الصوت وماهيته
والفرق بين الض، والظ، وما يلحق بذلك من الفوائد
الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء
-4-
وكلما تعدد الانعكاس ضعف الصوت عند النقطة المواجهة لجسم الصائت خارج نقاط الانعكاس واذا قرب سطح الجسم العاكس من الصائت اشتد الصوت فاذا تعدد الصائت والسطوح العاكسةتتقاطع دوائر كثيرة من الامواج الصوتية وتنعكس هكذا مشوشة، وفي تلك الاحوال نشعر بدوي صوتي او ما نسميه لغطا كما انه بواسطة قرب الجسم العاكس قد تفلت من خطوط الموجاتالصوتية قطعات عن منافذ مراكز الاحساس الصوتي فلا تحوي الاصوات طاملة والكيفية الصوتية اهتزازه في الجسم المرن تترتب على انحناء خاصة في الخطوط وما لم تصطدم بمراكزالاحساس بكيفيتها الخاصة لا نشعر بتلك الكيفية الصوتية كما هي بل نسمع دويا ووشوشة، واما اذا بعد الجسم العاكس على مقدار معين وانعكس الصوت فذلك هو الصدى، ويتكرر الصدىبين سطحين او سطوح متوازية مرات متعددة.
ومن مجموع النظريات والتجارب التي قدمناها يعلم ان كل شخص لا يسمع صوته كما يسمعه غيره، فان الغير يسمع صوته بواسطة وصولالاهتزازات الى مركز احساسه من خارج، واما هو فيسمع صوته من داخل اما بواسطة موجات الغازات التي في جوفه الموصلة الى مراكز احساسه السمعي او بواسطة محتويات جسمه منعضلات وغضاريف وسوائل تهتز ويصل الاهتزاز الى المركز السمعي.
واني لا ازال في شك من القضية المعروفة من ان الموجات الصوتية تحدث على شبه كرات ومن الجائز ان تكونمختلفة الاشكال فمنها ما يكون بشكل دائرة ومنها ما يكون بشكل خطوط منحنية ومنها ما تكون مستقيمة، وقد تكون في حالة تداخل وتقاطع ولو كانت كلها دوائر لا تحدث الاصوات، ولوكانت لدي من الوسائل الحديثة لضبط امثال هذه الاحوال لربما انحل هذا الشك ولا يستبعد ان تكون دقائق الهواء في حال تموجه كدقائق الرمل المهتز التي اكتشف اشكالها الأستاذ(كلادني) ما دامت الدقائق فيهما متشابهة ونواميس الحركة تنطبق عليهما بوجه واحد.
المتلقي
حجج واشراط ودلائل وسمات وشواهد وامارات ابتدأها بارئها جلتعظمته ابتداعا واخترعها انشاء نطأطأ رؤسنا امامها مهطعين خاشعين استبد بها وتفرد واستأثرها وتوحد، بديع، وجميل، ومدهش هذا الجهاز الذي نضدته تلك القدرة الغيرالمتناهية من مواد ميسرة في مقادير موجزة مقدرة تهفو عنده الوسائل وتتقاصر عنه الذرائع وتفشل دونه الصنائع.
نعني (بالمتلقي) هنا الجهاز السمعي من بواديه الىاعماقه ومن عنانه الى تخومه ومن ظواهره الى خفاياه، ولا نبحث عما عداه كالصحيفة في الالة الحاكية التي ترتسم عليها الاهتزازات الصوتية بواسطة الابرة الكاتبة وسنذكرللقاريء موجزا من وصفه ووظيفته.
السامعة، اعضائها، وظائفها
نقدر الاصوات ونشعر بها بواسطة السامعة وهي من اكثر الاعضاء تركيبا في جسم الانسان، وهيمؤلفة من ثلاثة اقسام: الخارجي، والمتوسط، والداخلي، والقسمان الخارجي والمتوسط وظيفتهما جمع الاهتزازات الصوتية ونقلها الى القسم الداخلي الحساس.
