سیف ذوالفقار نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

سیف ذوالفقار - نسخه متنی

عباس کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

سيف ذو الفقار

سيف ذو الفقار

الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء

النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم

للسيف منزلة عظيمة لدىالعرب والمسلمين فهو وسام شرف لحامله ووشاح فخر لمتقلّدِهِ وبالسيف يُدْحَرْ الأعداءُ ويٌنْحَرْ الباغون فهو الوسيلة المثلى لصدِّ جحافل الكفر ودَحْرِ فلول الضلالوالدفاع عن الأرض والعِرْض والمُثُل العُلْيا يوم كانَ هو السلاحُ الأول في سُوْح الوغى ومُعتَرَكْ الميادين, وفي المأثور أن الجنة تحت ظلال السيوف, وأحاط المسلمونالاهتمام من حيث صناعته وأحكامه,واعتبر أفضل الهدايا التي تقدم للحكام والأمراء والفرسان, ومدح السيف في الأدب العربي في شعره ونثره وكان له القدح الأعلى, وقد تناولأسماء السيوف وصفاتها, فإذا كان السيف عريضاً فيسمى صفيحة, وإذا كان لطيفاً فهو فقيب, وإذا كان صقيلاً فهو حشيب, وإذا كان فيه حزوز على متنه فهو مفقر, وإذا كان قطاعاً فهوحسام ومفصل وهذام, و إذا كان يمر في العظام فهو مصمم, وإذا كان يصيب المفاصل فهو مطبق, وإذا كان ماضياً في الضريبة فهو رسوب, و إذا كان صارماً لا ينثني فهو صمصامة. والملحوظأنّ العرب لاحظت أسماء السيوف حسب صورها وأشكالها وأماكن صناعتها, واستعمالها, فمثلا إذا امتهن السيف في قطع الشجر فيسمى المعضد والمصنوع في قرى من أرض العرب تدنو منالريف يسمى المشرفي, والمصنوع في بلاد الهند المهند . ثم إن سيف ذي الفقار أشهر مصاديق السيف,وهو عنوان اشتهر المسلمين وإنْ كانت معرفتنا به تتعلق من حيث نزوله من السماءواهداءه إلى الإمام علي (عليه السلام) من قبل الرسول الأعظم(ص). وفي مقالتنا هذه جمع كل معلومة وردت في سيف ذي الفقار من دون تمحيص.

وإن سبب التسمية سيف ذي الفقارلأنه فيه حزوز مطمئنة على متنه, قال ابن منظور في لسان العرب:وذو الفقار بالفتح والكسر وهو سيف مفقر,إذا كان فيه حز أُثّر فيه فقد فُقَّر. وقال أبو العباس:سمي سيف النبي (ص)ذا الفقار لأنه كانت فيه حفر صغار حسان وقد سئل الإمام الصادق (عليه السلام) لِمَ سمي ذو الفقار؟ فقال (عليه السلام) : (سمي ذو الفقار لأنه ما ضرب به أمير المؤمنين أحداً إلاافتقر في الدنيا من الحياة وفي الآخرة من الجنة).

واختلفت الآثار المروية في مصدره وأسباب نزوله من السماء وتاريخ نزوله ففي بعض الروايات أن جبريل أنزله يوممعركة بدر أو معركة أحد,وفي بعضها الآخر أن الله أنزله مع أبينا آدم (عليه السلام) من الجنة وكان آدم يحارب أعداءه من الجن والشياطين,وكان مكتوباً عليه (لا يزال أنبيائييحاربون به نبي بعد نبي وصديق بعد صديق حتى يرثه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) فيحارب به عن النبي الأمي).فقد ورد في تفسير السدي عن ابن عباس في قوله تعالى: [وأنزلنا الحديد ] قال:( أنزل الله آدم من الجنة ومعه سيف ذي الفقار ). وقيل: غنمه أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد قتل العاص بن منبه السهمي وأخذه منه, وقيل: غنمه من منبه بنالحجاج السهمي في غزوة بني المصطلق بعد أن قتله, وقيل: كان من هدايا بلقيس ملكة سبأ إلى نبينا سليمان بن داود (عليه السلام) ، وقيل: إن الحجاج بن علاط أهدى لرسول الله (ص)سيفه ذا الفقار ثم صار إلى أمير المؤمنين علي (عليه السلام) كما ذكر الزبيدي في تاج العروس,وقيل:إنّه مصنوع من صنم حديد في اليمن بعد كسره واتخاذه لسيف ذي الفقار بأمرجبرائيل إلى نبينا محمد (ص) .أما ما ورد عن أهل بيت النبوة فإنّ مصدر سيف ذي الفقار هو نزوله من السماء كما روي عن الإمام أبي الحسن علي بن موسى الرضا (عليه السلام) قال:سألتهعن ذي الفقار سيف رسول الله (ص) من أين هو؟ قال: (هبط به جبرئيل (عليه السلام) من السماء وكانت حليته من فضه وهو عندي).وأما كيفية نزوله من السماء فهو كما ورد في رواية الإمامالصادق (عليه السلام) : (إن الله تبارك وتعالى أنزل على محمد سيفاً من السماء في غير غمد,وقال له:فقاتل في سبيل الله). ونزوله بلا غمد تحريض على الجهاد, وإشارة إلى أن سيفهينبغي أن لا يغمد.

