قاعدة العلمیة و القاعدة الفکریة للمجتمع نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قاعدة العلمیة و القاعدة الفکریة للمجتمع - نسخه متنی

محمد عبد ناصر الساعدی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

القاعدة العلمية والقاعدة الفكرية للمجتمع

القاعدة العلمية والقاعدة الفكرية للمجتمع

محمد عبد ناصر الساعدي

كاتب وباحث اسلامي



يتعامل الانسان المسلم في حياته ازاء الواقع المادي الذي يكتنفه والموجودات المادية للطبيعة، في نفس الوقت الذي يتعامل فيه هو الآخر مع الموجوداتالانسانية والوقع الاجتماعي الذي يعبر هو لنفسه أحد ادواته بل لااحد قواه الفاعلة. وفي حركته الاولى يتحدد موقعه ازاء الاشياء في مداره بوصفه سيداً ومستعمراًلها، ( هوالذي أنشأكم في الارض واستعمركم فيها)، يخوض مع الطبيعة معركة السيادة والتسخير في سبيل اخضاعها لرغباته وتسخيرها لعبوديته.

وفي حركته الثانية لتحديد موقعهازاء الاشخاص والهيئات في مساره هذا بوصفه شريكاً وطرفاً مريداً من اطراف الهيئة الاجتماعية لتملي عليه هذه (الشراكة الاجتماعية)صيغة معينة من العلاقات تحدد صلة كل ببعضفي معان حياتهم العامة (مثلكم كمثل قوم ركبوا سفينة فأقسموا فصار لكل منهم موضع فنقر احدهم موضعه بفأس فقالوا له ما تصنع؟ قال: هو مكاني اصنع فيه ما شئت فان اخذوا على يدهنجا ونجوا وان تركوه هلك وهلكوا).

كما أنه في حركته الاولى يرسم الاشكال المنظورة للحياة المادية في جانبها الحياتي والمدني جاءت حصيلة لنشاطه مع الطبيعةمعتمداً في ذلك ما تيسر له من خبرات وقدرات وفقاً للشروط المادية التي لها موقع ( القاعدة العلمية في الحياة) التي وفرتها له تجربته البشرية خلال مسيرة التاريخ الانسانيبوصفه وريثاً شرعياً لانسان التاريخ على مر العصور وراثة تجد سندها في صيغة موحدة للإنسان ما دام الانسان هو الانسان في حاجاته وميوله وفي تكوينه العفوي وتطلعاته في كلزمان ( صبغة الله ومن أحسن من الله صبغة ونحن له عابدون).

بينما هو في حركته الثانية يترسم الصيغ المنظورة للحياة الاجتماعية، او النظام الاجتماعي في جانبهالحضاري او المفاهيمي والتي تستهديها المجتمع في نشاطه العام وعلاقاته الاجتماعية منسجماً في هذا الخط مع المفهزمات والتصورات التي يؤمن بها المجتمع والتي تجسد سندهافي عقيدته الاجتماعية التي لها موقع ( القاعدة الفكرية في الحياة).

وبديهي أن مركز ( السيد ) أو ( المستعمر ) الذي يتمتع به الانسان ازاء القاعدة العلمية هذه يخولهصلاحيات مطلقة في استثمار هذه القاعدة لخير مملكته كلما وجد الى ذلك سبيلاً فينفذ في أقطار السماوات والارض بسلطان العلم ويتسلح بالحديد والذرة في مواجهة الاعداءويعتصم بالسداد في مواجهة ارتفاع مناسيب المياه أيام الفيضانات المدمرة ويعتمد الكهربة في احياء الارض وانارة الحياة وتصنيع البلاد وهو نفسه الذي يمتعه بدور الصانعوالفاعل والمطور لهذا القاعدة وفقاً لنمو العلم وتحول أساليب الحياة الى الافضل والاحسن دائماً.

