الصوت وماهيته
والفرق بين الض، والظ، وما يلحق بذلك من الفوائد
الشيخ محمد رضا كاشف الغطاء بيانوظيفة اجزاء السامعة
بواسطة الاذن نشعر بتموجات الهواء الحاصلة من ارتجاج الاجسام وهذه التموجات هي التي تسبب الاصوات، فبالاذن الظاهرة تجمع الاصوات على غشاءالطبلة بواسطة الانبوبة التي توصل القسم الخارجي من الاذن بالقسم المتوسط وينفعل غشاء الطبلة بتموجات الهواء ويوصلها الى العظيمات ويخفف شدة الاصوات ايضا.والقسمالمتوسط يوصل الارتجاجات الحاصلة في غشاء الطبلة من تموجات الهواء الى القسم الداخلي ويتم هذا بواسطة الهواء المتضمن في تجويفها وسلسلة العظيمات الممتدة من غشاء الطبلةالى كوة الدهليز البيضية، والقسم الداخلي مملوء تجاويفه سيالا مائيا تنتهي اليه خويطات العصب السمعي وهي توصل الاصوات الى الدماغ. والخلاصة ان الصيوان يمسكبالموجة الهوائية وتنطلق منه مادة بالانبوبة الى غشاء الطبلة وتمر بسلسلة العظيمات الى الدهليز والقنوات الهلالية وعصب السمع، فاهتزاز الجسم الصائت المنتشر بواسطةتموجات الهواء الواصل الى الاذن ينعكس في تعاريج الصيوان وبعد نفوذه في الصماخ ووصوله للغشاء يؤل الى ارتجاج هذا الغشاء، وارتجاجه يسري الى الغشاء الثاني فيرتج واذاارتج تموجت السوائل التي في التيه.
والتموجات الصوتية قد تصل الى مراكز الاحساس السمعي بغير هذا الطريق فان الجدران العظمية للقسم الخارجي والداخلي من الموصلاتوالتموجات الصوتية اذا اتصلت الى سوائل التيه عن أي طريق اثرت على العصب السمعية ومنها الى مراكز الاحساس.
ويقال ان النوع الخاص للتموج الصوتي ودرجة الصوتوقيمته الموسيقية انما تدرك بواسطة الالياف التي يتألف منها الغشاء المخطط الحلزوني من اجل ان طولها يتناقص نحو الذروة فيكون كل خيط منها بمثابة سلك او وتر مهيأ للتأثرمن صوت خاص فلا يتأثر كل واحد منها الا بنوع خاص من الصوت، هذا ما ادركه العلم الاخير في هذه البديعة السماوية، وهناك غايات يمكن ان يوصلنا اليها مستقبل العلم.
الحافات
(1) المظنون ان الاهتزاز لا ينتقل من السائل الى العصب رأسا بل الى الخيوط الشعرية فتهتز وتهيج الفريعات العصبية المتصلة بها والى الكتل الترابية فتهتزوتضغط الفريعات العصبية المتصلة بها ضغطا متقطعا كاهتزازها، والمرجح ان الغرض من هذه الكتل اطالة الاصوات السريعة الزوال التي تنسى لولاها. (2) ذكرنا ان الانبوبةالتي تصل صنيديق الطبل بالبلعوم المسماة (بوق استاكيوس) مسدودة على الغالب وبذلك ينقطع الهواء الخارجي عن الهواء الداخلي فاذا اتفق ان ضغط هزاتها قل عن ضغط الهواءالخارجي تتألم من ضغط الهواء الخارجي ولا يهتز الغشاء الطبلي الاهتزاز التام فلذلك يثقل السمع وبحركة الازدراد يدخل الهواء فترد الموازنة ويقال ان الارشادات العسكريةتنصح رجال الفرق المدفعية بفتح افواههم عند اطلاق المدافع.
