطار فقال:
اقول لطامحين لها افيقوا
ولاها جعفرحتى اذا ما
وبعدهما تولاها علي الر
بذ الترتيب جاءالنص فيهم
وأمر الله كان هو المقدّر
فهذي حبوة الشيخ المطهر
قضى قصرت على موسى بن جعفر
ضا اكرم بهم قوماً ومعشر
وأمر الله كان هو المقدّر
وأمر الله كان هو المقدّر
يا من تفرد في دواوين العلا
يرجوك تتحفعبدك العمرى في
ديوان حضرة صادق الفحام
لازلت بيت قصيد كل نظام
ديوان حضرة صادق الفحام
ديوان حضرة صادق الفحام
يا أيها العلم الذي قد أذعنت
اني عجبت لجوهري رام ان
نبشو بنشوة صادق الفحام
لنا فضائله أولوالاعلام
نبشو بنشوة صادق الفحام
نبشو بنشوة صادق الفحام
تخرجه:
تفقه على ابيه العلامة الكبيروكان ملازماً لدرس اخيه الشيخ موسى، تخرج عليه كثير من العلماء المشاهير الذين حازوا الرئاسة الدينية والزعامة العلمية منهم المير فتاح (صاحب العناوين) ومنهم شريفالعلماء والسيد صاحب الضوابط والشيخ الانصاري والسيد مهدي القزويني والشيخ مشكور الحولاوي والآخوند زين العابدين الكَلبايكَاني وله منه اجازة والشيخ جعفر التستريوالشيخ احمد الدجيلي والشيخ حسين نصار والشيخ طالب البلاغي والفقيه الشيخ راضي والسيد علي الطباطبائي السيد حسين الترك والحاج ملا علي الخليلي واخوه الحاج ميزرا حسين.كان يقيم من سنته ثلاث شهور في كربلاء وتجتمع عليه هناك طلاب العلوم منهم صاحب الضوابط.
آثاره:
له كتاب في الخيارات طبع في طهران ورسالة في حجيةالظن مفصلة والقطع والبراءة والاحتياط على الطريقة التي تابعه عليها تلميذه العلامة الانصاري، وله رسالة كثيرة متفرقة وله تعليقة على رسالة والده بغية الطالب لعملالمقلدين. ومن آثاره الخالدة مسجدهم المعروف المتصل بمقبرتهم ومدرستهم فأن اخاه الشيخ موسى أقام أساسه ومات فاكمله هو، كان عفيفاً ابياً مترفعاً عن الحقوق ولايتناول منها درهماً واحداً كما اخبر بذلك وكيله الحاج ابراهيم شريف واعاشته ونفقة عياله مما يرد عليه من الانعام والهداية وما تدره عليه بعض الاراضي الزراعية التي هي منعطايا الولاة لهم.
وله شعر كثير وهو من جيد الشعر ونفيسه وقد نظم في أغلب أنواع الشعر من الغزل والنسيب والمدح والرثاء والتهاني، وله مراسلات ومكاتبات مع الأدباءنظماً ونثراً.
وفاته:
توفي في كربلاء فجأة، خرج من داره قاصداً الحرم الحسيني فلما دخل الصحن الشريف سقط ميتاً وذلك سنة 1253هـ فحمل على الاعناق إلى النجفالاشرف ودفن مع آبائه في مقبرتهم واعقب خمسة اولاد هم الشيخ مهدي والشيخ محمد والشيخ جعفر والشيخ حبيب والشيخ عباس. ورثته الشعراء بمراث كثيرة وكتب على مرقدهبالحجر القاشي هذه الابيات:
هذا مقام سما بمن فيه
فكيف لا يعلون مرتبة
وشبله في العلى محمد من
ثم ابنه محسن حليف ندى
جلت بشرع الهدى مساعيه
على الداري فجلّ ناديه
وذا علي بن جعفر فيه
الاحسان والمرتقى مراقبه
جلت بشرع الهدى مساعيه
جلت بشرع الهدى مساعيه
اليك فؤاد لا تمل نوادبه
لعمر أبي لم يبق في القوس منـزع
غداة حدا الحادي وزمت ركائبه
ودونك دمعاً لا تغب سواكبه
غداة حدا الحادي وزمت ركائبه
غداة حدا الحادي وزمت ركائبه
توسمت بعد المستقليناربعا
محاها البلا حتى ظننت رسومها
ركائب زادتها عواكف خشعا
فأسقيتها من وابل الدمع ادمعا
ركائب زادتها عواكف خشعا
ركائب زادتها عواكف خشعا
هل بالديار لواجد إلمام
ضربت عليها للزمان كلاكل
فمحت محاسنها التي تستام
هيهات غيّر رسمها الأيام
فمحت محاسنها التي تستام
فمحت محاسنها التي تستام
سقى الله قبراً ضمَّ جسم ابن جعفر
ولما دعاه الله للخلد ارخوا
علي محاذي في النعيم محمدا
ورواه صوب العفو أو طق مرعدا
علي محاذي في النعيم محمدا
علي محاذي في النعيم محمدا
رحيلك ابقى لوعة ليس ترحل
وموتك احيى قرحة ليس تدمل
وموتك احيى قرحة ليس تدمل
وموتك احيى قرحة ليس تدمل
له شعر كثير في مدح الأئمة (عليهم السلام) ورثائهم منه بقصيدة يقول في أولها:
سهام المنايا للأنام قواصد
اتأمل أن يصفو لنا العيش والردى
له سائق لم يلوي عنا وقائد
وليس لها إلا النفوس مصائد
له سائق لم يلوي عنا وقائد
له سائق لم يلوي عنا وقائد
اهاجك برق في دجى الليللامع
نعم واستخفتك الربوع البلاقع
نعم واستخفتك الربوع البلاقع
نعم واستخفتك الربوع البلاقع
رحل الخليط جزعت أم لم تجزع
انى وهل يطفى الجوى من مدنف
يا راحلاً هلا رجوع إلى الحمى
أم هل لأيام التلاقي مطمع
أفديك بي هلا رجعت بنظرة
يحيا بها قلب الشجي الموجع
وحبست أمأطلقت حمر الأدمع
دمع جرى ما بين تلك الأربع
هيهات ليس لذي النوى من مرجع
هيهات سدّ عليّ باب المطمع
يحيا بها قلب الشجي الموجع
يحيا بها قلب الشجي الموجع
انى كم يروع القلب منك صدوده
اتأمل ان الوصل يخضرّ عوده
فدع عنك خلاً قد ثنى عنك عطفه
فدوتك خلاً قد اطاعك قلبه
اخاك الذي ان تدعه لملمة
يبيت يقاسي لوعة السهد والجوى
وله قصيدة يقول في اولها:
وإن سمت كماء المزن هام
ووجد كلما حاولت اعيا
وسالف عيش كل يوم تعيده
(غنى في يد الآمال لا تستفيده)
فما ضرّ ظبياً قانصاً لايصيده
تصرفه في الأمر كيف تريده
يذد عنك ما لا يستطيعنديده
ينم عليه للصباح عموده
دموع ليستنفع من أوام
ووجد كلما حاولت اعيا
ووجد كلما حاولت اعيا
1 ماضي النجف ج3، ص168.