كما هو الآخر في مركز ( المشارك ) او الطرف الآخر في الهيئةالاجتماعية العامة الذي يتمتع به لنفس هذا الانسان ازاء تبني وحماية الاهداف الاجتماعية العليا في المجتمع التي تتضمنها ( القاعدة الفكرية ) تفيده وتحدد له مواقعهالعلمية طبقاً للصيغة الشرعية والقانونية لعطاء عقيدته الاجتماعية المستهداة وهي صيغة مفروضة مسبقاً أمام الانسان ليقبلها أو يرفضها عن دليل وبرهان وبالتالي فانالانسان ازاء هذه القاعدة لا يتمتع الا بمركز(المؤمن ) أو ( المبايع ) لهذه القاعدة وفقاً لدرجة الولاء الاجتماعي للمبدأ عنده أو الحس الايماني للعقيدة لديه.

وقدوجه الاسلام بهذا الصدد بيانه القرآني الى المؤمنين كافة في الدخول في سلمها وكيانها وحذر من مغبة التفريط بذلك اذ أنه من عمل الشيطان (يا ايها الذين آمنوا ادخلوا فيالسلم كافة ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين).

وليس من شك أن قدر الامة ووجودها متوقف على قاعدتها الفكرية وعطائها التشريعي والحضاري وقدرتها الذاتيةعلى صياغة انسان الامة هذه وفق قيمها في وجودها الاجتماعي وتحركه الحضاريبينما القاعدة العلمية التي يجب أن تتوفر هي الاخيرة في المجتمع والتي اعتبر الاسلام مسألةوجودها وتعهدها واجباً (كفائياً) ينقلب الى عيني في حالات خاصة ان هذه القاعدة مطلوب منها أن تخدم القاعدة الفكرية وتحمي إطارها المذهبي ليس في تلك الصياغة لبعض مظاهرالنشاط الإجتماعي المتصلة اتصالاً باشراً بإرادة الانسان ووعيه ( العلمي ) التي تكون ما يسمى بالجانب العلمي في اطار خاص من ( قاعدة فكرية ) معينة كالقوانين العلمية فياطار المذهب الرأسمالي في الاقتصاد والسياسة والاجتماع مثلاً حيث برز تأثير الافكار والقيم الرأسمالية في اتجاه هذه القوانين وما تقصد اليه حتى غدا واضحاً تأثير قوانينالاقتصاد السياسي بالحرية الاقتصادية اي تأثير ما يسمى بالقاعدة العلمية في الاقتصاد الرأسمالي بالقاعدة الفكرية التي يقوم عليها المجتمع الرأسمالي بل ان الامرليتجاوز ذلك الى القوانين العلمية الموضوعية التي تجسد مكانها في كل مجتمع على اختلاف القاعدة الفكرية التي يتبناها ويقيم حضارته ومفاهيمه على اساسها كالقوانينالكونية ذات الطبيعة الموضوعية وجانب الحيدة في التفسير.

فإن القاعدة العلمية التي تتكون على اساس استثمار هذه القوانين وبمعرفة منها ليست عبثاً في مجتمعاتتحرص على تسويد مقولاتها وسيادة فكرتها وبسط شوكة رسالتها إنما هي في هذا السبيل تخدم الرسالة وتحرس القيم وتوفر الشروط السهلة لصراع العقائد وحوار الحضارات ليس في أرضالذرة والكهربة فحسب بل وفي سماوات الاقمار والمركبات الفضائية.

اننا ندعو أبناء المسلمين ـ حكاماً ومحكومين ـ أن يرتفعوا الى مستوى قاعدتهم الفكرية التي أمرهمالله سبحانه أن يستهدوها في مفاهيمهم الاجتماعية ونظمهم السياسية وعلاقاتهم العامة كما ندعوهم في نفس الوقت الى بذل الكثير لتصنيع البلاد وفتح مدارسها المهنية وادخالمعالم المدنية التكنيكية في جميع مرافق الحياة العامة واساليب الانتاج الزراعي والصناعي لبناء القاعدة العلمية في المجتمع جنباً الى جنب مع توفير المناخ الايمانيللحفاظ على المضمون الاجتماعي لقاعدة الاسلام الفكرية في الحياة وتلك أمانة الله ورسوله والاجيال المسلمة في أعناقنا جميعاً كما نلفت أنظار رجال المال وأهل الخير منتجار المسلمين بأن يوجهوا أعمالهم الاصلاحية لمثل هذه الأمور على نفس المستوى الذي يركزون فيه أفاعيل الايمان في المجتمع (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) صدق الله العلي العظيم.

/ 1