وأما وصفه فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال: (سمي سيف أمير المؤمنين (عليه السلام) ذا الفقار لأنه كان في وسطه خط في طوله فشبه بفقارالظهر,إلى أن قال وكانت حلقته فضة). وفي بحار الأنوار (كان سيف ذا الفقار ذا شعبتين). وفي رواية عبد الله بن عباس قال: (كان لرسول الله (ص) سيف محلى قائمه من فضة ونعله من فضةوفيه حلق من فضة وكان يسمى ذو الفقار, وكانت له قوس نبع تسمى السداد,وكانت له كنانة تسمى جمع,وكانت له درع وشجة بالنحاس يسمى ذات الفضول,وكانت له حربة تسمى البيضاء,وكانتله مجن يسمى الوافر,وكان له فرس أدهم يسمى السكب,وكانت له بغلة شهباء تسمى دلدل,وكانت له ناقة تسمى العضباء وكان له حمار يعفور,وكان له فسطاط يسمى التركي, وكان له عنز يسمىاليمن وكانت له ركوة تسمى الصادر,وكانت له مرآة تسمى المدلة,وكانت له مقراض تسمى الجامع,وكانت له قضيب شوحط يسمى الممشوق).وكان الفرسان عادة ما تكتب على سيوفهم فقد وجدمكتوباً على ذؤابة سيف ذي الفقار: (إن أعتى الناس على الله من ضرب غير ضاربه وقتل غير قاتله).

وقد ورد في الأثر عن الإمام الصادق (عليه السلام) :إن الناس انهزموا عنرسول الله(ص) يوم أحد,فغضب الرسول غضباً شديداً وكان إذا غضب انحدر عن جبينه مثل اللؤلؤ من العرق,فنظر فإذا علي (عليه السلام) إلى جنبه,فقال: الحق ببني أبيك مع من انهزم,فقالعلي (عليه السلام) : يا رسول الله لي بك اسوة,فقال الرسول (ص) :فاكفني هؤلاء وكان علي قد انكسر سيفه ، فقال يا رسول الله : إن الرجل يقاتل بالسلاح وقد انقطع سيفي,فدفع رسول الله(ص) سيفه ذا الفقار إلى الإمام علي (عليه السلام) فقال:قاتل بهذا,ولم يكن يحمل على رسول الله (ص) أحد إلا استقبله أمير المؤمنين (عليه السلام) فإذا رأوه رجعوا,فانحاز رسولالله (ص) إلى ناحية أحد فوقف وكان القتال من وجه واحد,فلم يزل أمير المؤمنين (عليه السلام) يقاتل الكفار حتى أصابه في وجهه ورأسه وصدره وبطنه ويديه ورجليه تسعون جراحةفتحاموه وسمعوا مناديا من السماء:

لا سيف إلا ذو الفقار



ولا فتى إلا علي



فنزل جبرائيل على رسول الله (ص) فقال: يا محمد هذه واللهالمواساة. وفي رواية ابن مسعود أن ملائكة السماء تعجبت من ثبات الإمام علي (عليه السلام) في معركة أحد,وسمع جبرائيل حين يعرج إلى السماء يقول:

لا سيف إلا ذو الفقار



لا فتى إلا علي



وروي عن عكرمة عن علي (عليه السلام) قال النبي (ص) :إن ملكا اسمه رضوان كان ينادي في السماء بذلك.