(3) من عجائب الاذن انها تميز الاصوات فتحللها وترد كلا الى اصله ولو وردت عليها من موارد مختلفة غيرمتشابهة فلو عزف بالف معزف فالاذن تؤدي كلا منها الى النفس وتميز بعضها عن بعض وتطرب لكل منها بما يؤثر عليها من الطرب بشروط خاصة مع ان اصواتها تهز الهواء من جهات مختلفةومتضادة وتنحصر كلها في مجرى دقيق من الهواء سعته بسعة صماخ الاذن.
(4) الناس على اختلاف شديد في سمع الاصوات العالية والواطئة وربما يسمع بعضهم ما لا يسمعه الاخرويتفق كثيرا ان شخصين صحيحي السمع بحسب الظاهر يقلق احدهما من اوطأ الاصوات ولا يشعر به الاخر.
ومن المحتمل ان توجد في الارض او في السماء اصوات كثيرة لا نشعر بهاولو تنبهت فينا حاسة السمع اكثر مما هي عليه فربما سمعنا اصواتا لا تخطر على بالنا، وهذا ما اشارت اليه روايات الائمة الهدات (ان في السماء جندا لا تسمعون تسابيحهم) وقالتعالى: [وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم] وفي العدول عن (لا تسمعون) الى قوله (لا تفقهون) بغية غامضة وسر مصون يدرك من ورائه العارف المتبحر الراسخ فيالعلم ذلك المعنى الذي المعنا اليه من عجز جهازنا السمعي عن الاحساس بتلك وقصوره في درجة التكوين عن ادراكها.
كيف تتكون الحروف والحركات والالفاظ
انالحروف الهجائية في كل لغة تنشأ من الاحوال التي تطرأ في الهواء اثناء مروره في الاعضاء السالفة الذكر، ويتنوع اللفظ بحسب حركاتها الارادية من فتح الفم ومد الشفتين اوقصرهما لابعاد فتحة الفم من الحنجرة او تقريبها اليها في اثناء التلفظ وحركة الفك الاسفل واللسان وشراع الحنك والخدود بصور مختلفة، ومن ذلك يتغير شكل جوف الفم في فتحتيهالامامية والخلفية، ومن هذه التبدلات تتغير نغمات الصوت المزماري ورنينه فنحس بنوع خاص من الصوت، فالاصوات تتنوع نغماتها الى ما نسميه حرفا، والنغمات تختلف نبراتها الىما نسميه حركة من تطورات اجواف الفم بصورة مختلفة خلال التصويت. فاذا انسد طريق خروج الهواء بواسطة اللسان او الشفتين اما في بداية الصوت او في نهايته فلا شك انهذا الانسداد يسبب نغمة خاصة هي احدى الاصوات الهجائية وكلما يقطع خروجه ويحول دون خروجه على مجراه الطبيعي بسد احد مخارجه او تضييقه لحصول بعض العوارض في جوف الفم ينتجذلك حرفا خاصا فاذا تماس اللسان مع الاسنان او مع قبة الحنك تولد صوت الحرف (د) واذا انطبقت الشفتان على بعضهما او على اللسان تولد (ب) واذا مس اللسان شراع الحنك بمؤخر الفمتولد (ق) وهذه الحوائل قد ترتفع دفعة واحدة كما في الحرف (ب) وقد ترتفع تدريجا كما في الحرف (س) وقد ترتفع بصوت اهتزاز كما في (ر) ولذلك انقسمت الحروف الى: شفوية ولسانيةوحلقية باعتبار مخارجها وقسمت ايضا باعتبار نوع اصواتها الى: انفلاقي وطنان واهتزازي والاصوات اذا تنوعت بهذه الخصوصيات وتعاقبت وترتبت على نغم ونبرات خاصة تحصل منهاالكلمات والكلام.
اسم المجلة: المرشد مكان الاصدار: بغداد
العدد: 5 تاريخ الاصدار: 1 صفر 1348هـ
الصفحة: 196 سنة المجلة: السنة الرابعة