فتاوی الأفراد و فتاوی الأمة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

فتاوی الأفراد و فتاوی الأمة - نسخه متنی

عباس کاشف الغطاء

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

فتاوي الأفراد وفتاوي الأمة

الدكتور الشيخ عباس كاشف الغطاء

النجف الأشرف

بسم الله الرحمن الرحيم

كانتالفتوى ومازالت محط أهتمام بالغ لدى الأوساط الأنسانية التي يمثل فيها الدين محركاً أساسياً للسلوك وأنماط التفكير، ولايقف هذا الأهتمام عند المسلمين فحسب، بل أخذتالفتوى مكانتها لدى كل العقائد لما لها من أثر نفسي بالغ في توجيه الأفعال وتحديد الرؤى والأفكار. غير أن الفتوى في الإسلام لها شأن أعظم وأخطر، خاصة عند من يستشعرمسؤلياتهم تجاه ربهم وأمتهم. وذلك لما دل على أن العالم حجة الأمام (عليه السلام) على الناس لقوله عليه السلام(فانهم حجتي عليكم وأنا حجة الله)وأن الحجة يجب أتباعها فيكونالعالم واجب الأتباع في فتواه. ومن المعلوم وجوب الأفتاء على العالم المجتهد في زمن الغيبة فيما لم يكن يخاف على نفسه كما أن الجرأة على الأفتاء من غير علم تؤدي بصاحبهاأن يكبه الله على منخريه في نار جهنم.

أن كتب الفقه قد أمتلئت بالحديث عن الأفتاء والشروط الواجب توافرها في المفتي والمستفتي والحالة الأفتائية، ولكن أهملت الحديثعن الأفتاء الجماعي التي يتعلق بالأمة وكيانها وهذه الفتوى ربما تعلقت بحالة أنسانية فردية لاتتعدى صاحبها من التوجيه إلى الفعل أو الأعتقاد أو التصرف وهو مانطلق عليهفتاوي الأفراد والأعيان. وربما تعلقت الفتوى بجماعة أو أمة، وأرتبطت بمصير الشعوب والأمم والحضارات، وهو مانطلق عليه(فتاوي الأمة) وعندها يكون الأفتاء في غاية الخطورةوالحساسية، لاسيما ماكان متصلاً بالعلاقات الدولية والسياسية الشرعية، لأنها موجهة لطبقة أوسع، وتأخذ شكلاً أفقياً في الأنتشار والنفوذ، كما أنها تتعلق بقضاياالمسلمين وتحدياتهم الحضارية والإستراتيجية الممتدة.كما أنها تؤثر بشكل ماعلى طبيعة العلاقة بين الدولة وأفرادها أو بين الدولة وغيرها، , أو على أمة تجاه أمة أوحضارةتجاه حضارة أخرى تختلف في الموروث العقائدي والثقافي وغيرهما.

وأن الأمة اإسلامية تمر في مرحلة عصيبة وبلدنا العراق خاصة حيث ان الفتاوي الأمة مثل فتوى وجوبالأنتخاب أعضاء كتابة الدستور والأستفتاء عليه أو وجوب الأنتخاب على شكل نظام الحكم، لابد من دراسة مميزات فتاوي الأمة وشروطها وخصائصها وممن تصدر وفرقها عن فتاويالأفراد وعدم تسيس الفتوى وذلك لخطورة الشأن الأفتائي في هذا المجال كما أصبح هنالك زيادة غير مسبوقة على طلب فتاوي الأمة وأصبحت سرعة أنتشارها بسبب وجودها علىالفضائيات والشبكة العالمية(الأنترنيت)ووسائل الأعلام الأخرى من مسموعة ومقروءة ومرئية.

إن الفرق بين فتاوي الأفراد وفتاوي الأمة هي أن فتاوي الأفراد هي الفتاوي التي تتعلق بأفعال المكلفين المذكورة في الرسائل العملية للمجتهدين التي أمتلئت كتب الفقه بها، أما فتاوي الأمة فهي التي تتعلق بقضايا المسلمين من التحديات الحضاريةوالإستراتيجية للأمة فهي فتاوي مواقف الأمة في أطارها العام وإن فتاوي الأفراد تكون أجوبة أستفتاءات المجتهدين على أسئلة المقلدين، بينما فتاوي الأمة يتصدى لها المرجعحتى من دون أستفتاء فهي لاتنتظر المستفتي كما إنها تستدعي مراجع الأمة لها.

وأما خصائص فتاوي الأمة فهي ليست لمصلحة فرد أوفئة أوحاكم معين لكنها لمصلحة الأمةالإسلامية، وأن يستشعر المراجع قضايا الأمة الإسلامية ومصلحتها قبل وأثناء الفتوى. وهي التي تجمع الأمة الإسلامية ولا تفرقها. ويصدرها المرجع الديني فقط لأنه يكون أعلمزمانه وأفضلهم وأبصرهم بتدبير الأمور وأدارة الشؤون، وباعتبار أن له الولاية على الأنام وموكول له تدبير النظام ويحتل مركز نيابة الأمام عليه السلام، ويتولى شؤونالمسلمين في أمور الدنيا والدين فمن أنطبق عليه هذا العنوان كانت له الأهلية في أصدار فتاوي الأمة.

أما فتاوي الأفراد فيمكن أن يصدرها كل من كان له أهلية الأفتاء وهومن أهل الأجتهاد وإن لم يكن أعلم أهل زمانه وأفضلهم وأبصرهم بتدبير الأمور وأدارة الشؤون ولهذا نقولها بصراحة إننا نخاف أن تتحول فتاوي الأمة الى أمة فتوى كما شاهدنا ذلكفي أيامنا هذه التي تمر بنا.

وتتميز بالذيوع والأنتشار والتراكم والجدل على المستوى الشعبي والرسمي،فتتحول الفتوى لحالة رأي عام. وأن ممارسة الضغط السياسي واقعاًوموجهاً على فتاوي الأمة دون فتاوي الإفراد مثل فتاوي العمليات الأستشهادية أو فتاوي الأقليات والمظاهرات.

ولامانع في فتوى الأمة أن يقوم المرجع بتعديل السؤال أنلزم الأمر وما يفترض أن يسأل فيه حتى يعلم المرجع المستفتي كيف يسأل وما يفترض أن يسأل فيه؟

وأضافة إلى شروط صلاحية الفتوى العامة ان تكون صادرة من المرجع الديني بعدأطلاع والأخطار مستشاريه عليها، وأستشارة أهل الأختصاص فيها ضرورة أن الأستعانة بالمتخصصين في مختلف التخصصات تكون الفتوى مناسبة وحقيقة في تعبيرها عن الواقع، لأنهلامعنى للمرجع أن يصدر فتوى للأمة عن واقع ليس له دراية به وأن يلاحظ فيها تنزيه الفتوى من الضغوط السياسية ومآلات الفتوى والأضرار والأفطار فيما أذا كانت هنالك تابعةللفتوى.

ولأهمية فتاوي الأمة فلا بد من التصدي والنقد لكل ممن لايكون له أهلية ولاينطبق عليه عنوان المرجعية لتاثيره السلبي لامتلاء الساحة في عصرنا وفي كل عصر بمنيزاحم المرجعية برأيه مما يخلط الحابل بالنابل فيهلك الضرع والحرث والله المستعان.

/ 1