وقد نظم الشعراء هذهالمنقبة للإمام علي (عليه السلام) فمن ذلك:

وله بلاء يوم أحد صالح

إذ جاء جبريل فنادى معلنا

لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى


والمشرفية تأخذ الأدبار

في المسلمين وأسمع الأبرارا

إلا علي إن عددت فخارا


وقول الشاعر:

ومن ينادي جبرئيل معلنا

لا سيف إلا ذو الفقار فاعلموا


والحربقد قامت على ساق الورى

ولا فتى إلا علي في الوغى


وقتل الإمام علي (عليه السلام) عدو الله مرحبا في واقعة خيبر بذي الفقار كما ذكر في نظم الشاعر بقوله:


خذ الراية الصفراء أنت أميرها

وأنت غدا في الحشر لا شك حامل

فصادفه في شر البرية مرحب

فجدله في ضربة مع جواده

ومر أمين الله في الجو قائلاً

ولا سيفإلا ذو الفقار ولا فتى



وأنت لكشف الكرب في الحرب تذخر

لوائي وكل الخلق نحوك تنظر

على فرس عالي من الخيل أشقر

وأهوى ذباب السيف في الأرض يحفر

وقد أظهر التسبيح وهو مكبر

لمعركة إلا علي الغضنفر


وقد ورد في شرح نهج البلاغة إن ذا الفقار كان بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) اليمنى فغاص في عسكرالجمل في وقعة الجمل ودخل وسطهم وضربهم بالسيف قدماً قدماً,والرجال تفر بين يديه وتنحاز عنه يمنة ويسرة حتى خضب الأرض بدماء القتلى. كما إن علياً (عليه السلام) كانمتقلداً ذا الفقار في يوم واقعة صفين كما جاء في كتاب التوحيد. وتقلده الإمام علي (عليه السلام) يوم خلافته ومبايعة الناس له وجلس على منبر رسول الله(ص) وكان متعمماًبعمامة رسول الله (ص) ومتنعلاً نعله.

وأما فضيلة سيف ذي الفقار فقد روى الصدوق عن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) :إن سيف (ذو الفقار) من علامات الإمام بعدماعدد علامات الإمام وصفاته فقال (عليه السلام) : (ويكون عنده سلاح رسول الله (ص) وسيفه ذو الفقار), وذكرت الأخبار أن الرسول الأكرم ألبس أمير المؤمنين (عليه السلام) درعه ذاتالفضول وأعطاه سيفه ذا الفقار وعممه عمامته السحاب).

كما ورد في المأثور بأن منزلة ذي الفقار لنبينا (ص) كمنزلة العصا لنبينا موسى(عليه السلام) .وإن الإمام علي بنأبي طالب (عليه السلام) ذا خرج إلى أعدائه بسيف ذي الفقار أحسوا بالخطر فيتراجعون وقد وصفت ضربات علي (عليه السلام) بذي الفقار أنه إذا اعتلى فيه قد, وإذا اعترض قَطّ, والقدقطع الشيء طولاً,والقط قطعه عرضاً, وإنّ صناعته كانت من السماء,وما كانت صناعته من السماء ما يبغى به على أحد, وظاهر بعض الأخبار الواردة عن نبينا المختار (ص) عن طريق حبرالأمة عبد الله بن عباس أن الإمام علي(عليه السلام) يقف على الصراط مع رسول الله (ص) وبيده سيف ذي الفقار فمن لم ينجُ من المرور على الصراط ضرب عنقه فيهوي إلى النار,وذكر ابنشهر آشوب في مناقبه أن الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) تقلّده أيام ولايته, وأشارت النصوص أنّ ذا الفقار وصل إلى الإمام المهدي الحجة بن الحسن عجل الله فرجه,وإن منعلامات الفرج وخروج الإمام أرواحنا له الفداء,وهو نطق سيف ذي الفقار وخروجه من غمده,وكلامه بلسان عربي مبين (قم يا ولي الله على اسم الله فاقتل بي أعداء الله) فيملأ الأرضقسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجورا.

/ 1