فاما القسمالخارجي فهو مؤلف من الصيوان والصماخ؛ والصيوان طبقة غضروفية متغضنة بغضون غير منتظمة مستورة بطبقة الالياف العضلية والجلد ويمتد منه انبوبة قمعية نافذة في عظام الرأس.في جدرانها غدد مشابهة نوعا للغدد الدهنية متصلة من جهتها الوحشية بالهواء وفي نهايتها الداخلية غشاء شفاف؛ وهذا الغشاء مع الشعر والرمص المر الموجودين فيها يمنع دخولكثير من الحيوانات والهوام فيها، فان ادنى حركة هناك تشوش السمع والرمص مانع من ذلك وهذه الانبوبة تسمى بالصماخ والغشاء بالطبل.
واما القسم المتوسط فيفصل بينهوبين القسم الخارجي ذلك الغشاء الذي قدمنا ذكره كما انه يفصل بينه وبين القسم الداخلي نافذتان مسدودتان بغشاء وتعرف هاتان النافذتان بالكوة البيضية، والكوة المستديرةوما بين الغشائين صنيديق الطبل وتوجد في هذا القسم اربع عظيمات هي اجمل عظام واصغرها في جسم الانسان مرتبة على هيئة سلسلة وترتبط ببعضها بأربطة عضلية على هيئة خط منكسرينكسر بين غشاء الطبل والكوة البيضية وعلى حسب اشكالها المعروفة لها اسماء: المطرقي والسنداني والعدسي والركابي؛ وفي هذا الصنيديق انبوبة ممتدة الى مؤخر البلعوم وهيمغلوقة الا انها تنفتح اثناء البلع بسبب الضغط الحادث من حركاته وبهذا الانفتاح يحصل التواصل والتوازن بين الهواء المحصور في الصنيديق والهواء الخارجي واذا انسدت هذهالانبوبة دائما قل السمع وكذا اذا انفتحت دائما.
واما القسم الداخلي وهو المسمى بالتيه فهو البديعة الالهية والمعجزة السماوية، يتألف من مجار في عظام القحفتشتمل على بعض اكياس غشائية وقنوات ولهذه المجاري والقنوات اعوجاجات كثيرة جدا ولا تعرف فائدة كل اجزاء هذا القسم وهو القسم الضروري للسمع ويمكن ازالة ما عداه منالاقسام مع بقاء حاسة السمع. وكما علمت ان في داخل هذا القسم الاقنية الغشائية وهي المسماة بالتيه الغشائي وهذا باعتبار شكله العام يشبه التيه العظمي تمام الشبه، وكل منهذين التيهين مؤلف من ثلاثة اقسام هي: الحلزون، والدهليز، والقنوات الهلالية، والحلزون انبوب ملتو حول محور مرتين ونصفا على هيئة قوقعة الحلزون والقنوات الهلالية ثلاثةواحدة افقية واثنتان شاقوليتان واحدى الشاقوليتين موازية للسطح التناظري للبدن والثانية عمود على الاولى. والدهليز يوصل القسم المتوسط بواسطة الكوتين البيضيةوالمستديرة بالقنوات الهلالية والحلزون، وفي داخل التيه الغشائي وبين التيهين توجد سوائل وعصب السمع منتشرة ومتشعبة في هذا القسم الداخلي وهو اشد انتشارا في الموادالمخاطية على سطح التيه الغشائي وفي نهاية كل ليف عصبي من ذلك العصب المنتشر مصورتان محافظتان محيطتان وتتصل بمطاطة طويلة ذات احساس سمعي والنهايات العصبية في الحلزوناكثر نظاماً وازيد اعضالا مما في عداه من الاقسام وتلك النهايات للالياف والخويطات العصبية تلاقي تلك السوائل المخزونة في تلك التجاويف ثم ان عرض ذلك الغشاء الحلزونيليس متساويافي كافة انحائه، وكلما قربنا من الذروة يقل عرضه واذا ما كشفنا عن هذا الغشاء نرى اليافه على هيئة اسلاك المعزف واوتاره، ويقال ان الياف الغشاء المخطط في كلاذن ستة الاف ليف.
هذه نبذة يسيرة في بيان الاجزاء التي تتالف منها السامعة.
اسم المجلة: المرشد مكان الاصدار: بغداد
العدد: 4 تاريخ الاصدار: 1 محرم 1348هـ
الصفحة: 149 سنةالمجلة: السنة الرابعة